الثلاثاء , 26 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

«ثاد» للمحافظة على الوجود الأمريكي!…بقلم: هبا علي أحمد

رغم وضوح الهزيمة التي منيت بها أمريكا في المنطقة، إلا أنه من الصعوبة لدى واشنطن تقبلها أو الرضوخ للأمر الواقع ببساطة، لذلك فإن حاجتها اليوم تكمن في إنتاج مسوغات جديدة تضمن لها بقاء يدها ممدودة في المنطقة، وبقاء من تسميهم أعداءها تحت أنظارها.
فإلى منظومة صواريخ «ثاد» للدفاع الجوي، تلجأ واشنطن عبر نشرها لدى كيان الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ينطوي على عدة أسباب، أولاً: خسارة أمريكا لمشروعها الإرهابي في المنطقة وبالتالي خسارة وكلاء لها تدير من خلالهم الحروب، ثانياً: كذبة الانسحاب الأمريكي من سورية، ففيما لو تم فعلاً فإنه سيترك من وجهة النظر الأمريكية الساحة خالية لقوى دولية أخرى ساهمت في التغيير من شكل النظام العالمي.. لذلك فنشر «ثاد» يأتي كتعويض وبديل لاستمرار المساعي الأمريكية لزعزعة الأمن في المنطقة، والمحافظة على وجودها فيها تحت أي مسمى.
وثالثاً:هناك إيران فبعد فشل العقوبات في النيل من صمودها ومن موقعها كأحد أطراف محور مكافحة الإرهاب، يستدعي ذلك أمريكياً محاولات جديدة لإبقاء التهديد والتصعيد ضد إيران وفي محيطها، ورابعاً: هناك روسيا وأيضاً تريد أمريكا تطويق موسكو في أي بقعة متواجدة بها، ومناكفتها على المستوى السياسي وإبقاء حالة المواجهة غير المباشرة قائمة بينهما.
إضافة إلى ما سبق، فإن نشر صواريخ «ثاد» الأمريكية يأتي لضمان حماية أمن «إسرائيل»، في تعبير واضح عن القلق من المخاطر التي تحيط بكيان العدو من صواريخ المقاومة القادرة على إيجاد الرعب في نفس العدو كما هي قادرة على ردعه بمجرد الحديث عنها فكيف إذا تم استخدامها في أي مواجهة بين قوى المقاومة وكيان الاحتلال.
رغم أن أمريكا معنية بأمن كيانها المحتل، فإن ما يعنيها أكثر حماية وجودها في المنطقة وتأمين استمرار زعزعة أمنها بدرجة أكبر، تماماً كما هو سبب وجود المنظومة ذاتها في أوروبا فهي ليست لحماية الأخيرة بقدر ما هي وسيلة لتطويق روسيا وإيجاد التوترات في محيطها، وأي استخدام لها سيكون أمن أوروبا على المحك والحال ينطبق تماماً على كيان الاحتلال، إذ إن وجود هذه المنظومة سيكون نقمة عليه وليس نعمة كما يعتقد!.

 

شاهد أيضاً

تقاطعات «بريكس- شنغهاي».. إعادة هيكلة عالمية وفق ركائز اقتصادية سياسية أمنية

بقلم:  هبا علي أحمد l يكثر الحديث راهناً عن التحوّلات العالمية واختلاف موازين القوى الدولية …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024