بقلم: أ. كريم حمدة |
مازال الإخوان المسلمون بتونس، لم يَعُوا دَرْس أختهم حماس التي «كفّرتْ»، عن ذنبها تجاه محور المقاومة وتجاه الدولة السورية وتجاه إيران، فرجعت من جديد إلى هذا المحور. فهاهي تدوينات الإخوان التونسيين (والتدوينة عند «منظريهم» لا تتجاوز الفقرتين، مملوءة سبابا وحقدا وتسرّعًا في المعلومات وفراغا فكريا واستراتيجيّا) تكرّر أحقادًا أمريكية_وهابية على محور المقاومة، لكنْ هذه المرة كان التكرار حشرجات محتضِرٍ، قَصيرة، ضعيفة الاحتجاج.
فهاهو س.ب، شيخ المدونين، يدعي أن الشهيد قاسم سليماني كان «سفاكًا للدماء»، «مطيحا بثورة في سوريا». وهاهو زميله س. ش يؤيده في ذلك: «كان مهندس حرب بشار ضد الثوّار في سوريا». لنكتشف ماهية هؤلاء «الثوّار». إنهم: «داعش» التي تريد دولة سلفية ؛ والإخوان المسلمون- الأقلية الضعيفة جدّا في هؤلاء «الثوّار» الذين يريدون دولة سيد قطب؛ و«الجيش السوري الحر» الذي رفع علم تركيا على التراب السوري، والانفصاليون الكرد… وكل هؤلاء تحت دعم تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وذات العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية القوية مع الكيان الصهيوني؛ وتحت دعم المملكة الأردنية المعروفة منذ عهد الشريف حسين إلى عهد وادي عربة..
أمّا الإخواني الجديد (بعد 14/1/2011) أ.ب فهو يكتب بضعة أسطر متشظية(ليس هناك جمل ولا فقرات) متشفيّا بحقد مرضي في استشهاد قاسم سليماني: «صاروخ أمريكي يَفْرِمُ [جسد] الذي تباهى بقصم ظهر الثورة السورية»، ويضيف: «إلى الجحيم!». وذلك يعكس عصابا تعيش فيه نفسية أ.ب. مِن انتصار محور المقاومة. لقد كان قبل 14/1/2011- حسب ما روى عن نفسه- يدخل بدون حساب على خيمة «الأخ القائد» كما كان يسمّيه والذي كان يأخذ من كرمه منحة للدراسة في ليبيا بعد إخفاقه الدراسي في تونس، وكان صبيحة يوم 14/1/ يراقب تحركات شارع بورقيبة بأسف وحقد. وفجأة أصبح من مؤيدي «الثورة» في تونس وليبيا، ومن المتشفين في «الأخ القائد»، وأصبح من المتسولين للإخوان الذين كان يلعنهم لعنا مقيتا..
يسكت بعض مدونينا عن التطبيع الإخواني(في المملكة المغربية مثلا) ، والساكت عن الحق شيطان أخرس، بينما يبرر له اخرون. أما منظرهم جابر القفصي، فهو يبرر تطبيع بعض البلديات التونسية مع اتحاد بلديات يضم أعضاء من الكيان الصهيوني…
أخفق الإخوان المسلمون في السياسة الداخلية، ولم يقدموا شيئا لشعبهم. وراهنوا على الدول الرجعية في الخليج قبل أن تتخلى عنهم جميعا إلا قطر، وراهنوا – ومازالوا- على تركيا وآي- پاك الأمريكية- الصهيونية، وجوائز وأولبريت التي زارتهم في تونس..
الوقت يمر، بل انتهى زمن المباراة ودخلوا الوقت بَدَل الضائع، ولم يقوموا بالمراجعة بَعْد!!!
إنهم لم يفهموا تشي غيفارا وكاسترو وتْشافيز، رحمهم الله، ولن يفهموا- إذا بقوا بهذا الوعي السلفي الطائفي المتأمرك- قاسم سليماني، رحمه الله.. خرجوا -منذ أن ظهروا- من التاريخ، وكل أفعالهم هزائم…