أحيت تونس اليوم مع سائر البلدان الافريقية الشقيقة “يوم إفريقيا” والذي يُصادف ذكرى تبنّي الآباء المؤسّسين لميثاق منظمة الوحدة الإفريقية، استجابة لتطلّعات شعوب القارة في الوحدة والتضامن والسلم والتنمية ومناهضة كلّ أشكال الاستعمار والميز العنصري.
وجاء في بيان صادر عن وزراة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج ان الاحتفال بيوم إفريقيا، يقترن هذه السنة باعتماد الاتحاد الإفريقي لمحور “الفنون والثقافة والتراث، رافعات لبناء إفريقيا التي نُريدها” وهو يُعدّ مناسبة لتأكيد الأهمية التي تُوليها تونس للاحتفاء بالثقافة كجزء لا يتجزّأ من الهوية الإفريقية ورافدٍ لتعزيز التقارب والتفاهم بين الشّعوب وركيزة من ركائز المشروع التنموي بإفريقيا.
وتُجدّد تونس بهذه المناسبة ، اعتزازها بكونها من البلدان المؤسّسة لمنظمتنا الإقليمية، كما تؤكد عزمها على مواصلة الإسهام الفاعل في تطوير علاقات التعاون وتعزيز التضامن بين بلدان قارتنا، على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، انسجاما مع المكانة المتميّزة التي تحظى بها القارة الإفريقية ضمن أولويّات الدبلوماسية التونسية.
وقد ساهمت تونس منذ مطلع الستينات في عمليات حفظ السلام في القارة وفي جهود الاندماج الاقتصادي الإفريقي، وشاركت بصفة فعّالة في مختلف المبادرات والمنتديات الهادفة إلى تعزيز الشراكة السياسيّة والاقتصاديّة بين بلدان الاتّحاد الإفريقي والدول الصديقة بما من شأنه أن يدعم مناخ الأعمال ويُنوّع أطر التعاون الدّولي.
وتستعدّ تونس لاحتضان القمة 18 للفرنكوفونية في نوفمبر 2021، والتي تتزامن مع الاحتفال بخمسينية المنظمة الدولية للفرنكوفونية. كما ستتولّى بلادنا سنة 2022 احتضان الدورة الثامنة لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا “تيكاد 8” وهو حدث هام للعديد من البلدان الإفريقية، سيُمكّن إفريقيا من الاستفادة اقتصاديا وتنمويا ولاسيما في مجال الاستثمار .
وتتطلّع تونس إلى أن تُشكّل هذه الاستحقاقات محطّات هامّة على درب تعزيز التعاون واستكشاف آفاق أرحب للشراكة بين الدول الافريقية وتثبيت مقوّمات الأمن والاستقرار والسلم لكافة شعوب قارتنا.
واضاف البيان ان تونس تعملُ اليوم من خلال عضويّتها غير الدّائمة في مجلس الأمن الدولي على مساندة كل الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في قارتنا الإفريقية. وتندرج في هذا السياق المبادرات التي تقدّمت بها بلادنا كإعتماد المجلس للقرار 2532 (2020) القاضي بإعلان هدنة إنسانية واعتبار جائحة كورونا بمثابة تهديد للسلم والأمن الدوليين، وكذلك ترؤُس رئيس الجمهورية لاجتماع رفيع المستوى خلال رئاسة تونس لمجلس الأمن الدّولي في جانفي حول “تحديات حفظ السلم والأمن الدوليين في السياقات الهشة”.
وقد فرضت جائحة كوفيد 19 وتداعياتها السلبية واقعا جديدا كرّس أهمّية تكثيف التآزر والتكاتف بين دول القارة من أجل مجابهة هذا الوباء. وفي هذا الإطار، شاركت بلادنا في تنفيذ “الاستراتيجيّة القاريّة الإفريقية المشتركة للاستجابة لفيروس كورونا المستجدّ”، وتفاعلت إيجابيا مع الدّعوة للتبرّع لفائدة صندوق الاتحاد الإفريقي لمجابهة كوفيد 19
وتُؤكّد تونس استعدادها الدائم للمساهمة في كل جهد يهدفُ الى تدعيم العمل الإفريقي المشترك وتعزيز آليّات التضامن القاري من أجل تحقيق الأهداف الإفريقية المشتركة المتعلقة بالسلم والأمن والتنمية.
كما تُشدّدُ في هذا الإطار على أهمية تحقيق الاندماج الاقتصادي القاري لاسيما عبر دعم منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية التي تُمثل أحد مرتكزات نجاح الاندماج القاري وضرورة كسب رهان التنمية المستدامة تماشيا مع الأهداف الأممية لسنة 2030 والإفريقية المضمّنة بــ”أجندة 2063″ للاتحاد الإفريقي بما يُسهمُ في تجسيم آمال وتطلعات شعوب القارّة نحو “إفريقيا المُزدهرة والمُستقرة والنّامية التي نصبو إليها جميعنا” وفق ما ورد في نص البيان.