يبدو أنّ قادة «إسرائيل»، العسكريون منهم والسياسيون، قد أصبحوا أقرب ما يكونون الى المشعوذين منهم الى أيّ شيء آخر…!
فمنذ أيّام خرج علينا كبيرهم الذي علمهم السحر، بنيامين نتن ياهو، ليقول إنّ توقف سلاح الجو الإسرائيلي، عن شنّ غارات، على أهداف عسكرية في الأراضي السورية، إنما هو ناتج عن توقف شحنات السلاح الإيراني، المرسلة الى حزب الله عبر سورية. لكنه هو نفسه سرعان ما عاد ليناقض نفسه بتاريخ 19/11/2018 عندما صرّح بأنّ سلاح الجو الإسرائيلي يواصل نشاطه في الأجواء السورية، خاصة النشاط الاستطلاعي. الأمر الذي تنفيه كافة المعلومات ومصادرها الدولية، سواء كانت مصادر جوية أو فضائية أو ميدانية.
ثم ها هو رئيس أركانه المنتهية ولايته قريباً، الجنرال غادي إيزنكوت، يطلّ علينا من الجولان السوري المحتلّ ليطلق مجموعة من التناقضات والأكاذيب والتخرّصات وعمليات الاستعراض التلفزيوني البائسة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكن تكشف مدى رعبه ورعب جنرالاته أيضاً.
وإليكم أهمّ ما استعرض من تخرّصات هو ورفاقه في جولته هناك:
1 ـ مشهد الزيارة والصور الملتقطة له في الجولان يوم 18/11/2018، الى جانب قائد المنطقة الشمالية، الجنرال يوئيل ستريك، والجولة التي قام بها على ما تسمى فرقة الجولان او فرقة باشان Bashan divisoon ، والتي يحيطها الإسرائيليون بهالة كبير من الدعاية الفارغة لقوّتها واقتدارها، بينما هي ليست أكثر من مسمّى فرقة غير قادرة على إحداث أي تغيير في موازين القوى لا حالياً ولا في حالة نشوب حرب، وذلك للأسباب التالية:
هي الفرقة 210 في الجيش الإسرائيلي. وتضمّ القوات التالية:
أ اللواء ٤٧٤ المسمّى لواء الجولان Golan وهو لواء موجود في الخدمة ومنتشر على خطوط وقف إطلاق النار في الجولان.
ب اللواء التاسع، المسمى لواء عوديد Oded وهو لواء مشاة احتياط، أيّ موجود في الاحتياط وليس في خدمة الميدان حالياً.
ج اللواء الحادي عشر مشاة والمسمى لواء يفتاح Yiftah وهو لواء مشاة احتياط.
د اللواء المدرع 679 المسمّى لواء يفتاح أيضاً Yiftah وهو لواء احتياط.
هـ الفوج 209 المسمى فوج كاديون Kadion وهو فوج مدفعية في الاحتياط.
و كتيبة الاتصالات باشان Bashan Signal Bataillon ، وهي كتيبة مختصة في إدارة قطاع الاتصالات والسيطرة على مستوى الفرقة، أي فرقة باشان كاملة، بما في ذلك قطعاتها الموجودة في الاحتياط.
ز الكتيبة 595 وهي كتيبة استطلاع ميداني، تسمّى في الجيش الإسرائيلي / Ayet Eagle /.
إذن فها هي هذه الفرقة التي يفتخرون بها لا يتوفر لها في الميدان الا لواء واحد، بالإضافة الى كتيبة استطلاع وكتيبة اتصالات. وهذا يعني أن تدمير هذه الفرقة لا يستغرق أكثر من نصف ساعة في أي حرب مستقبلية. ولعل من المفيد هنا التذكير بأن وحدات السلاح المضاد للدروع في الجيش المصري استطاعت تدمير 94 دبابة إسرائيلية، خلال حرب اكتوبر، في الثلاث دقائق الأولى بعد عبور القوات المصرية الى الضفة الشرقية لقناة السويس، حسب مصادر إسرائيلية.
2 تصريحات إيزنكوت، التي نصحه ضباط هيئة الأركان العامة الإسرائيلية وضباط القيادة الشمالية بالابتعاد عنها، والتي قال فيها إن إيران و»المجموعات الإرهابية» في سورية لم ينجحوا في تحقيق أهدافهم. ولكن دون أن يحدد ماهية أهدافهم، مما يعني ان الهدف من وراء إطلاق هذا الكلام العمومي كان للتغطية على الفشل الذي حصل في المواجهة المخزية له مع حماس، حسب العديد من الضباط الذين شاركوا في هذه الجولة الميدانية.
كما أن هؤلاء الضباط قد عبّروا عن تعمق قناعتهم، بعد الطريقة التي تحدث بها إيزنكوت عن الوجود الإيراني في سورية، أن الجيش الإسرائيلي غير جاهز للحرب وخاصة على الجبهة الشمالية.
ومما زاد الضباط المرافقين لإيزنكوت قناعة، بأن جيشهم غير جاهز للحرب، هو ما أعلنه إيزنكوت نفسه خلال الجولة عن نية إيران نشر فرقة ونصف الفرقة من القوات الإيرانية في سورية والتي سيكون على الجيش الإسرائيلي أن يواجهها. في الوقت الذي يعلم فيها الجميع أن لا وجود لأية قوات إيرانية على الأرض يمكن أن يشير إليهم إيزنكوت بالبنان، سواء في سورية أو في العراق، وإنما هناك «حلفاء» لها كحزب الله والحشد الشعبي بما يكفي لإرعابه هو وقيادته المهزومة لتوّها في غزة.
تُضاف الى ذلك محاولته التغطية على القضايا الأمنية الأكثر أهمية وعدم التطرق اليها، وذلك من خلال مراوغته وخداعه، عندما عاد الى الموضوع الذي كان قد سبقه اليه نتن ياهو، ألا وهو «نجاح» الجيش الإسرائيلي في عرقلة جهود إيران الرامية لتزويد حزب الله بصواريخ دقيقة.
علماً أن عمليات شحن الأسلحة الإيرانية، لحزب الله، مستمرة، وكذلك عمليات تحديث ترسانة الحزب الصاروخية، دون أية عوائق تذكر، وذلك بعد انكفاء سلاح الجو الإسرائيلي عن القيام بأي عمليات هجومية في سورية او لبنان ، حسب خبراء غربيين يتابعون تحركات إيران في سورية ولبنان.
3 تصريحات قائد الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يوئيل ستريك، Yoel Strick، خلال الجولة المشتركة نفسها مع إيزنكوت يوم 18/11/2018 في الجولان، والتي قال فيها إن الجيش الإسرائيلي على علم بمخططات الجنرال سليماني القيام بنشر قوة من المقاتلين على حدود الجولان المحتل.
وتابع الجنرال ستريك قائلاً إن هؤلاء المقاتلين، البالغ عددهم حوالي ألفي رجل، يتمّ تدريبهم حالياً في منطقة درعا، ولَم يقم الجيش الإسرائيلي لا بقصف معسكرات تدريبهم ولا مراكز قيادتهم.
كما قال إن الجيش الإسرائيلي يتابع جهود حزب الله الهادفة لبناء بنية تحتية لـ «الإرهاب» في الجنوب السوري ولكننا الجيش الإسرائيلي لن نسمح بذلك…! لكن أقواله مرة أخرى لم تتبعها أفعال كما يقول ضباط أركان شاركوا في الجولة المذكورة أعلاه.
إنها المواجهة التي يرتعبون من مجرد ذكرها
فكيف بأحوالهم إذا اندلعت بوجههم…!
هذا جزء من بأسنا وجزء من رعبهم. والمخفي أعظم.
انتظروا قليلاً وستسمعون المزيد..!
بعدنا طيّبين، قولوا الله.
الوسومالجولان محمد صادق الحسيني
شاهد أيضاً
كتب محمد صادق الحسيني: الحشد الاستراتيجي الاميركي ضد الصين وروسيا وايران
على الرغم من سنواته الثمانين ، وتعثره المتواصل ، وما يعانيه الرئيس الاميركي ، جو …