حالة التخبط التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية، جعلت ترامب يحاول إثبات وجوده بعد مجموعة الهزائم التي حلت به، سواء كانت من الداخل الأمريكي، أو فشله في السيطرة على إيران، أو أي مقاومة في الوطن العربي وغيره.
بعد أن أعلن ترامب في وقت سابق انه تمكن من إسقاط طائرة إيرانية مسيرة فوق بارجة أمريكية في مضيق هرمز، وكان الخبر كاذبا بالدلائل التي عرضتها إيران على وسائل الإعلام العالمية والمحلية، دخل في موجة انتقادات داخلية ستؤدي به حتماً إلى الجلوس في بيته، بما أن الكونجرس الأمريكي يحاول إزالته عن الحكم وتضييع الفرصة عليه لخوض انتخابات جديدة بعد نهاية ولايته التي استمرت الأربعة سنوات.
جاء ترامب بكذبة جديدة وهي أن القوات الأمريكية هي من قتلت البغدادي بالتنسيق مع تركيا والأكراد وروسيا، وهذا أيضاً واضح أن المعلومة غير دقيقة، هل البغدادي فجر نفسه؟! أم اغتالته القوات الأمريكية كما أعلن ترامب؟! كم هذا الأمر مضحك وأصبح العالم أوعى من هذه الخرافات الآتية من البيت الأبيض، بعد الهزائم التي ألمت بأمريكا سواءً في سوريا أو المملكة العربية السعودية (أرامكو) أو الخليج العربي، وعدم القدرة على حماية حلفاءه في أي مكان في العالم، وطبعاً لا ننسى الانسحاب من أفغانستان، وهناك الكثير من الإخفاقات الأمريكية هذه الفترة.
هذه الرواية الأمريكية لا تروق لروسيا، فروسيا أعلنت انه لا معلومات لديها دقيقة عن مقتل البغدادي بأي شكل كان، فروسيا وهيمنتها على العالم بات واضحاً، وتقوم بإصدار البيانات الدقيقة والمدعومة بالوثائق، وليس على لسان بوتين كما يفعل ترامب هو من يعلن مثل هذا الخبر أو غيره، فروسيا باتت الآن لا تثق بأي خبر صادر عن الولايات المتحدة الأمريكية، فالخبر اليقين يأتي من روسيا.
والكل ينتظر البيان الروسي هذه الفترة لشرح تفاصيل مقتل البغدادي وبأي طريقة قتل، وهل كانت لأمريكا يد في اغتياله، أم هذه تمثيلية وضعتها أمريكا للسيطرة على النفط السوري بعد الخسائر التي لحقت بترامب، أو سياسة جديدة سينتهجها ترامب من اجل خوض انتخابات جديدة، وهل ترامب يعتبر هذا الفعل انجاز كما فعل أوباما سابقاً بقتل ابن لادن ورمي جثته في البحر؟.
الروايات في مقتل البغدادي متعددة وغير واضحة وكل رواية داحضة للرواية التي قبلها، فهناك من يقول انه فجر نفسه وأصبح أشلاء، فكيف يتم عرض جثته على الملأ بهذا الشكل؟ وروسيا لا تقتنع بالرواية الأمريكية، وهناك من يقول أن عملية قتله تمت من قبل القوات الأمريكية، الأيام القادمة ستبين الحقيقة التي أخفتها أمريكا على العالم.