يقول المثل «إذا الكلام من فضة فالسكوت من ذهب» ولكن عند مستشار الرئيس الروسي فلاديسلاف سورلوف فإن الكلام من ذهب والسكوت من فضة عندما عرّى الأنظمة السياسية الغربية بقوله: «ساذج من يظن أن ما ينبعث من أعماق الأنظمة الغربية الباطنية «العميقة» وظلماتها كما تسرب الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة ونصرة الشعوب الفقيرة.. لتوهم الجماهير المحلية والخارجية المستهدفة أي زرع الوهم وبيعه، بينما في الحقيقة سلوكهم غير ذلك والتاريخ يشهد على ذلك.. والتاريخ لا ينسى.. وقد دنت نهاية المعسكر الغربي منذ صعود تيارات عنصرية وشعبوية متصاعدة.. وما يرافقها من نيات الدول في التخلي عن وجود في الاتحاد مثل بريطانيا اليوم».
هذا الكلام قد يكون عادياً لو صدر عن شخص عادي، ولكنه عندما يصدر عن رجل غير عادي من عيار مستشار خاص للرئيس بوتين فإنه لا يأتي عفواً ولا مجرد مصادفة وإنما وصل إلى حد اليقين.. وكان اليقين كلام الرئيس بوتين عندما قال: «سوف ينفرط عقد الاتحاد الأوروبي «ناتو» بحلول 2028 وهذا قطعاً ليس مجرد توقع.. أو تنبؤات خيالية وإنما هو حقيقة علمية ومستندة إلى دراسات استخبارية عميقة وناعمة للدول الاشتراكية التي انضمت مؤخراً إلى «ناتو» مؤكداً أن هذه الدول سوف تصل خلال 10 سنوات إلى حد الاكتفاء الذاتي وهذا يعني استغناءها عن الغرب من جهة ومن جهة أخرى يعطي أمريكا مسوغاً لأن تطلب منها هي الأخرى دفع فاتورة الحماية والرعاية أسوة بشقيقاتها الغربيات.
الأمر الذي سوف يدفع هذه الدول إلى الانسحاب من «ناتو» على غرار بريطانيا اليوم، وهذا يعني حالات انفصال وطلاق بين «ناتو» الأمر الذي سوف يؤدي بشكل حتمي إلى انفراط عقد الأطلسي.
نعم.. إذا تولى مستشار بوتين شرح المرض وترجمة المصطلح فقد ذهب بوتين إلى أبعد من ذلك عندما شخص العلة وحدد المرض وثبت الموعد وخدر المريض ومسك المبضع بيده.. وهذه هي الحرب الناعمة والقوة الناعمة.
الوسومالاتحاد الأوروبي الاتحاد الاوروبي الحرب الناعمة القوة الناعمة عارف العلي
شاهد أيضاً
الإتحاد الأوروبي شريك في جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة…بقلم م. ميشيل كلاغاصي
كشف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية الوجه الحقيقي لغالبية الدول الأوروبية خصوصاً دول …