(غارات طائرات التحالف الدولي- صواريخ الكيان الإسرائيلي- «كيميائي» إرهابيي «جبهة النصرة»..).
واصلت طائرات «التحالف الدولي» غير الشرعي انتهاكاتها بمسلسل القصف اللاإنساني على قرية الشعفة في دير الزور، التي كانت قد تعرضت في الأسابيع الماضية، مع قرى البقعان والبوخاطر وباغوز الفوقاني، لقصف أودى بحياة العشرات من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، حتى إن إحدى الغارات تسببت بمقتل مايزيد على عشرين مدنياً من عائلة واحدة على عين بوصلة التصويب الإجرامي لصواريخ «التحالف» التي مازالت ترتكب المجازر في الشمال السوري، بفعلٍ ليس إلا ترجمة واضحة للصورة الحقيقية للولايات المتحدة الأمريكية، بغرفها السوداء التي ما أنتجت إلا انتهاكات للقانون الدولي وللقيم الإنسانية باعتداءات متكررة على دولة ذات سيادة بحجم سورية المنتصرة بصمودها على محور الشرّ الدولي، الذي تقاسم مع «إسرائيل» خريطة الأهداف والتكتيكات، لتحاكي تل أبيب واشنطن، ولتمارس في سماء الجنوب السوري الاعتداءات التي أعياها الفشل والإخفاق في تحقيق أيٍّ من أهدافها، بعد أن تصدت الدفاعات الجوية السورية لها، وقامت بالتدمير الكامل للأهداف المعادية في الجغرافيا المحاذية للجولان السوري، الذي سنستعيده قريباً، سلماً أو حرباً، من براثن الكيان المغتصب «إسرائيل».
وقبل ذلك كانت الجريمة الكبرى التي قام بها إرهابيو «جبهة النصرة»، الفصيل الذي يرعاه وأخواته النظام التركي الذي وقّع على اتفاق «سوتشي»، القاضي بضمان تركيا انسحاب الإرهابيين، لكن هذا لم ينفذ، بل على العكس تم قصف المناطق السكنية في حلب أكثر من مرة، بينما نفّذ فصيل «جبهة النصرة» الإرهابي هجوماً بالصواريخ المحمّلة بالمواد الكيميائية، على أحياء الخالدية وشارع النيل وجمعية الزهراء في مدينة حلب، ما أدى لإصابة العشرات من المدنيين بحالات اختناق.
وكان أن نقلت وكالة «سبوتنيك» أن إرهابيي «جبهة النصرة» قاموا بنقل ما يقارب 50 صاروخاً معدلاً على أيدي خبراء فرنسيين، لتصبح الصواريخ مزوّدة بمادة الكلور، وتم توزيعها على الفصائل الإرهابية في ريف إدلب الجنوبي، بحركة ليست إلا قراراً سافراً بالتصعيد من رعاة التنظيمات الإرهابية.
ولأن العدو واحد، وإن تعددت أدواته، وأياً كانت قواته، بريطانية – فرنسية- تركية- إسرائيلية- خليجية، فإن تحرّكاته ليست إلا تطبيقاً عملياً لأفكار أمريكية، شُبّه لها أنها قائد دولي على ثلة أوغاد لا مشيئة لهم إلا تمثيل السيناريو الأمريكي المنشود، الذي يقوم بين فترة وأخرى باعتداءات ذات وقع درامي، كما حدث في السابق في أفغانستان والسودان والعراق، لكن الساعة السياسية اليوم وثّقت التوقيت على فشل السياسة الخارجية الأمريكية التي ما عادت تكفي ذرائعها «الإنسانية» التي تتبجح في تقديمها بعد كل عدوان أمريكي، وبات لزاماً على المجتمع الدولي النهوض من غفوته، ولفظ الخطاب الأمريكي العدواني.