في الايام العصيبة وعند المفاصل التاريخية الهامة والحرجة التي مرت وتمر بها قضيتنا لا يسع الانسان الا أن يذكر ويتذكر القامات المناضلة التي حملت الراية راية الوطن وهم قضية الشعب ودافعوا عنها بكل شراسة وإيمان سواء بالبندقة أو بالفكر ونشر التوعية والحث على النهوض من تحت الركام وقساوة العيش والتشرد والتهجير والقمع من بني جلدتنا. كثير هي القامات التي رحلت عن هذه الارض بحكم الموت الطبيعي أو بعمليات الاغتيالات التي قامت بها أجهزة الموساد الاسرائيلي بالتعاون مع أجهزة مخابرات عربية ربما والعملاء الذين جندهم الكيان الصهيوني ليكونوا عيونا لهم ومدهم بالمعلومات التي ساعدت في إغتيال العديد من القامات الوطنية المقاومة.
ونحن إذ نحي ذكرى استشهاد المفكر والكاتب المبدع وأديب الثورة والمناضل والانسان غسان كنفاني لا بد لنا من تسجيل بعض ما كتبه وفيه هذا الاستقراء الدقيق المعبر للمستقبل قبل عملية إغتياله الجبانة في بيروت في الثامن من هذا الشهر عام 1972 على ايادي الموساد الاسرائيلي بالتعاون مع عملائه في لبنان.
يستحضرني ما قراءته مقولتين له التي تشكل انعكاسا دقيقا تصف الحال والواقع السياسي الذي نحياه الان. وللقارىء ان يحكم.
” إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية فالاجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية”.
” سيأتي يوم على هذه الامة وتصبح فيه الخيانة وجهة نظر”.
كلمات وتعبيرات بسيطة كتبت قبل حوالي ما يقرب من خمسون عاما نعيشها الان بكل تفاصيلها وإرتداداتها ليس فقط على قضيتنا بل وفي المنطقة برمتها.
عزائنا في القامات التي رحلت أن الراية ما زالت مرفوعة ومزلزلة في وجه الاعداء من الكيان الصهيوني وأمريكا وأذنابهم في المنطقة بالرغم من حجم التآمر والخيانة وبروز تيارات وشخصيات ابدت إستعدادها للانخراط فيما يسمى بصفقة القرن وكل ما تطلبه هو حصتها من هذه الصفقة متناسية ومغيبة الوطن والارض والقضية.