الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

بهتان بريطانيا لن يوقف نجاحات إيران…بقلم محمد الرصافي المقداد

ماذا يعني أن تحتج بريطانيا وتندّد وتطالب بوقف التجارب الصاروخية الإيرانية، أهو حرص على نفسها أم حرص على غيرها؟ أم هو تحريض دبلوماسي تستنفر به دولا عميلة لها، حتى تتخذ مواقف حيال إيران، من شأنها أن تشكّل اجماعا دوليّا، يعارض سباقها في مجال التسلّح الصاروخي المحلّي؟ وما الذي يقلق بريطانيا من تدريبات عسكرية، تجريها عادة القوات الإيرانية، كما يجريها كبار جيوش العالم، دون أن يصدر استنكار على مواقيتها وأسلحتها وتكتيكاتها، فتُخَص إيران دون غيرها بالإحتجاج والإدانة؟

وقد “أدانت بريطانيا أمس إطلاق إيران صواريخ باليستية، أمس، واصفة الخطوة بأنها «انتهاك صريح لقرار مجلس الأمن الرقم 2231» الذي ينص على عدم ممارسة إيران أي أنشطة على صلة بصواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية.

يبدو أن بريطانيا ومعها القوى الموصوفة بالكبرى، مصرّون على أن يبقوا بمفردهم أصحاب الصناعات العسكرية المتطوّرة، ووحدهم من يصنع ويمتلك الصواريخ العابرة المدمّرة، والطائرات الإستراتيجية والقنابل النووية، ومجال هذه الصناعات بنظر قوى الإستكبار محضور على الدول المستضعفة، ويبذلون جهودا حثيثة من أجل أن لا تتجاوز دولة منها الخط الأحمر، لتصبح بعد ذلك قادرة على ردّ أي عدوان محتمل عليها.

وشهد يوم أمس تهديدات متبادلة بين طهران وتل أبيب، إذ اختبرت إيران أمس إطلاقاً متزامناً لصواريخ باليستية نحو هدف واحد،(وهو مجسّم مفاعل ديمونة الصهيوني، كهدف للصواريخ التي أصابته بدقة) في ختام مناورات واسعة في جنوب البلاد، وفق التلفزيون الرسمي، مع تحذير مسؤولين عسكريين لإسرائيل من تنفيذ أي تهديداتها ضد إيران.(1)

العملية البيضاء التي تمثّلت في ضرب مفاعل ديمونة الصهيوني، التي جرت في مختتم مناورة الرسول الأعظم (ص)، كانت ردّا عمليّا مناسبا على تهديدات الكيان الصهيوني، بضرب المنشآت النووية الإيرانية، فهمه قادة الكيان تماما، ويُستبعد أن يقدموا على حماقة من هذا النّوع، كان سيفعلها الرئيس الأمريكي السابق ترامب، لولا تحذير قادته العسكريين في البانتاغون من الاقدام على ذلك، وفي مختتم المناورات قال اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، في تصريحات للتلفزيون «هذا جزء من قوة الصواريخ الإيرانية، 16 صاروخاً أصابت الهدف ذاته، معتبراً أن توقيتها مرتبط «بالتهديدات الفارغة لسلطات النظام الصهيوني في الأيام الأخيرة». كما شدد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي على أن المناورات «تحذير جدي في مواجهة تهديدات مسؤولي النظام الصهيوني» (2)

بعد نجاح المناورات ودّقة إصابة الصواريخ والطائرات الانتحارية هدفها، ” قال قائد القوة الجو فضائية في الحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، إن الصواريخ الباليستية الإيرانية لها القدرة على المناورة في اتجاهات مختلفة مما يجعل رد العدو صعبا للغاية.

وأكد حاجي زادة، خلال إطلاق صواريخ باليستية في منطقة الصحراء الوسطى في إيران، على هامش المرحلة الأخيرة من مناورات “الرسول الأعظم”، أنه “بهذا العمل أصبحت مئات المليارات من الدولارات التي أنفقها أعداؤنا عديمة الجدوى ولم يعد لها قيمة بعد الآن”، وشدد على أن “الأعداء لم يعد بإمكانهم التنبؤ من أي جهة ستطلق الصواريخ وأين ستضرب”، مضيفا أن “السرعة النسبية للصواريخ الدفاعية والصواريخ الباليستية تقترب من بعضها البعض بسرعة حوالي 15-20 ماخ، وإذا لم يتمكن الأعداء من معرفة النقطة المقبلة ومعادلة المسار، فسيكون أمامهم مشكلة صعبة للغاية”.

واختتم قائد القوة الجو فضائية في الحرس الثوري الإيراني، بالقول إن “عمل العدو سيكون صعبا للغاية حال تمكن قوات الحرس الثوري من توجيه الصواريخ الباليستية للتحرك والمناورة في اتجاهات مختلفة”.(3)

تشنّج بريطانيا وادّعاؤها الكاذب، بأن القوّة الإيرانية أصبحت تشكل تهديدا للسلم والأمن في المنطقة، وخرقا للإتفاق النووي محض افتراء، يفضحه ما تمتلكه بريطانيا من أسلحة الدمار الشامل من مصانع ومخزونات، هي وحدها بحدّ ذاتها، تمثل تهديدا للسلم والأمن الدّولي، في ظل سياساتها التي لا تزال تعمل بعقلية استعمارية وبنزعة عدوانية، تضررت منها شعوب عديدة، في مقدمتها الشعب اليمني المظلوم، الذي لا يزال يعيش إلى اليوم، تحت قصف الطائرات البريطانية الصنع وصواريخها وقنابلها، والحكومة البريطانية لا تزال تغض الطّرف على تلك الإنتهاكات الفظيعة، والجرائم المتكررة كل يوم، فلا تقوم بحضر بيع الأسلحة إلى النظامين السعودي والإماراتي المعتديين، وبعقلية الإستفادة من مآسي الشعوب المعتدى عليها، بأسلحة بريطانية وأمريكية وفرنسية، تمضي  بريطانيا حثيثا مع الدّول المذكورة، في سياساتها المنتهكة للقوانين الدّولية، في مجال حماية الإنسان وحماية حقوقه في الأمن والسّلم.

إنّه من حقّ أيّ دولة في امتلاك اسلحتها الدفاعية وتطويرها، لتكون حاجزا يحول دون اقدام إي دولة على الاعتداء عليها ومهاجمتها، لقد ولّى زمن الانفراد بالقدرة على التسلح لبعض الدّول دون البقية، وذلك يحسب للأنظمة التي جعلت من صناعة أسلحتها من تمام التحرّر، والاستقلال التّام من الحاجة إلى دول الغرب المصنعة للسلاح، هذا الحقّ لا يمكن أن تُسْتثنى منه إيران، ولا أن يقع تقييد برامجها، الدّول الإستعمارية تدرك جيّدا أنها في هذا الإطار تحفر في الماء، ولن تصل الى نتيجة ولو كانت دعائية، والشعب الإيراني مع بقية الشعوب الحرّة التي تخلّصت من تبعية الدول الغربية، ماض في تحقيق أهدافه الدفاعية، وتوفير احتياجاته الأمنية، بعقول وسواعد ابنائه، وقد حقّق  انجازات جديرة بالثناء والتقدير، وظّفها في خدمة مشروعه التحرّري الاسلامي الكبير، وتحرير فلسطين هي دوما نصب عيني قيادته وعيني مجاهديه الأبرار، فلا تبتئسوا ولا تقلقوا من صياح ساسة الغرب فطبعهم كما عرفناهم دعايات لن تعيق الإيرانيين في مسيرتهم التنموية، ولن تؤثر على ما وصلوا إليه من نجاحات.

المراجع

1 و2– تنديد بريطاني بإطلاق إيران صواريخ باليستية خلال مناورات

https://aawsat.com/home/article/3377356/

3 – الحرس الثوري في رسالة تهديد جديدة: الأعداء لم يعد بإمكانهم التنبؤ من أي جهة ستُطلق الصواريخ الباليستية وأين ستضرب https://www.raialyoum.com/

شاهد أيضاً

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024