بقلم محمد ابراهمي: ناشط سياسي
ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺷﺒﺎﺑﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻫﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﺇﻫﻤﺎﻝ مراجعة انفسهم ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ، ﻓﺘﺠﺪ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ( ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ، ﻣﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﻗﻮﻱ، ﺃﻭ ﺭﺟﻞ ﻣُﺨَﻠِّﺺ، ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻋﻈﻤﻰ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻗﻮﻳﺔ … ﺇﻟﺦ ) ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ﺑﺒﺬﻝ ﺃﻱ ﺟﻬﺪ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ !.. ﻧﺎﺳﻴﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻭ ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻱ ﺇﺻﻼﺡ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ
التغيير من الداخل هو تغيير افكارنا و تغيير تصرفاتنا و انارة عقولنا و معرفة الصالح من الطالح ..
تونس تمر بفترة صعبة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ..
دعوة للشباب المثقف و الغيورين على بلادهم بالوقوف و التقدم و التغيير و الإصلاح بالطرق الحضارية و الشفافة
و عدم الإنجرار او الإنسياق إلي التهميش و التخريب و الإحتجاج بدون موجب و العنف ..
الدولة بحاجة لكل أطياف المجتمع للوقوف يد واحدة ضد الفساد و أصحاب النوايا السيئة
وكما ادعو كل الشباب إلى التريث و ضبط النفس و الإبتعاد عن المغالطات و الوقوع في فخ العنف و مربع الحسابات السياسوية الضيقة ..
أعتقد انه ليس في صالحنا ولا في صالح البلاد إعادة سيناريو أحداث ثورة 17 ديسمبر 2010
و نلاحظ ان بعد ثورة الحرية و الكرامة الوطنية لم يتغير شيئ بل تدهورت الأوضاع و نهبت البلاد و ركبوا على الأحداث و صعدوا على حساب الولايات المحرومة و المهمشة و على حساب شهدائنا
و أعتقد ان ثورة أخرى ستأزم الوضع أكثر و تغرق البلاد و كالعادة لن يتغير شيئ سوى خدمنا مصالح ضيقة لأطراف أخرى و أجندات خارجية..
نريد ثورة فكرية و ثورة ثقافية و ثورة شبابية ديمقراطية و شفافة و حضارية دون عنف او سيلان دماء
من يريد ثورة ديمقراطية شفافة ينتظر الإنتخابات 2019 و يصنع التغيير و يتقي شر العنف و أخذ البلاد إلى هاوية و إلى سراديب مظلمة ..
كما أؤكد دائما ان الإحتجاجات بدون موجب و المسيسة لا تعنيني و لا تنفعنا و لا تحدث التغيير و الإصلاح ..
تونس و شعبها الحر أمانة لكل فرد منا
فلا عاش في تونس من خانها.