بقلم الناشط السياسي محمد إبراهمي |
مشهد سياسي و برلماني اقل ما يقال عنه انه عقيم و مفلس بكل المقاييس مما أدى إلى صعوبة تشكيل حزام سياسي قادر على منح الثقة للحكومة المقبلة و قد يتجه لإعادة الإنتخابات التشريعية.
البرلمان الفسيفسائي ٠٠ الصراع الايديولوجي٠٠ التشتت البرلماني و المحاصصة الحزبية و الفئوية ساهم في تعقيدات أزمة تشكيل الحكومة ، هذا المأزق يحتاج لمصالحة بين كل الأطياف السياسية و الحزبية ، و تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة و إستكمال مسار تشكيل الحكومة ..
___سؤال أرى من الضروري طرحه : هل توجد قوة سياسية بديلة مهيأة وقادرة على المبادرة وتقديم الحلول والبدائل٠٠؟ و ماهي المقترحات والتوافقات الممكنة من أجل حلحلة هذا المأزق ٠٠؟ هناك فعلا مخاوف من تشكيل حكومة دون حزام سياسي و برلماني قوي يمكنها من العبور من باردو للقصبة و الخروج بحكومة سياسية قوية قادرة على الصمود اكثر ما يمكن الى حدود 2024.٠٠ .. التشتت البرلماني و المحاصصة الحزبية أدت إلى استحالة تشكيل حكومة إئتلافية مما جعل الحبيب الجملي يختار الذهاب إلى حكومة كفاءات مستقلة وقطع الطريق امام حكومة الرئيس ووضع البرلمان و الأحزاب المتناحرة أمام مأزق أزمة الثقة بينهم و بين الشعب جراء التجاذبات و الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية الحرجة ولا زالت للأسف تتواصل الأزمة و التعقيدات… حكومة الجملي ” الكفاءات المستقلة” حتى و إن تم الإعلان عليها و عبرت من باردو إلى القصبة ستكون أمام مأزق من نوع آخر وهي الأزمات الإقتصادية و الإجتماعية المتراكمة و الغليان الشعبي نتيجة تراكمات عميقة خلفتها الحكومات السابقة و الملفات العالقة و مطالب الشعب و تدهور الأوضاع بكل المقاييس ، و نأمل ان تكون حكومة كفاءات وطنية تستطيع على الأقل تقليص من حدة الأزمة التي تمر بها البلاد منذ ثورة 17 ديسمبر ٠٠
ارى ان من الضروري تكاتف جهود كل الأطياف السياسية ووضع خارطة طريق للخروج من البلاد من عنق الزجاجة المتعفنة و تجنب الصراعات السياسية المتواصلة و سياسة الهروب إلى الأمام و اللامبالاة..
على كل الأطياف السياسية و الحزبية الفاعلة التعامل مع هذه الأزمة السياسية بمنطق العقل و العقلانية ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻠﻌﻨﻨﺎ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻘﻄﻨﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﺍﻷﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺤﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﻤﺔ ﻭﻓﺮﻃﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﺗاريخية و مرحلة مفصلية التي هرمنا من أجلها ،