السيد المسيح عيسى بن مريم نبيّ الله تعالى قال: لا تلقوا الدرر أمام الخنازير فتدوسها! أمّا أنا أقول: بل ألقوها عسى أن تبتلعها فتزورّ بها فتموت ازورار. انّ تكلفة الأستسلام أكبر من تكلفة الصمود، لأنّك باستسلامك ستكون انبطاحيّاً وتزحف حبواً على شفاهك نحو الآخر، وانجازات الصمود أكثر فائدة من التكاليف، وأن تكون حليفاً لأمريكا أكثر خطورة من أن تكون عدواً لها، والاستقلال السياسي يتطلب استقلالاً اقتصادياً، والمقاومة تتطلب اقتصاداً مقاوماً، وكل الأحداث تثبت صحة هذه المعادلة وتؤكد يوماً بعد يوم، أن الاستعمار ينطلق من الاقتصاد ويمر وينتهي به، ولا يمكن لك أن تفصل السياسة عن الأقتصاد، فالعلاقات بينهما حتمية ووجودية من حيث التشبيك في من يحفّز الآخر ليكون سبباً للحروب. كارتلات العسكر والشركات والاقتصاد والمال والمجمّع الصناعي الحربي الامريكي، وجلّها تشكل جزء وازن من الدولة العميقة، التي تحكم وترسم، والادارة الامريكية أي ادارة تنفذ فقط، ومسموح لها أن تلعب بالهوامش الممنوحه لها والتكتيك من عميق الحكم هناك، وأي رئيس أمريكي هو بمثابة ناطق رسمي فقط باسمها. هذه المصفوفة الامريكية، ما زالت تعمل على تبييض صورة الأرهابيين، وما زالت تستثمر في الأرهاب، وأي أزمة اقتصادية ومالية عالمية متوقعة العام القادم 2021 م، بجانب جائحة كورونا المفتعلة كسبب فرعي، هي أيضاً نتاج العبث بدم ديكتاتورية الجغرافيا، ودم الديمغرافيا للفالقة السورية في جلّها، والتي هي بمثابة مفاعل نووي متسارع في عقابيله من الناحية السياسية والاقتصادية وهندسة المجتمعات، عبر اللعب بالاثنيات والاعراق، بما فيها ديكتاتورية الجغرافيا الاردنية، حيث فلسطين مغتصبة وتصرخ والاردن يغتصب بصمت، وصمت متفق عليه، والأيام بيننا وستخبرنا بما كان البعض منّا يجهل أو يتجاهل المعطيات والواقع في كيفية اغتصاب الاردن بصمت، وصمت متفق عليه. كل المؤشرات السياسية والأمنية والأقتصادية لجهة ثروة الغاز على سواحل شرق المتوسط الساخن، التي يتم رصدها من قبل مجاميع استخبارات الطاقة الأممية المنتشرة كالفطر السام في المنطقة، وعبر قرون استشعاراتها وبالمعنى الأستطلاعي الأقتصادي تحديداً وبشكل منتظم، تقود وتشي بعمق بشكل مثير ويحفّز على المتابعة الى جهود استثنائية وجبّارة، تبذل من قبل أدوات(البلدربيرغ) الأمريكي من بعض العرب المرتهن والمصادر كمعاول تنفيذية ليس الاّ، وبالتعاون والتساوق الوثيق مع محور واشنطن – تل أبيب ووجوهه وزومبياته أيضاً، كل ذلك بناءً ووفقاً لتوجهات جنين الحكومة الأممية في نواة الدولة الأمريكية ومفاصلها وتحوصلاتها، لجهة صراع الطاقة في الشرق الأوسط وعلى الساحل السوري والساحل اللبناني وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل على البحر المتوسط حتّى ساحل غزّة، وسوف يتصاعد عملها وبعمق، عندما يبدأ الناطق الرسمي الجديد باسم كارتل الحكم العالمي الحديث(جو بايدن ومساعدته كالا هارييس)في مفاصل وتمفصلات جنين الحكم الاممي في الولايات المتحدة الامريكية. كلّ هذا وذاك كي يصار لأعادة ترسيم وتنميط معطيات الواقع السياسي والأمني والأجتماعي الديمغرافي الخاص، بمنطقة الشرق الأوسط ضمن سياق التمفصلات الميدانية المتصاعدة في الأزمة السورية، في ظل تماسك تينك المؤسسة العسكرية العربية السورية وأجهزتها الأمنية والأستخبارية وجسمها الدبلوماسي وعدم انهيار القطاع العام السوري، مع تلاحم شعبوي عميق ومتفق مع مؤسسات الدولة الوطنية السورية، فلم تعد المجتمعات السورية المحلية ملاذات آمنة للقادمين من جهات الأرض الأربع ليصعدوا الى السماء عبر تفاعلات ما يجري على الأرض السورية. والسؤال الواقعي والمنطقي هنا هو:- لماذا لا يذهبون هؤلاء القادمون، الى فلسطين المحتلة ليصعدوا الى الجنّة من هناك وينكحوا ما طاب لهم من الحور العين؟ فالصعود من هناك لا شك له طعم آخر، حيث المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومعراج رسول البشرية جمعاء، محمد بن عبدالله صلّى الله عليه وآله وصحبه أجمعين. ومع ذلك لم ينجح هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية، في خلق وقائع جديدة على أرض العمل الميداني، وان كان دفع ويدفع الى مزيد من تسخين الساحات السياسية الضعيفة، كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة، لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية، وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية، سواءً أكانت محلية أم اقليمية كساحات متلقية مستهلكة، لتهديدات وتلويحات لحروب و أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك، لصالح الدولة العبرية – الكيان الصهيوني. هكذا تذهب قراءات للحقائق الموضوعية في الشرق الأوسط، بحيث يعتبر وجود حزب الله واستمراره، بعقيدته العسكرية والأمنية والسياسية الحالية، عائق فعلي وكبير لا بل بمثابة ترياق لسموم وفيروسات محور واشنطن – تل أبيب وترسيماته وتنميطاته للواقع السياسي للمنطقة، وحزب الله ريشة رسم واحداث وفعل، لمقاومة تنمو وتنمو شئنا أم أبينا، هكذا تتحدث لغة الميدان لا لغة المكاتب، فلغة الميدان تضع تنميطات وترسيمات خلاّقة، ولمسات فنيّه احترافية مهنية، نقيضة لترسيمات محور الشر والشيطان، على خارطة جديدة للشرق الساخن لا تروق لأحد في العالم. لذلك نجد أنّ أطراف تفعيل مفاعيل الصراع الدائر حول ملف حزب الله اللبناني وارتباطاته الشاملة، ان لجهة القناة السورية وتعقيداتها ودخوله العسكري عليها كونه دخل ليبقى، وان لجهة القناة الأيرانية وحيوية الملاحة فيها، حيث الصراع على الأولى(سورية) وفيها كلبنة رئيسية، لأضعاف الثانية(ايران) – المستهدفه بالأصل – وللوصول الى تسويات سياسية شاملة معها، وما الاتفاق النووي الايراني وبمفهوم المخالفة السياسية والقانونية الاّ محاولة حقيقية لتفجير ايران من الداخل، واللعب على منحنيات الطبقة الوسطى، عبر استراتيجيات التطبيع الناعم. فلم تعد أطراف تفعيل الصراع حول حزب الله، أطراف لبنانية محلية أو اقليمية عربية، من معسكر المتخاذلين والمرتهنين العرب، بقدر ما أصبحت بفعل عوامل عديدة، أطراف دولية عابرة للقارات والحدود، تسعى الى تفعيل مفاعيل الصراع الشامل حوله، حيث الطرف الأميركي المحرّك لجهة التصعيد أحياناً ليفاوض أو لجهة التهدئة ليجني ويقطف على ما فاوض عليه الأطراف الأقليمية والدولية، والفرنسي المأزوم والممحون لجهة عودة العلاقات مع دمشق على الأقل بمستواها الأمني كما يسعى مدير المخابرات الخارجية الفرنسي الحالي برنار ايميه، والطرف البريطاني المستشار الموثوق للأمريكي وكابح جماح الأخير، بجانب الطرف العبري، بل الساحة العبرية كأداة – الصهيوني المتقيّح، مع تراجع الأخير الى طرف فرعي ثانوي، لصالح الأطراف الثلاثة السابقة ولصالح بعض الساحات العربية، وخاصة الساحتين السعودية والاماراتية. حلول الطرف الدولي محل الطرف الأقليمي(معسكر المتخاذلين العرب)ومحل الطرف المحلي اللبناني والمتمثل في قوى 14 آذار، حيث اتفاق الدوحة الشهير في وقته، الذي حقق المصالحة اللبنانية – اللبنانية بين قوى الرابع عشر من آذار وقوى الثامن من آذار، كان وما زال سبباً رئيسياً في تحييد واخراج الطرف المحلي اللبناني وتراجعه لصالح الجانب الأممي عبر عمليات احلال صراعية سياسية، قد تكون جاءت نتيجة توافق بين الأطراف الثلاثة تأسيساً لمذهبيات جديدة عبر الوسائل الدبلوماسية الأميركية العنيفة، وتثوير القوى المعارضة ضد حلفاء حزب الله وداعميه، وأعني سوريا وايران، حيث تم تثوير الشارع السوري عبر استثمارات هنا وهناك لأحتقاناته الشاملة، وادخال زومبيات الطرف الخارجي وزومبيات أدوات الطرف الخارجي من بعض العرب، ومن جهات الأرض الأربع الى الداخل السوري وما زال، فكانت القاعدة حيث تم اعادة تشكيلها من جديد وعبر مسمى جبهة النصرة، وظهر قبلها ما سمّي بالجيش الحر والذي لم يعد له وجود يذكر، وكانت داعش، ثم حاشا، وماشا، وداعس، وفاعس وحاشر، وخاشر، وناشر، وداحش، وفاجر، وباعص، وفاعص وفاحص…. الى ما تسمى بالجبهة الأسلامية (وهي نواة تنظيم القاعدة في سورية) وصراع هذه الجبهة الأسلامية الآن مع كل ما ذكر سابقاً ليصار الى اجلاس ممثلين عنها في مواجهة كوادر الدولة السورية في مناقشات وضع دستور جديد للبلاد، كأداة سعودية وقطرية، تضيف أوراق سياسية للرياض والدوحة كضمانات لأستمرار نسقيهما، ودفع انتقام سوري روسي منهما، وتلغي أخرى من يد الدولة الوطنية السورية. وانّ دلّ هذا على شيء، فانّه يدل على أنّ هناك، مذهبيات أممية جديدة تتشكل، ازاء التعامل مع حزب الله اللبناني وعلاقاته الأقليمية والدولية الأخرى، ذات الصلات القوية والنوعية، بمجمل المصالح المشتركة في الشرق الأوسط. قد يكون هذا الأسلوب والمنهجية الجديدة في التعامل، عائد الى ادراك نوعي وعميق في مؤسسة مجلس الأمن القومي الأميركي الحالية، والقادمة في عهد ادارة جو بايدن الديمقراطي، مع تقاطعات لأدراكات سياسية وأمنية وفكرية استراتيجية لدى الأسرائليين، أنّ أسلوب المواجهات العسكرية مع حزب الله اللبناني، بات محفوفاً بالمخاطر وبالتكلفة السياسية والأمنية والبشرية باهظة الأثمان للخسائر التي سوف يتعرض لها سكّان الدولة العبرية – الكيان الصهيوني، ومؤسسات دولتهم التي لم تلتئم جروحها بعد من نتائج حرب تموز2006 م وتداعياتها، فأصبح الخيار المفضّل لهم وللجميع، خيار أسلوب مذهبية المواجهات الدبلوماسية الأستخباراتية الشاملة الأممية – الأميركية – على شاكلة حرب عصابات استخباراتية مافاويّه تفجيريّه لساحات قويّه وضعيفه، وتحويل الصراع العربي – الأسرائيلي، الى صراع ديني مذهبي طائفي عرقي اثني بين السنّة والشيعة عبر الحدث السوري، واشتراكات حزب الله العسكرية فيه، مع جهد أمريكي متزامن وحثيث وعروض جديّة للغاية من الجانب الأمريكي، للوصول الى ما يسمى باتفاق اطار لحل جلّ الصراع العربي – الأسرائيلي بعد تقزيمه الى الصراع على المسار الفلسطيني – الأسرائيلي، جوهر وخطورة الدور الأمريكي الحالي هو الأعتراف الفلسطيني والعربي بيهودية الدولة العبرية، بجانب تأجيل موضوعات الحل النهائي والتي تشمل القدس واللاجئين والنازحين وحق العودة والتعويض لهم والحدود والمياه والمستوطنات وما يستجد لاحقاً، وعمليات الضم التي تجري بصمت لغور الاردن، وتكريس نقل السفارة الامريكية الى القدس الشرقية المحتلة، وابرامات لأتفاقيات التطبيع وبالمجّان مع ما تبقى من الساحات والحارات والزنقات العربية. وكون الكيان العبري – الكيان الصهيوني، صار طرفاً ثانوياً فرعياً، ضمن مذهبية أممية – أميركية جديدة، لجهة التعاطي مع ملف حزب الله وعلاقته بجل الحدث السوري، ودبلوماسية هذا الكيان العبري – الصهيوني تعاني، من جل أخطاء وأمراض دبلوماسية متطرفة ومتقيحة، مما زاد من انكشافات سياسية وأمنية فاقمت من انعدام المصداقية – الدبلوماسية الأسرائلية، بسبب تحدي اسرائيل السافر للقانون الدولي الأنساني، وما تعرضت له من ادانات أممية متكررة، لذلك المخرج الأسرائيلي سيكون من خلال توظيف الدبلوماسية – الأمنية – الأميركية الجديدة، مع ملف حزب الله وملفات أخرى مرتبطة به، رافعة حقيقية وقوية يستخدمها العبريون الصهيونيون الجدد بالتعاون مع الصهاينة من العرب والمسلمين، لآستخدامها في تفعيل المواجهات الدبلوماسية النوعية الجديدة، ضد الحزب وكوادره وبرامجه لجهة الداخل اللبناني، وان لجهة جواره العربي، وان لجهة جواره الأقليمي وملاذاته الدولية الأخرى، وكذلك الحال ضد سوريا وايران وضد تركيا لاحقاً. وتتحدث تقارير مخابرات دولية، أنّ هذه المذهبية الدبلوماسية الأستخبارية والمنهج الجديد، في التعامل والتعاطي مع تحدي حزب الله اللبناني، من خلال مواجهات فوق دبلوماسية، مع كل من ايران وسوريا (حرب عسكرية غير نظامية) وحتّى تركيا لاحقاً، قد تتمثل عبر تفعيل عمليات سريّة مخابراتية عالية الجودة، من حيث الهدف النوعي والنتائج ضد الحزب وكوادره وحلفائه، في الداخل والخارج اللبناني، من جمع المعلومات الأستخبارية ودعم خصوم الحزب، ودفعهم باتجاه اشراكهم وتخطيطهم لتنفيذ العمليات السريّة، لأضعافه واعادة انتاج للساحة السياسية اللبنانية عبر اشعالها من جديد، وما يجري في سوريا هي نتاج لتلك العمليات الأستخباراتية التي تستهدف الفيحاء واستقرارها، ولتداعياتها آثار كبيره على المنطقة واستقرارها. وكل ذلك يتم من خلال الأدوات والعمليات المخابراتية القذرة، والتي تشمل الأدوات الأقتصادية عبر تقديم الدعم المالي لأعداء الحزب، وعبر الأدوات العسكرية تلويحاً وتهديداً مستمراً، بتفعيل الوسائط العسكرية، مع استخدامات الأدوات الأعلامية، ذات حملات بروبوغندا اتصالية ذات مهنية عالية الدقة، كي يؤدي كل ذلك الى خلق رأي عام لبناني وعربي واقليمي ودولي، معادي ومناهض لوجود حزب الله اللبناني، ولوجود النسق السياسي السوري بعقيدته ومذهبيته المعادية للكيان الصهيوني. المذهبية الدبلوماسية الأمنية السياسية الأممية الأميركية الجديدة، ذات الأدوات الآنف ذكرها، ستوظف لخدمة الوسائل السياسية الشاملة، لوضع خارطة طريق متعرجة لعمليات، الأستقطاب واعادة الأصطفاف السياسي في لبنان خاصةً وفي المنطقة عامةً، كي يتم اعادة انتاج مجتمع، تحالفات سياسية واسعة النطاق، لجهة المنطقة والداخل اللبناني ومحيطه ضد الحزب المقاوم وضد كل من سوريا وايران، وتركيا لاحقاً بعد التوصل لتفاهمات مع جلّ الأطراف الدولية والأقليمية. واشنطن وعبر المذهبية الأنف شرحها، تقر أنّ في عمليات الأستهداف النشط ضد الحزب وكوادره ومنهجه، سيكون لها مسارات عميقة لتفعيلها في حقبة الناطق الرسمي الجديد باسم كارتل حكم النظام العالمي الجديد جو بايدن، ومن سيكون على رأس المجمّع الفدرالي الأمني الأستخباري، حيث يتفهم الأخير ما سيصله من تقارير من كافة مدراء المحطات الأستخباراتية الأمريكية في الساحات العربية وخاصةً الساحة الأردنية والمصرية ورام الله وغزّة المحتلتين، والتي ستكون متطابقة حتّى في الفواصل وعلامات الترقيم، مع مايتم تسريبه لهما من شبكات المخابرات الأسرائيلية – الموساد،الشاباك، وحدة آمان، لجهة ملفات: حزب الله، الملف السوري، الملف الأيراني، الملف التركي لاحقاً، وديموغرافيات وملفات الساحات السياسية الأردنية والفلسطينية والعربية الأخرى بما فيها الخليجيه. من جانب آخر معلوماتي، لمخابرات اقليمية ودولية تفيد، أنّ اسرائيل نجحت حتّى الان لجهة توظيف وتسخير، كل قدرات الدبلوماسية الأميركية والبريطانية والفرنسية لأستهداف حزب الله عبر استهداف سوريا، مع دفع واشنطن للمشاركة الفعلية في الترتيبات العسكرية الأميركية الجارية في منطقة الخليج وشواطىء ايران الجنوبية. كما تذهب المعلومات، أنّه تم الأتفاق والتفاهم وضمن محور واشنطن – تل أبيب ومن تحالف معه من دول المنطقة، على أن يتم ربط الرادارات الأميركية المنصوبة في مناطق الخليج بالرادارات العبرية، حيث واشنطن ضغطت باتجاه، ما تم التوافق عليه ضمن دوائر مؤسسات محور واشنطن – تل أبيب، كما تم الأتفاق والتفاهم على نشر غوّاصات نووية اسرائلية، ضمن مسار الآساطيل البحرية العسكرية الأميركية، الفاعلة والناشطة قبالة شواطىء جنوب لبنان وشواطىء ايران الجنوبية. وهنا لا بدّ من التنويه الى مسألة في غاية الأهمية، تتمثل في سعي متواصل وحثيث لأميركا، في توظيف الأتفاقية الخاصة والمتعلقة بأنشطة التجسس والأستطلاع، بين خمسة عشر دولة من أعضاء حلف الناتو، والتي وقّعت قبل أكثر من أربعة أعوام، في قاعدة عسكرية ايطالية تابعة لحلف الناتو، كي تخدم تلك الأتفاقية المذهبية الدبلوماسية الأمنية الأميركية الجديدة، ازاء ملفات الشرق الأوسط وخاصةً ملف حزب الله، وملفي سوريا وايران اضافةً للملف التركي لاحقاً، رغم أنّ أنقرة عضو في حلف الناتو الاّ أنّها ليست عضواً في تلك الأتفاقية، ولا علاقة لها بمذكرات التفاهم المخابراتي – الأمنية ذات العلاقة والصلة بها، ومن هنا فانّ زيارة مدير المخابرات الايطالية السريّة لطهران الاخيرة، تندرج ضمن بحث استهدافات قاعدة التجسس تلك واتفاقيتها، وفي هذا السياق هناك معلومات غير مؤكدة لزيارة قريبة جدّاً لرئيس الوزراء الأيطالي الحالي لأيران يرافقه فيها رئيس جهاز الأستخبارات الخارجية الأيطالي وبشكل علني. وبالرغم أن تركيا تقع ضمن المجال الحيوي، للقيادة العسكرية الجنوبية للناتو، الاّ أنّه وبسبب الأدوار التركية الجديدة المؤيده، والمواقف السياسية لأنقرة والتي تتساوق تماثلاً، مع تطلعات ورؤى محور واشنطن – تل أبيب، فانّ تركيا نفسها ستكون ضمن نقاط الأستهداف، لعمل قاعدة التجسسة الأستطلاعية الأيطالية، الى جانب حزب الله، وسوريا، وايران، والعراق وباكستان، وأفغانستان، وآسيا الوسطى، والقوقاز الشمالي والجنوبي، بحيث يمهد ذلك الى وضع خارطة نطاق توسعية جديدة، للعمليات السريّة الأميركية – الأسرائلية ضد سوريا، وايران، وحزب الله، وتركيا لاحقاً وعبر قنوات ونوافذ حلف الناتو، بالرغم من أنّ سمة التعاون المتفاقم طاغية على، مشهد العلاقات التركية – الأميركية – الأسرائلية وسوف تتعمّق لاحقاً، مقابل سمة الصراع والتفكير الأستراتيجي طاغية على، مشهد العلاقات التركية – السورية – الأيرانية، الاّ أنّ تركيا مستهدفة أمريكياً واسرائيلياً. حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم وعبر أرودوغان، دخل نفق التفاهمات الشاملة والعميقة والمتدرجة، باشتباك دبلوماسي ومخابراتي استخباراتي عنيف على الصراع في سوريا وعليها، مع توفير ملاذات آمنه لما يسمى بالجيش السوري الحر والجماعات المسلحة، اعتقدت أنقرة لفترة أنّها تستطيع التحكم بمستويات انخراطها مع الأمريكان في الحدث السوري، وعلى خارطة الدعم السياسي والمعنوي له والشبه العسكري الى حد ما، يصار الآن لتثوير الشارع التركي ضد حكومته ورئاسته، وقد تكون تركيا سورية ثانية لجهة الحدث الأحتجاجي السوري. هذا وقد جاءت مذكرات التفاهم الخاصّة الأخيرة، والمتعلقة بتلك الأتفاقية والموقعة بين الدول الخمسة عشر الأعضاء، بمثابة تحفيز وتفعيل مفاعيل غير معروفة للعامة في تلك الأتفاقية المبهمة، ودفعها باتجاه تعزيز قدرات واشنطن المختلفة، وتوظيف موارد الحلف الأطلسي المخابراتية – الأستخبارية – الأستطلاعية، وجمع شتّى المعلومات والتخمينات والتقديرات، لجهة عمله في المشهد الأفغاني، والمشهد العراقي، مشهد اقليم كردستان العراق، واحتمالات تورطه – حلف الناتو – المتوقع، في القوقاز الشمالي والقوقاز الجنوبي وآسيا الوسطى، والشرق الأوسط، وهذا ما ترنو اليه “اسرائيل” لأدخال وخلق أدوار للناتو قادمة، في ثنايا وخلفية مشهد الصراع العربي – الأسرائيلي عبر خلط الأوراق ومنهج التأزيم، عبر الذهاب من جديد لأنتخابات مبكرة في “اسرائيل” للخلط والهروب من ضغوط واستحقاقات باتت ضرورة.
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية