على الرغم من السخاء السعودي المهول مع ترامب وعدم تأخر الرياض فى الاستجابة لطلباته وقيامها بدفع المزيد من الاموال اليه، على الرغم من كل ذلك فان الرئيس الامريكى يأبى الا ان يقابل حلفاءه بمزيد من الضغط فى اشد اوقاتهم حوجة اليه فها هو ومع ضرب المسيرات اليمنية لحقول ارامكو النفطية فى العمق السعودي وتعطيلها لاكثر من نصف انتاج المملكة من النفط وفى الوقت الذى ينتظر ال سعود ان يساندهم حليفهم القوى ويضرب لهم ايران او على الاقل يحميهم من الخطر اليمنى المحدق بهم والذى باتوا يخشونه ولا طاقة لهم به، فى هذا الوقت يخرج ترامب ليقول ان على السعودية ان تدفع لنا نفقات الدفاع عنها ولا ينسى التأكيد على عدم رغبته الدخول فى حرب مع ايران او غيرها داعيا الرياض ان لا تنتظر منهم ذلك وان تعمل على الدفاع عن نفسها وحماية منشآتها .
ترامب الذى لا يفوت فرصة دون اقتناصها هاهو وبعقلية التاجر يستثمر ضربة ارامكو والحالة التى وجدت السعودية نفسها فيها بمطالبتها ان تدفع المزيد من الاموال لمقابلة احتياجات الدفاع عنها وهو الابتزاز الاكبر من نوعه وال سعود يلتزمون الصمت اذ لايستطيعون التفوه ببنت شفه مادام الطرف الاخر هو ترامب الذى يرجونه ويخشونه على السواء .
خلال لقائه ولى عهد البحرين سلمان بن احمد ال خليفة فى البيت الابيض كان ترامب واضحا وهو يحدث احد اقرب الحلفاء للرياض ان على الاخيرة وهى تمتلك الاموال الطائلة ان تعلم ان امريكا لن تقدم خدمات للاخرين بدون مقابل وان على السعودية تذكر دفاع امريكا عنها طوال الفترة الماضية مما حال دون تعرض الرياض لمشاكل عديدة وعلى صعد مختلفة .
ترامب قال لضيفه البحرينى اعتقد ان جزءا كبيرا من المسؤولية يقع على السعودية فى الدفاع عن نفسها واذا كانت هناك حماية مطلوبة منا فانه يقع علة عاتقها ان تدفع جزءا كبيرا من المال والسعوديون يفهمون ذلك جيدا ويدركون ان عليهم ان يدفعوا .
ترامب الذى دفع الرياض الى هذا المأزق وهيأ لها العدوان على اليمن من اجل ايجاد سوق مربح لتجارة السلاح وغيره من المستلزمات يعلم ان السعوديين لن يشتروا من غير الاسواق الامريكية والان وقد تورطت الرياض من راسها الى اخمص قدميها فى المستنقع اليمنى وبعد ان نفذ اليمنيون ضربتهم التى افزعت السعودية وجعلتها تتخبط فان ترامب وبدلا من ان يرد مايرونه جميلا لهم عليه اذا به يبتزهم بشكل غير مسبوق ويحدثهم صراحة عن انه لن يحميهم ما لم يدفعوا وكانهم لم يسلموه مليارات الدولارات قريبا .
وذهب ترامب اكثر فى اذلال حلفائه بنفيه ان يكون قد وعدهم مسبقا بحمايتهم وقال هم يريدون ان نحميهم ولكن الهجوم وقع على السعودية وليس علينا ونحن سوف نساعدهم طبعا وهم حليف رائع وقد انفقوا اربعمائة مليار دولار على بلادنا خلال السنوات الاخيرة وهذا يعنى مليون ونصف المليون فرصة عمل والان هم يتعرضون لهجوم ونحن سنفكر فى حل ما للامر .
ولم يكتف الرجل بابتزاز الرياض المنساقة اليه بشكل تام بل عمد الى التقليل من اهمية نفطها وحاجة بلاده اليه من خلال تأكيده امتلاكهم احتياطيات نفطية هائلة وهامة وقال الان نحن فى المركز الاول عالميا بانتاج النفط والغاز، وقال امام جمع من مؤيديه فى لقاء جماهيرى بولاية نيومكسيكو قبل سنوات كان يمكن ان نكون فى هلع اما اليوم فلدينا وفرة من النفط والغاز .
هاهو ترامب ينجح مجددا فى حشر الرياض فى زاوية ضيقة ويقف بعيدا عنها وليس هذا فحسب بل يبتزها ويواصل اذلالها وهو يعلم انها لن تستطيع الرد عليه او مخالفته والوقوف بوجهه
الوسوممحمد عبد الله مصفاة ارامكو
شاهد أيضاً
كتب إسماعيل المحاقري: اليمن ومعادلة “النفط مقابل الحصار”: من يصرخ أولًا؟
على أعتاب العام الثامن من الصمود في وجه العدوان على اليمن، بات من المؤكد أن …