الدكتور بهيج سكاكيني |
الاضراب العام الذي دعى اليه الاتحاد العام للشغل في تونس والذي ادى الى الشلل التام في معظم المرافق والمؤسسات العامة الحكومية والذي بحسب المراقبين كان إضرابا ناجحا بأكثر من 90% إن دل على شيء فهو يدل على حالة السخط الشعبي المتنامي من السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومات المتعاقبة منذ التحرك الجماهيري الواسع زمن الربيع العربي الذي ادى الى سقوط نظام زين الدين عابدين البائد.
وهذا الاضراب الذي عم جميع المدن والمرافىء والمرافق العامة وعلى امتداد الوطن التونسي لا يمكن وصفه الاعلى شكل من أشكال الصراع الطبقي بإمتياز بين طبقة برجوازية طفيلية تحاول ان تبقي على هيكلية النظام البائد من خلال ارتباطاتها بالدوال الغربية الرأسمالية, وبصندوق النقد الدولي المكبل للدول المستدينة إقتصاديا وسياسيا, والدول الرجعية في المنطقة وتتبع سياسات تزيد من إفقار الجماهير العريضة من الطبقة الوسطى والفقيرة وتزيد من معاناتهم اليومية من بطالة مستشرية وفقر وغياب العدالة الاجتماعية هذا عدا عن سياساتها الخارجية وإرتباطها بالمحور المعادي لشعوب المنطقة.
هذه الطبقة الطفيلية المنتفعة تحاول بإستمرار سرقة أمل الجماهير التي انتفضت لتحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد المستشري في اجهزة الدولة ونهب ثروات البلد من قبل حيتان المال وكأن شيئا لم يتغير في تونس منذ العهد البائد.
هذا التحرك الذي يشكل صراعا طبقيا بإمتياز على الارض هو دلالة على حيوية هذا الشعب وإرادته الصلبة في المقاومة ومحاولة التغيير ورفض تحسين الوجه القبيح لسياسات البرجوازية الطفيلية التي تحاول جاهدة لابقاء هيكلية النظام البائد.