(شارلي إيبدو) وصمة عار على جبين فرنسا…بقلم محمد الرصافي المقداد

عرفنا فيما مضى صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية بمواقفها العنصرية المتطرفة، حيث لم يردعها شيء عن انتهاك مقدسات المسلمين تحديدا، فتعددت اساءاتها للنبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله(1) ولو كان من بين ادارتها عاقل واحد لامتنع عن القيام بذلك، ولكن تبين ان طاقمها مجموعة من حثالات البشر، إن إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا وكان متوقعا أن يقع رد فعل ما من المسلمين فعمت المظاهرات عالمنا الاسلامي تنديدا بتلك المواقف والرسومات المسيئة لافضل وأقدس خلق الله(2) وانتهت في الاخير باقتحام أحد المسلمين لمقر الصحيفة وقتل من كان بداخله انتقاما من تلك الإساءات(3).

وليت ادارة الصحيفة ارتدعت عن غيها، وكفّت عن سخرياتها وإساءاتها بعقائد المسلمين، فتمادت في أعمالها العدوانية، دون رادع يمنعها من ذلك وزاد من غلوائها التصريحات التي جاءت على لسان الحكومة الفرنسية بأن ما تنشره الصحيفة يدخل تحت إطار حرية التعبير، التي تتمتع بها الصحف والرأي العام في فرنسا، وكأنّ الحرّية في بلد غربي تعنون بها زورا لا قيد لها، وهذا منتهى العدوان الفكري، الذي يمارسه الغرب عموما بما فيهم فرنسا.

سخرية الصحيفة البعيدة كل البعد عن الإنسانية، جاء في تعبيرها الفاشي عن الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب غربي تركيا وسوريا، ناشرة صورة كاريكاتورية رديئة، جاء فيها عنوان خبيث وقح( لا حاجة لإرسال دبابات)  فقد (صدم الكاريكاتير الذي نشرته الصحيفة الفرنسية الساخرة بتاريخ 7/2/2023 فيما يتعلق بزلزال الاثنين شبكات التواصل الاجتماعي. أثار رسم شارلي إيبدو، الذي شوهد أكثر من 12.5 مليون مرة، سيلًا من ردود الفعل المروعة، بل والصادمة. “مخزي”، “قذر”، “قذر”، “غبي”، “سخيف” أو حتى “مؤلم”، هل يمكن أن نقرأ في التعليقات. أجاب أوزنور كوجكر سيرين، الصحفي التركي الذي درس العلاقات الدولية في فرنسا: “عليك حقًا أن تتمتع ببعض الجرأة للقيام بذلك، بينما لا يزال هناك أطفال ينتظرون المساعدة تحت الأنقاض.)(4)

وعبّر العديد من مستخدمي الإنترنت عن غضبهم من المجلة، وأنّ ما نشرته تعليقا على آثار الزلزال  جردها من الإنسانية بالسخرية من كارثة إنسانية هزت العالم والدول التي سارعت للوصول إلى المنكوبين واستعادة رفات الضحايا، وإذ يؤكد في هذا الصدد أن حرية التعبير لا تبرر الإستهزاء بالمآسي، وأن شارلي إيبدو قد وصلت إلى ذروة الذوق السيئ، من المهم التأكيد على أن حرية التعبير هي حق أساسي في العديد من المجتمعات، بما في ذلك في فرنسا، ومع ذلك، هذا لا يعني أنه لا توجد حدود لهذه الحرية.(5)

قبل هذا التعبير السيء الذي أبدته الصحيفة، جدير بالذّكر أنها كانت نظمت مسابقة لاختيار كاريكاتور مسيء لقائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي، وقامت بنشرها على صفحاتها، مما اثار موجة من الاستياء الشعبي في إيران ولدى كل مؤمن بخط وليّ الفقيه، على تلك التصرفات الحاقدة، دون أن يحرّك ذلك ساكن الحكومة الفرنسية، بل رآه من رأى منها مندرجا في إطار حرية التعبير(6).

إنّ جملة السلوكيات التي يراها الساسة الغربيين جائزة وهي مساوئ ورذائل شيطانية لا تليق بالإنسان السّويّ الفطرة فضلا عن المسلم المؤمن بمبادئ دينه في مكارم الأخلاق وحسن السيرة، هي ثقافة تفسّخيّة تعمل على شيطنة البشرية، والذّهاب بها بعيد عن المنهج الإلهي، في الحفاظ على القيم التي جاء بها الأنبياء عليهم السلام، واستكملها النبي الخاتم صلى الله عليه وآله، بقوله: (إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)(7) وهما حالوت دول الغرب بافكارها البائسة ومخططاتها الخبيثة فصلنا عن مجموع قيمنا، فلن تفلح في زحزحتنا عن هذا النهج الربّاني السويّ، ولن يغترّ بدعواتها الفاسدة، سوى من استدرجته إلى زيفها، فصدّق ما جاء فيها من أباطيل.

خلاصة القول أنّ ما جاءت به الصحيفة، المعروفة بتطرفها وعنصريتها وشذوذها، يُعتبر وصمة عار على جبين فرنسا حكومة وشعبا، وفيما يستمر الغرب بوسائله الإعلامية المتفسّخة من كل قيمة، وأساليبه السياسية الخبيثة، في الإساءة والمتعمدة وتشويه مقدّسات المسلمين، والتهكّم على شخصياتهم المحترمة

، إمعانا من دوله في التعبير حقيقة عما يضمرون للإسلام وأهله، من حقد وعداوة لا حدود لها، تستمرّ حركة الشعوب الإسلامية في العودة إلى دينها والتمسك به بكل قوّة، كحلّ لا بديل له، في مواجهة مخططات الدول الغربية، الرامية إلى إضعاف عاطفة الشعوب الإسلامية تجاه دينها ومقدساتها، بعد أن أمكنها تمرير ثقافتها المتحرّرة من القيم الدينية والأعراف الإنسانية الصالحة.

 المراجع

1 – القصة الكاملة لرسوم شارلي إيبدو المسيئة للرسول: تجاوزات بحثا عن المال

https://www.elwatannews.com/news/details/4968971

2 – تنديد رسمي عربي وإسلامي بنشر الرسوم المسيئة

https://www.aljazeera.net/news/reportsandinterviews/2015/1/17

3 – الهجوم على صحيفة شارلي إبدو

https://ar.wikipedia.org/wiki/

4 – “Immonde», «à gerber», «honteux»: Charlie Hebdo embrase le web

https://amp-20min-ch.cdn.ampproject.org/v/s/amp.20min.ch/fr/story/immonde-a-gerber-honteux-charlie-hebdo-embrase-le-web -439142402942

5 – Séisme en Turquie et Syrie : la caricature inhumaine de Charlie Hebdo

https://www.algerie360.com/seisme-en-turquie-et-syrie-la-caricature-inhumaine-de-charlie-hebdo/

6 – الخارجية الإيرانية تستدعي السفير الفرنسي على خلفية رسوم كاريكاتورية مسيئة للقيادة الإيرانية

https://arabic.rt.com/world/1423024-

7 – مختصر المقاصد ص184 / بحار الانوار المجلسي ج68ص382