بعد شماعة التطبيع الثقافي والرياضي والاقتصادي وما يسمى بالتسامح الديني والزيارات المكوكية العلنية والسرية بين وفود من الكيان الصهيوني ومشيخات خليجية في رابعة النهار.. بدعة جديدة واستكمالاً لمحاولات بعض هذه المشيخات الممنهجة والمدروسة للترويج للكيان الصهيوني في محاولة منها لإدماجه في المجتمع العربي تعمل ذات المحطات التي روجت لأنواع التطبيع المومأ إليها إلى تطبيع من نوع آخر ولكنه أخطر مستغلة شهر رمضان المبارك والجوانب الروحية والنفسية والقيمية والأخلاقية الكامنة في فريضة صوم الشهر المبارك لتسويق منتجاتها وهذا أمر محمود وحرفي وسليم وشرعي.. ولكن أن تذهب هذه المحطات الخليجية الوازنة والمؤثرة بنفث سمومها كمن يدس السم بالدسم, مستغلة الشهر الفضيل وتحريف وجهته الدينية والأخلاقية السامية إلى ظاهرة سياسية.. وتحقن سمومها التي اعتدنا عليها كسوريين على مدار أكثر من تسع سنوات حرب مع كل فنون الإرهاب ولكن هذه المرة عبر مسلسل رمضاني وممثلين وازنين يدعون بشكل صريح ومباشر إلى تطبيع مع كيان الاحتلال ويهاجم الفلسطينيين وقضيتهم المقدسة.. نعم وما تم عرضه في هذه الأوقات وفي الشهر الفضيل وعبر محطة وازنة (إم بي سي) وممثلين لهم حضورهم من عيار (ناصر القصبي وراشد الشمراني) إلا في سياق محاولة سلخ المجتمع العربي عن قضية فلسطين المركزية وهذا بلا شك يهدف بشكل ممنهج لتحضير وتهيئة الوعي الشعبي العربي الذي رفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني لقبول متدرج للتطبيع والتعايش مع الكيان الصهيوني وإظهاره بأنه “دولة سلام” وإقامة علاقات طبيعية معه.
عرض المسلسل ((مخرج 7)) عبر محطة وازنة وممثلين لهم معجبون ورواد في الشارع الخليجي وبشهر رمضان المبارك, لا يأتي صدفة أو عفواً وإنما مخطط خلفه جهات صهيونية لأنه يلامس ويتناغم مع رغبة الكيان الصهيوني ومع ادعائه بأن اليهود “كانوا مضطهدين” من كل الحكومات ومن بينها العربية وأنهم “اضطروا مجبرين” للهجرة إلى الكيان الصهيوني طلباً للحماية والرعاية وأن “إسرائيل” قبلت المهاجرين اليهود العرب ومطلوب من الحكومات العربية قبول الفلسطينيين، بل تشجيعهم على ترك وطنهم للصهاينة والاستقرار في الأماكن التي نزحوا إليها، بل أكثر من ذلك أن من حق اليهود العرب الرجوع إلى الجزيرة العربية لاسترجاع واستعادة حقوق أجدادهم وفوائدها عبر الزمن.. والقادم أعظم .