نشر موقع (جريدة المنار) الاخباري قبل أكثر من اسبوع تقريرا تحت عنوان: (قريبا ابن سلمان يخلع والده) تطرق الى استعدادات يقوم بها محمد بن سلمان لتنصيب نفسه ملكا بمباركة أمريكية، وهذا ما اكدته التطورات والاحداث في الساعات الاخيرة حيث أقدم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على اعتقال تسعة امراء بينهم عمه أحمد بن عبدالعزيز صاحب الحق في تسلم الحكم بعد وفاة شقيقه سلمان بن عبدالعزيز، والامير محمد بن نايف الذي اقصي عن ولاية العهد وشقيقه نواف، ووزير الداخلية الحالي وامراء اخرون، وبعض الشخصيات القريبة من هؤلاء، مع تشديد الرقابة والحجز البيتي على بعض الامراء.
واستنادا الى مصادر خاصة، فان الايام الاخيرة شهدت لقاءات في غاية السرية جمعت ابن سلمان بمستشاريه المقربين ومنهم أجانب، ونوقشت فيها مسألة اقصاء أو اختفاء والده الملك وتسلم نجله الحكم على رأس النظام الوهابي، وقالت المصادر لـ (المنـار) أن اسرائيل والولايات المتحدة على علم تام بهذه اللقاءات، وأن محمد بن سلمان تلقى الضوء الاخضر من الرئيس الامريكي لتنصيب نفسه ملكا خلفا لوالده، وأن هذه المباركة نقلها وزير الخارجية بومبيو شخصيا قبل أيام خلال زيارته للرياض، كما ان اتصالات جرت بين ابن سلمان ورئيس جهاز الموساد الاسرائيلي الذي بارك الخطوة نيابة عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تربطه علاقات وثيقة حميمية مع ولي العهد، الذي استقدم منذ توليه ولاية العهد مستشارين اسرائيليين باتوا ممسكين بمفاصل المملكة الوهابية كما ان ابن سلمان فتح اجواء المملكة واراضيها للتحركات العسكرية والامنية الاسرائيلية، والتنسيق الامني بين الجانبين في اعلى درجاته، وكانت (المنـار) قد كشفت عن اتصالات مستمرة منذ سنوات طويلة بين سلمان بن عبدالعزيز واسرائيل عندما كانت حاكما للرياض وذلك في عهد رئيس وزراء اسرائيل الاسبق اسحق رابين.
محمد بن سلمان كثف من اجراءات تنصيب نفسه ملكا، خاصة بعد تدهور صحة والده الملك، الذي فقد الاتزان تماما، وتفيد المصادر أن ابن سلمان انتزع من والده مرسوما مسجلا بالصوت والصورة، بتنازله عن العرش لصالح نجله ولي العهد، وقد يستخدم هذا التسجيل في حال لم يكن الملك قد توفى، وفي الحالتين يبدو أن ولي العهد استكمل اجراءات التنصيب بمباركة امريكية اسرائيلية.
وترى المصادر أن ابن سلمان وافق على ما ما طلبته منه الادارة الامريكية مقابل تنصيب نفسه ملكا، باتخاذ كافة الاجراءات التي توصله الى هذا الهدف، ومن بين الاثمان التي تعهد بايفائها، القيام بدور كبير لتمرير صفقة القرن وتمويلها والتحالف مع اسرائيل والتطبيع الكامل معها.
وكشفت المصادر عن أن هناك طواقم من جنسيات مختلفة تشرف على عمليات وحملات الاعتقال والتحقيق مع الامراء، وسبل تشديد مراقبتهم، والزامهم بتأييد محمد بن سلمان، وتبديد خوف ولي العهد من بعضهم خشية الاعتراض على تنصيبه ملكا أو التفكير بالانقضاض عليه. وتشير المصادر الى أن حملات الاعتقال مستمرة وهناك سفراء وضعوا في السجن بعد استدعائهم في الايام الاخيرة.