قبل الغارات الجوية الإسرائيلية الاخيرة التي استهدفت جنوب دمشق ومطارها يوم الخميس الماضي تهيأ لبعض ألمتساوقين مع التحالف الصهيو-أمريكي ان يد هذا التحالف باتت هي العليا و أن يد محور المقاومة في المنطقة لا سيما بعد الاختراق الأمني الخطير الذي تمثل يتمكن اسرائيل من تفجير عدة منشآت حيوية ايرانية في مقدمها منشأة “نطنز”النووية باتت هي السفلى.
وذهب حتى بعض المحللين السياسيبن المؤيدين لمحور المقاومة إلى مطالبة اطراف المحور بتجنب الرد على الاعتداءات الاسرائيلية لتفويت الفرصة على من يحاول جره إلى معركة عسكرية يحدد مكانها وزمانها نتنياهو وترامب، حيث الاول يريد الحرب لكي ينهي المظاهرات غير المسبوقة المطالبة باستقالته من منصبه بسبب سوء إدارته لملف كورونا وفضائح الفساد التي تلاحقه والثاني يريدها لتمكينه من تحسين فرص فوزه في انتخابات الثالث من تشرين ثاني القادم.
ولكن ما إن اعلن حزب الله اللبناني عن أستشهاد أحد مقاتليه في إحدى تلك الغارات وتحديداً تلك الغارة التي إستهدفت مطار دمشق الدولي حتى انقلبت الصورة وتحولت اسرائيل التي كانت تزمجر وتعربد ولا تأبه بأحد إلى حمل وديع، تارة تستعين بإدارة صديقها ترامب لممارسة ضغوط على لبنان لمنع حزب الله من الرد وتارة ثانية ترسل رسالة إعتذار الى الحزب عبر الامم المتحدة تعرب فيها عن الاسف لسقوط شهيد الحزب.وتعلمه فيها بانها لو كانت تعلم بوجوده في المكان المستهدف لما قصفت المكان اصلاً..
وفي إعتقادي بأن تجاهل الحزب للضغوط الأمريكية وللوساطة الامنية كانت السبب في لجوء المستويات السياسية والعسكرية والأمنية في إسرائيل إلى فبركة تلك ألمسرحية المتلفزة وسيئة الإخراج التي عرضت على الهواء مباشرة يوم الإثنين ألماضي.
ففي إسرائيل يعرفون بحكم التجربة التي راكموها أن هذا الحزب إن وعد أوفى وإن هدد نفذ ولذلك فإنهم حاولوا الأيحاء بان حزب الله قد حاول بعد ظهر يوم الإثنين الرد كما وعد على استشهاد عنصره ولكن يقظة القوات الإسرائيلية حالت دون ذلك.
بمعنى آخر فقد حاولوا من خلال تلك المسرحية المكشوفة،مسرحية تسلل أربعة عناصر من حزب الله للقيام لعملية ما ضد هدف اسرائيلي، و التي وصفها محللون سياسيون وعسكريون إسرائيليون بانها لا تليق بجيش كبير وقوي مثل الجيش الاسرائيلي أن يجدوا مخرجاً للحزب لكي ينزل عن الشجرة و يقول وجمهوره بانه قد رد كما وعد وكفى.
ولكنهم فوجئوا بإن حزب الله أصدر بياناً مقتضباً نفى فيه نفيا ً قاطعاً اي علاقة له بعملية التسلل المزعومة مؤكداً بان رده الفعلي على استشهاد مقالته في مطار دمشق آت لا محالة مضافاً اليه انتقام آخر لتضرر احد المنازل في قرية الهبارية الجنوبية جراء إصابته بصاروخ اثناء العرض المسرحي الاسرائيلي.
هذا الموقف الذي يؤكد إصرار حزب الله على الثأر لاستشهاد عنصره في سوريا من ناحية وإدراك اسرائيل ان رد الحزب قادم لا محالة من ناحية ثانية هما سبب حالة التخبط و والهستيريا السائدة حالياً وحتى أشعار آخر على الجبهة الشمالية.
وهذا يعني بان الحياة في شمال الكيان الاسرائيلي ستبقى معطلة بما فيها السياحة التي تعتبر مصدراً مهماً لدخل المستوطنين ستبقى معطلة الى أن يشاء نصر الله ويوجه حزب الله ضربته الانتقامية التي يأمل حكام اسرائيل بأن تأتي قليلة الخسائر لكي لا تدحرج الامور الى مواجهة كبيرة او حرب كبرى هم قطعاً لا يريدونها والطرف الآخر لا يريدها ايضاُ.
إذن فإن ما سيحصل في النهاية بعد رد حزب الله هو تثبيت قواعد الاشتباك القديمة مع اضافة جديدة إليها هو تقييد حركة الطيران الحربي الاسرائيلي في سوريا لأن اي غارة قادمة يستشهد فيها اي عنصر من عناصر حزب الله ستؤدي إلى ارباك الحياة العامة في إسرائيل ربما لمدد قد تطول وهذا ما لا تقوى عليه اسرائيل
فالحرب الكبرى لا تريدها اسرائيل لان تكلفتها لا تستطيع تحملها وجبهتها الداخلية غير مستعدة لها وكذلك جيشها ولذلك فإن توازن الردع سيكون سيد الموقف.
الوسومحزب الله محمد النوباني
شاهد أيضاً
هدنة لبنان…ليست نهاية المعركة…بقلم ميلاد عمر المزوغي
التحق حزب الله بطوفان الاقصى في يومه الثاني, في محاولة منه لتخفيف الاعباء عن غزة …