قرابة النصف عام من التخطيط الدقيق والمناورات، أجريت في كل الفصول لتحاكي جغرافية المنطقة المستهدفة بتضاريسها ومعالمها وكل موانعها الطبيعية والاصطناعية.
وكعادته عندما يكون القرار هو تنفيذ عملية بهذا الحجم، لم يغادر الميدان، واكب وخطط أشرف على المحاكاة الأخيرة، وصولاً إلى استطلاع مكان التنفيذ شخصياً رغم كل المخاطر في هكذا توغل إلى النقطة صفر.
عقل المقاومة وقلبه الحاج عماد مغنية.. في مشاهد المناورة الأخيرة قبل التنفيذ، يوجه ويرشد ويصحح، ومعه الحاج قاسم ـ الشهيد القائد خالد بزي، مهندس العمليات النوعية، ومن منا لا يتذكر شريط عملية صف الهوا والشهيد ملاك ـ الشهيد صلاح غندور وهما يتمتمان بالدعاء لنجاح العملية.
ها هي المناورة الختامية لعملية الأسر في خلة وردة تجري بحضور القائد العسكري العام في المقاومة الحاج عماد مغنية الذي أعطى تعليماته الأخيرة واطمأن إلى جهوزية المجموعة قبل الانطلاق إلى مكان العملية.
الساعة 8.40 من صباح الثاني عشر من تموز/ يوليو 2006 استُهدِفَتِ المواقع الإسرائيلية المحيطة بخلة وردة بقصف تمويهي، وأنهمرت القذائف الصاروخية على سيارة “الهامر” الأولى (باسيمون 4) ثم الثانية (باسيمون 4 A).
انطلق أفراد مجموعة الأسر، كل بحسب دوره في الخطة. كانت السيارة الأولى هي هدف عملية الأسر. مجموعة الرصد، رصدت أحد الجنود (فاينبرغ) يفر من السيارة بعد نجاته وتعرضه لإصابات خطيرة. كان بالإمكان ملاحقته، لكن ذلك سيكون خروجاً عن الخطة. انطلقت مجموعة الخطف باتجاه “الهامر”، فأسرت الجنديَّين ايهود غولدفاسر والداد ريغيف اللذين تبين لاحقاً أنهما قتلا.
قُضي الأمر عند الساعة 9.04. وحتى قبل أن تعرف قيادة جيش العدو بتفاصيل العملية، كان المقاومون، ومعهم غولدفاسر وريغيف، قد صاروا في “مكان آمن وبعيد”.
العهد الاخباري
(*) الصور من شريط فيديو للإعلام الحربي