الأربعاء , 25 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

ترجمة خطاب الذل لعباس على الأرض في منطقة جنين والقدس…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

الاقتحامات التي نفذتها قوات الاحتلال في منطقة جنين وشمال القدس والتي على اثرها استشهد خمسة من رجال المقاومة بعد اشتباكات كثيفة بالنيران مع قوات العدو الصهيوني جاءت ترجمة فورية بعد الخطاب الانهزامي لعباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أكد فيه تمسكه بالسياسة الانهزامية والاستسلام للعدو الصهيوني والتفاخر بمقاومة “الإرهاب” والتمسك بمقاومته وتأتي أيضا ترجمة فورية للسهر والمجون في مواخير “تل ابيب” مع قيادات من المستعمرين والتنسيق الأمني الذي لم ينقطع يوما ولو لساعات من الزمن وإصدار البيان سيء الصيت الذي اكد تعاون الأجهزة “الأمنية الفلسطينية” بتقصي الاخبار وتمرير المعلومات للعدو الصهيوني والذي تم على اثره اعتقال سجناء الحرية من سجن جلبوع.

وما حدث في نابلس من اشتباكات مع قوات الاحتلال التي كانت تحرس المستوطنين اللذين قدموا “لزيارة” قبر يوسف في شرقي نابلس ولإجبار المستوطنين بالهرولة والهروب وترك المكان مع قوات الاحتلال جاء ليؤكد ويتثبت قاعدة ان شعبنا المنتفض لم يكين ولن يستكين وأن طرد المحتل وقطعان المستوطنين لن يتأتى باستجداء “المجتمع الدولي” ولا “رباعية الذل” والخونة اللذين ما زالوا مرتبطين بها ويدعون “للمفاوضات” تحت سقفها وشروطها المجحفة الى ابعد الحدود لحقوق الشعب الفلسطيني.

ونعود ونؤكد ان الاحتلال لن يزول الا إذا ما شعر ان ما شعر على ارض الواقع ان مشروعه الاحتلالي الاستعماري أصبح مشروعا خاسرا على جميع الأصعدة البشرية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية والدبلوماسية..الخ. هذا ما تعلمناه من تجربة الجزائر وفيتنام وغيرها من الثورات العالمية.

الكرة الان ليس في ملعب السلطة، بل في ملعب كل الشرفاء والوطنيين من شعبنا. كما وأن الكرة كانت وما زالت في ايدي الفصائل الفلسطينية التي ما زالت ملتصقة بالسلطة هذا التصاق الغير مبرر ولا على أي صعيد والتي يعطيها نوع من الشرعية. هذا التصاق تحت شعار الحفاظ على ما يسمى “بالوحدة الوطنية” و “منظمة التحرير الفلسطينية”. ولنا الحق بالتساؤل ورفع الصوت عاليا عن اية وحدة وطنية تتحدثون؟ الوحدة الذي يسيطر بها زمرة ولا نقول فصيل هي زمرة تسيطر على مفاصل القرار الفلسطيني من اوله الى آخره؟ وعن اية منظمة تحرير فلسطينية تتحدثون؟ وقد اختزلت في فرد متحكم بكل القرارات دون الرجوع الى اية مؤسسة من مؤسساتها؟ ضربتم بالخنجر من الخلف كما ضربت هذه المنظمة وكما ضرب شعبنا بعقد اتفاقية اوسلوا سيئة الصيت والنتائج سرا ومن خلف ظهور الجميع من قبل زمرة أصبحت متحكمة منذ ذلك الوقت برقاب الشعب الفلسطيني. وهذه الزمرة شكلت شريحة اجتماعية كبرى من المنتفعين والفاسدين والسماسرة من حولها وأصبح العديد منهم من أصحاب الملايين ومئات الملايين على حساب الشعب والقضية. هذه هي الطبقة والشرائح الاجتماعية التي تتعاملون معها وأنتم خير العارفين بخبايا امورهم. وهذه الطبقة والشرائح الاجتماعية تربت وتأقلمت في كنف الاحتلال وأسقطت التحرير والتحرر من أجندتها وأولوياتها ولم تكن ولن تكون امينة على المشروع الوطني الفلسطيني.

كاتب وباحث اكاديمي فلسطيني

شاهد أيضاً

هل سيتكرر سيناريو1982…بقلم الدكتور بهيج سكاكيني

عندما اجتاح جيش الكيان الصهيوني في عمليته “المحدودة” تحت إمرة السفاح شارون آنذاك ووصلت الى …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024