أخبار عاجلة

بقلم سناء جاء بالله: اللجنة التّونسية  في مجلس السلم العالمي تتضامن مع فنزويلا ضد الهجمة الأمريكية

الحملة الدّوليّة  الثانية للتّضامن مع فنزويلا

من 12 إلى 15 افريل 2019

كركاس-فنزويلا

         لا تزال الولايات المتّحدة الأمريكية  تنفث سمومها و تتدخّل في شؤون الدّول الآمنة فهي تحترف بامتياز طريقة التّرويج للحروب بذريعة إرساء الديمقراطية و مكافحة الإرهاب و حماية أمنها القومي وغيرها من الذرائع المكشوفة لدى المجتمع الدّولي فالجميع يعرف جيّدا أنّه حيث توجد ثروات النّفط والغاز ستوجد أمريكا بكامل قوّة مكائدها.

ولأنّ واشنطن بصفة عامة لا تتفق مع سياسات الرؤساء المناهضة في دول أمريكا اللّاتينيّة. ونتيجة للعداء المزمن للإدارة الأمريكية المتعاقبة تجاه فنزويلا منذ أيام الرّئيس “هوغو شافيز” واستمر ذلك حتى الرئيس “نيكولاس مادو رو”،  ويرجع سبب هذا العداء إلى أنّ فنزويلا بحكمها الحالي والسابق ترفض أن تكون ضمن قواعد اللعبة الأمريكية في كامل أمريكا  اللاتينية ، التي تعتبرها واشنطن ضمن دائرة التأثير المباشر،وبالتالي أدى هذا الأمر إلى أن يكون هناك حصار اقتصادي لفنزويلا، ومناكفات دائمة ودعم أمريكي لمحاولات انقلابية سابقة ولاحقة مستعملة استمالة كتلة المعارضة الفنزويليّة والتي تعدّ حاليّا اللّقمة السّائغة التي يمكن من خلالها التدخل في شؤون البلاد.

هذا وقد قادت واشنطن في الآونة الأخيرة مع حلفاءها من الاتحاد الأوروبي العديد من التدخلات في المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسّية وهي لا تزال تعمل جاهدة للتنسيق بغية السيطرة على الموارد الإستراتيجية للدولة الفنزويلية ولا سيما أكبر احتياطات النفط في العالم التي تمثل هذه الاحتياطات هدفًا واضحًا في إعادة الصياغة الإستراتيجية للهيمنة الإمبريالية في القارة.

وعلى هذا الصعيد،  نظّمت لجنة التضامن الدولية الفنزويليّة (COSI) والشباب الشيوعي لفنزويلا (JCV) وشباب الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا (JPSUV) الحملة التضامنيّة الدولية الثانية مع الشعب الفنزويلي و التي شارك فيها 87 مندوبًا دوليًا من 65 منظمة لتمثيل 45 دولة من 5 قارات و من ضمنهم اللّجنة التّونسية في مجلس السلم العالمي في العاصمة الفنزويليّة كركاس كجزء من مبادرة الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي ومجلس السلم العالمي للفترة من 12 إلى 15 افريل 2019 و ذلك بالتّزامن مع ذكرى إحياء الثّورة البوليفارية و الذّكرى السّبعون لتأسيس مجلس السلم العالمي. والتي كان الهدف منها إظهار حقيقة نضالات الشعب الفنزويلي و فضح دوافع العدوان الإمبريالي الأمريكي والأوروبي و تزييفه للحقائق.

و قد تخللت هذه الحملة التّضامنية  العديد من الفعاليات  للأعضاء المشاركين،  منها  الاحتفال بذكرى الثّورة البوليفاريّة  التي أقيمت بساحة بولي فار بالعاصمة كاراكاس و قد حضر الاحتفال حشد جماهيري ضخم ، وكما قد نظّم لقاء شعبي مع الرئيس “نيكولاس مادو رو” الذي أشاد بهذه الحملة التّضامنية و أثنى على كلّ من ناصر قضيّة فنزويلا و شعبها في مواجهة طوفان الامبرياليّة العالمية و شرح في كلمته المحاولات الأمريكية اليائسة للنّيل من وحدة فنزويلا و سيعيها عبر فرض الحصار الاقتصادي لتضييق العيش على الشّعب الفنزويلي الحر، كما توجه إليها برفع يدها فورا عن بلاده و حمّلها مسؤولية أي عنف قد يحدث في فنزويلا و مؤكدا على أنّ إراقة الدّماء التي يمكن أن تحدث ستنجر بالوبال علي أمريكا أولا.

و إضافة إلى الاجتماعات الرّسميّة لمجلس السلم العالمي و لجنة التّضامن الدّولية الفنزويليّة كان هناك العديد من الزيارات الميدانيّة للمؤسسات الثّقافيّة التي تدعمها الحكومة الفنزويلية و الأكاديمية العسكريّة  وتنظيم المشاركة في حملات توزيع المواد التّموينيّة و القيام بالرصد للجو العام الذي كان آمنا على خلاف ما روّجت له وسائل الإعلام المأجورة.

هذا وقد حيّت القوات والمنظمات التّقدمية والمعادية للإمبريالية والمحبة للسلام المشاركة، المقاومة الشجاعة للشعب الفنزويلي دفاعًا عن تضامنه واستقلاله وحقه في تقرير المصير ، و حقوقه المهددة اليوم بالعدوان الدائم والتدخلات في شؤون البلاد. وعبرت عن تضامنها مع الجمهورية الفنزويلية ورئيسها “نيكولاس مادورو” بعد تعرّضه لهجمة شرسة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها في الداخل الفنزويلي.

و أصدرت القوى المشاركة متمثّلة  في المجلس السّلم العالمي و الحركة الطلابية الفنزويلية و الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي بيانا عبّرت فيه عن رفضها رفضًا قاطعًا التهديد المتزايد للسلام في فنزويلا وأمريكا اللاتينية ، و ذلك من خلال تّصريحات الحكومة الأمريكية المتكررة التي تنصّ على أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة فيما يتعلق بفنزويلا ، بما في ذلك الخيار العسكري ، و إدانة الولايات المتحدة باعتبارها القوة الإمبريالية الرئيسية التي تحاول اليوم مع حلفائها إدراج فنزويلا في حرب إمبريالية لن تؤدي إلا إلى المعاناة لشعبها.

كما أعرب المشاركون في بيانهم عن رفض مختلف المناورات التي بدأت في المنطقة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي تستخدم وسائل عديدة للضّغط مثل منظمة الدول الأمريكية ومجموعة ليما المعلنة ذاتيا بهدف إضفاء الشرعية على التدخل وزعزعة الاستقرار في فنزويلا. وإدانة التدابير القسرية الانفرادية التي طبقت على فنزويلا والتي تشكل انتهاكاً للقانون الدولي. هذه التدابير لها أهداف رئيسية تتمثل في إضعاف وخنق الاقتصاد الفنزويلي لتهيئة الظروف المواتية لتعزيز الحجة الخاطئة للأزمة إنسانية التي قد تمكن القوات العسكرية الأجنبية من دخول البلاد.

وهنّأت منظمات الشباب والقوى المحبة للسلام ولجان التّضامن في العالم نضال الشعب الفنزويلي و صموده وحيّته على مقاومته مع تجديد التزامها للمحافظة على موقف ثابت و موحد دفاعًا عن السلام ونبذ الحرب في فنزويلا…

و من أجل عالم يسوده السلام والتضامن والعدالة الاجتماعية في فنزويلا …

كلّ “المجد للشّعب الشّجاع” …..

*سناء جاء بالله-تونس

اللجنة التّونسية  في مجلس السلم العالمي

 

 

 

شاهد أيضاً

معركة الوعي في دول أمريكا اللاتينية…بقلم محمد فؤاد زيد الكيلاني

في هذا الزمان الحروب كثيرة ومتنوعة، ومنها ما هو جيشاً لجيش أو صواريخ أو حرباً …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024