أشار الجنرال البريطاني السابق ريتشارد بارونز إلى أن “حلف “الناتو” ليس جاهزًا للحرب مع روسيا”، موضحًا أن “ذلك هو السبب الأساسي وراء حرص الحلف على تجنب الحرب مع موسكو”، حسبما ذكرت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية.
بارونز الذي تولى قيادة القوات المشتركة في الجيش البريطاني بين عامي 2013 و2016، حذر خلال جلسة أمام لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني من أن “القوات البريطانية ستُدمر بالكامل في حال تدخلت من أجل حماية إحدى دول “الناتو” من روسيا”.
وردًا على سؤال عما اذا كان لدى بريطانيا الأنظمة الدفاعية للدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات روسية، شدّد بارونز على أنّ بلاده “لا تملك مثل هذه القدرات”.
وأكّد أن “الخطط التي وضعتها بريطانيا على صعيد تحديث قواتها المسلحة ليست كافية من أجل مواجهة المشاكل الأمنية خلال الأعوام القادمة”، محذرًا من “استمرار حالة التوتر مع روسيا على مدى القرن الحالي”.
وفي سياق متصل، رأى الكاتب جايمس كاردن في مقالة نشرها موقع “آسيا تايمز” أنّ “الولايات المتحدة ومنذ فترة، تحولت إلى طرف محارب في الحرب في أوكرانيا”، لافتًا إلى أنّ “التورط الأميركي في هذه الحرب يتخطى مبيعات السلاح ومشاركة المعلومات الاستخباراتية”.
ونقل الكاتب عن مسؤول في “البنتاغون” (وزارة الحرب الأميركية) طلب عدم كشف اسمه قوله: “إنّ لدى الولايات المتحدة على الأرجح موطئ قدم محدود على الأراضي الأوكرانية، وفق المادة رقم 50 وليس المادة رقم 10″، موضحًا أنّ “ذلك يعني وجود عملاء استخباراتيين أميركيين وقوات “شبه عسكرية” ولكن ليس قوات اعتيادية”.
كما نقل الكاتب عن بروس فاين -وهو خبير دستوري شغل منصب مساعد وزير العدل الأميركي خلال حقبة رونالد ريغن- قوله: “إنّ الولايات المتحدة وعددًا من دول “الناتو” أصبحوا أطرافًا تخوض الحرب إلى جانب أوكرانيا ضد روسيا، وذلك من خلال تقديم الدعم الهائل والممنهج للقوات المسلحة الأوكرانية”.
وأضاف فاين أنّ “الولايات المتحدة وحلفاءها الأطلسيين أصبحوا عرضة للهجوم من قبل الطرف الخصم المتمثل بروسيا، وذلك جراء انتهاكات هذه الدول لشروط الحيادية وعدم المشاركة في النزاع”. وتابع أن تغيير الموقف الحيادي لواشنطن يتطلب إعلان الحرب من قبل “الكونغرس” بحسب الدستور الأميركي، لافتًا إلى أنّ “الكونغرس” يدفع بإدارة الرئيس جو بايدن إلى تكثيف تورطها في الحرب بدلاً من أن يقوم بواجباته الدستورية”.
وختم الكاتب محذرًا من المخاطر الناتجة عن مثل هذه السياسات، وقال: “إنّ الولايات المتحدة استفادت من مبدأ الطرف المحارب (co-belligerency) من أجل تصفية أي جهة تقدم الدعم المادي لتنظيمي “القاعدة” و”داعش””، مضيفًا أنّ “هناك خطرًا حقيقيًا بأن تلجأ روسيا إلى الأسلوب نفسه”.