الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة
وصول قائد “الاسطول الأمريكي الخامس” إلى المهرة باليمن

حقّ اليمن لن يضيع مهما تآمروا عليه…بقلم محمد الرصافي المقداد

تقترب منا هذه الأيام، الذكرى الثامنة لبدء العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني الأعرابي على اليمن (يوم الخميس 6 جمادى الثاني 1436 هـ – 26 مارس 2015)(1) تحت عنوان (عاصفة الحزم) كان يعتقده المعتدون كافيا لإخضاع اليمن، وإعادته إلى ما كان عليه خادما لقطيع العمالة المسبّح بحمد أمريكا وبريطانيا، ومن كان متابعا لأحداث ذلك العدوان، ومجريات فصوله الدامية التي صُبّت حممها على رؤوس المدنيين اليمنيين، وخلفت مئات آلاف ضحايا بين شهداء وجرحى ودمار هائل في البنى التحتية على هشاشتها.

ليس هناك من تفسير لسبب هذا العدوان، سوى أنّه وقع بأمر أمريكي، يرى في اليمن موقع استراتيجي مهمّ جدّا، ويمثّل مضيق باب المندب فيه شريانا تجاريا حيويا، يجب السيطرة عليه لضمان تدفّق السلع منى الشرق والغرب عبره، وأنّ أمريكا والدول الحليفة لها يدركون جيّدا، وزن الشعب اليمني في مجال التحرّر، وخصوصا اسهامه في تحرير فلسطين، وشعار أنصار الله ظاهر بدلالته على ذلك

التجربة الأمريكية الغربية في أوكرانيا، بإمداد قواتها بالأسلحة لم تحقق ما كانت تأمله، من وقف القضم الأراضي الأوكرانية من طرف القوات الروسية، هي نفس التجربة التي قامت بها مع قوات التحالف الأعرابي ولم تسفر على تحقيق شيء يمهّد لمرحلة جديدة يكون اليمن فيها خاضعا تماما لإرادة تلك الدّول، وعليه بدأت أمريكا في تنفيذ خطّة جديدة مفادها احتلال مناطق يمنية في مهرة وحضرموت وبناء قواعد عسكرية عليها، الهدف من ذلك المشاركة المباشرة في العدوان – بعد ان كان يكتنفها الخفاء- انطلاقا من تلك القواعد الثابتة على الأراضي اليمينة أو المتحركة للأسطول الخامس الذي ظهر قائده أخيرا بعد سلسلة التكذيبات الأمريكية.

فقد (نقلت مصادر سياسية مطلعة، أن قائد الأسطول الخامس (الجنرال كوبر)، والسفير الأمريكي (ستيفن فاجن)، وصلا مع عدد من القيادات العسكرية التابعة لبلادهما، أمس إلى مطار (الغيضة) الذي تحول إلى قاعدة عسكرية “أمريكية بريطانية إسرائيلية” على بحر العرب، اجتمعوا مع المحافظ التابع لحكومة التحالف، (محمد علي بن ياسر)، لمناقشة ما أسموه ”جهود الأمن البحري“ و”مواجهة الأخطار الإرهابية. “ وعُقد اللقاء الأمريكي في مقر “قيادة القوات السعودية” داخل المطار، المغلق أمام أبناء (المهرة)، منذ العام 2018، بحضور ما يسمى “قائد خفر السواحل” في وزارة الدفاع بحكومة التحالف، المدعو (خالد القملي () (2)

وتمهيدا لإبقاء التواجد العسكري الأمريكي الجديد على الأراضي اليمنية، تكرّرت الإدعاءات الغربية، بتوقيف قوارب وسفنا تحمل أسلحة موجّهة إلى أنصار الله مصدرها إيران، رغم نفي الخارجية الإيرانية القاطع لتلك الادّعاءات، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أن “الدول التي تعد أكبر مصدري الأسلحة والمعدات إلى المناطق المضطربة في العالم، تحاول تضليل الرأي العام العالمي، عن طريق المزاعم والأخبار الكاذبة”، وقال كنعاني، إن “الدول التي ترسل أسلحة بمليارات الدولارات إلي تحالف معتدي، وتتسبب بقتل الشعب اليمني وتدمير بلاده، لا يمكنها أن تبرئ نفسها من خلال اتهام الآخرين”.(3)

السياسة الأمريكية بأسلوبها التمايزي الإستكباري، ترى إرسال الأسلحة إلى اليمن جريمة وخرقا لقانون الحصار والعدوان الذي فرضته على أهله، بينما ترى أن ارسال الأسلحة إلى أوكرانيا عملا مرضيّا لها وتشجع وتحثّ عليه بكل قوّة، بل ترى أن التقصير فيه غير مسموح به من طرف حلفائها، وقد انخرطت دول الغرب في موجة ارسال أسلحة إلى الجيش الأوكراني، قد تسبب لها مشاكل اقتصادية وتوتّر سياسي مع روسيا، حتى أن السعودية خصصت، في أكتوبر الماضي 400 مليون دولار(4)، وهذه الأيام أرسلت شحنتي مساعدات الى أوكرانيا قدرت ب186 طنا عبر بولندا(5)

وفيما تنخرط القوات السعودية في جرائم قتل الشعب اليمني وتواصل سياسة التآمر عليه بحصاره واضعاف مقاومته، نراها تتعاطف مع الأوكرانيين فتدعمهم بالأموال الضخمة والمساعدات الهامّة، كأنّما حكام آل سعود ليسوا عربا، ومن عرق أوكراني أو غربي، إن لم نقل صهيوني، سيكشف أوراقه المخفيّة، بعدما يورّط بقية العرب في تطبيع لا مصلحة فيه، إن هذا منتهى الحمق الذي قد يُدْفع إليه حكام، أصابهم هوس خدمة أصحاب الفضل عليهم في تأسيس مملكتهم وساعدهم على استقوائها.

المزاعم الأمريكية الغربية بشأن اليمن وعلاقة إيران به، لا يمكن لعاقل أن يأخذها على محمل الجدّ، فهي مجرّد أقاويل لا أساس لها من الصّحّة، ومغالطات للرأي العام العالمي، وهي على كثافة ادّعاءاتها، مجرّد تغطية على حقيقة، أن ما جرى على اليمن شعبا وأرضا، عدوان عسكري وحشي، استضعف قسما من الشعب اليمني فصب على رؤوس أهله صواريخ حقده فقتل وهدم وشرد، واستخدم قسما آخر في غير مصلحة بلاده، ساعد قوى العدوان في مواجهة جبهة رفض العودة إلى مستنقع العمالة، التي كان مقيما عليها الرئيس المخلوع (علي عبد الله صالح).

إذا يمكن القول، بأنّنا مقبلون على جولة جديدة من الحرب على اليمن، ستكون أكثر عنفا وقوة، حيث لم يبقى لأمريكا وحلفائها من سبيل، سوى تكثيف العدوان، باستعمال قواعدهم المستحدثة داخل اليمن، سيظهر فيها الأمريكي والبريطاني بأعلامهم هذه المرة، ولا يستبعد أن يكون الصهيوني أيضا ضمن التركيبة العدوانية، وهذا يدعونا للتساؤل: ألم تتعظ أمريكا من الدرس الفيتنامي، حيث خرجت قواتها منهزمة مكسورة مصدومة من هناك؟ ولا أعتقد أن يكون اليمن لقمة سائغة للمعتدين، طالما أنه متمسك بخالقه الذي يرفض أن يذلّ اليمن وهو العزيز والسعيد، غدا سيفصح عن ضوء حقيقته، بأنّ لليمن رجال، طالما ذكرهم التاريخ بخير، وهم أهل لأن يكونوا سادة أرضهم، وأعزة في بلادهم.

المراجع

1 – عملية عاصفة الحزم https://ar.wikipedia.org/wiki/

2 – في انتهاك جديد للسيادة اليمنية.. السفير الأمريكي وقائد “الأسطول الخامس” يصلان إلى المهرة https://althawrah.ye/archives/794884

3 – طهران تنفي الادعاءات الأمريكية بشأن احتجاز سفينة أسلحة إيرانية كانت متجهة إلى اليمن https://sputnikarabic.ae/20230304-1074292379.html

4 – السعودية تخصص 400 مليون دولار لمساعدة الأوكرانيين

https://arabic.rt.com/world/1399080-

5 – السعودية ترسل 186 طنًا من المساعدات إلى أوكرانيا عبر بولندا

https://arabic.cnn.com/world/article/2023/03/03/ksa-relief-aid-ukraine

شاهد أيضاً

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024