الأربعاء , 18 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

شاعر لبناني: الكلمة هي الحصن الحصين لنا ولأجيالنا القادمة

أكد الكاتب والشاعر العاملي الدكتور علي خليل الحاج علي، على أهمية جائزة فلسطين العالمية للآداب التي إنعقدت مؤخراً في بيروت بحضور دولي واسع، وقال: إن الكلمةُ أكثرُ مضاءً من السيف، بالسيفِ تقتلُ عدداً من الناس لكن بالكلمةِ تقتلُ أمةً أو تًحيِ أمةً والشواهدُ كثيرةٌ.

وعن اهمية النشاطات الأدبية أو الفعاليات التي تُجرى لمواجهة الهجمةِ التي تستهدف ساحاتنا العربية، قال الشاعر اللبناني في معرض إشارته الى خطورة المرحلة الراهنة من ناحية الهجمة الناعمة التي تتعرض لها المنطقة: من خلال طروحاتٍ تكادُ تكونُ قاتلةً ومدمرةً لقيمنا بطرحِ قيمِ جديدةٍ برؤىً تتناسبُ مع المشروع الصهيوني الإستيطاني الذي اغتصب فلسطين، ويعملُ جاهداً على اغتصاب كلِّ العرب من خلالِ طروحاتهِ التي تتناقضُ مع قيمنا وتاريخنا، هذا الإغتصاب الجديد هو اغتصابُ العقول وهذا أخطر من الإغتصاب الأول لأنهُ يستهدفُ العقول والنفوس ولو على مراحل، وأيضاُ ولو على المدى البعيد من أجلِ الوصولِ لشرعنةِ وقوننة وجود (إسرائيل) المغتصبةِ الإستيطانيةِ، وبذلك يربحون المعركةَ بدون حروبٍ عسكريةٍ، وقد لجأوا في الفترةِ الاخيرةِ للعبةِ الحصار الإقتصادي والعقوبات لإرهاق مجتمعاتنا المقاومةِ التي ترفض التطبيع مع الكيان الغاصب مترافقاً هذا الحصار مع حملةٍ إعلاميةٍ ضخمةٍ فيها الترغيب والترهيب.

وأضاف مشيراً الى سياسة العدو في الحرب الناعمة ضد محور المقاومة: كما نعلم لهم سيطرة قويةٌ على الإعلامِ على أمتداد الكرةِ الأرضيةِ وسيطرةٌ على البث الفضائي الذي يتحكمون من خلالهِ على وسائل التواصل، وهم كذلك يملكون السيطرة على حركة المال ويملكون القوة العسكرية الطاغية، التي تساندُ هيمنتهم المادية والإعلامية، وللأسفِ معظمُ الدول العربية منخرطةٌ مع أمريكا (واسرائيل) في هذا التوجه، لذا نقول إنّ الأدوات الناعمة والصلبة هي أدوات في معظمها عربيةٌ، وقد استطاعوا تسخيرها عبر سلسلةِ عملياتٍ عُمرها من عُمر الكيان الغاصب، وهم ماضون وبشراسةٍ في مشروعهم.

وأكمل: في المقابل هناك جبهة محورِ المقاومةِ التي لا زالت لليومِ تُبلي بلاءً حسناً بمواجهةِ هذه الهجمةِ الشرسةِ، التي تستهدف بمضمونها كل العالم العربي وليس فلسطين فقط، ومن اسلحتهم كما ذكرنا سلاح الإعلام الذي يهاجم العقول ومن خلاله يزرعون في العقول (فيروسات) تُدمرُ قيمنا الإسلامية والقومية، وفي الحروب وفي كُلّ المعاركِ المنطق يقول على المتحاربين أن يستعملوا نفس السلاح أو الأدوات في المواجهةِ، لذا علينا أن نكون جاهزين وحاضرين بقوّةٍ في ميدان الإعلام، بالكلمةِ الهادفةِ وبالصورةِ المدروسةِ من خلال المرئي والمسموع شعراً ونثراً وأناشيد وأغاني ومسرح، الكلمةُ أكثرُ مضاءً من السيف بالسيفِ تقتلُ عدداً من الناس لكن بالكلمةِ تقتلُ أمةً أو تًحيِ أمةً والشواهدُ كثيرةٌ، وأهمها الصراع الذي خاضهُ الرسول الأكرم مع كفارِ قريش لقد كان سلاحهُ الكلمة، والعرب يقولون الحربُ أوّلها الكلام وفي حالتنا ونحنُ نتعرضُ لهجمةٍ شرسةٍ من أعتى القوى في العالم والتي تستهدفنا ليس في فلسطين فقط بل تستهدفُ الأمة العربية بكاملها، ما بين احتلالٍ مباشرٍ وبين هيمنةٍ كاملةٍ على كلِّ أوجهِ الحياة هذا يعني تبعية كاملةً، وهذا واضح من خلال خريطة الهجمةِ ونوعيتها ومدتها.

واستطرد موضحاً: نحنُ الأمة الوحيدة على وجهِ الأرض التي لا زالت ومنذُ عقودٍ في حالةِ هيجانٍ أوجدهُ الغربُ المتصهين، كلُ الأممِ مستقرةٌ إلا أمة العرب، لماذا؟ لأنهم يريدون ما عندنا فوق الأرض وتحت الأرض من خاماتٍ طبيعيةٍ، وكذلكٍ السيطرة على الممرات البحريةِ وما عندنا من ممراتٍ هي الاهمُ في العالم، لذا عليهم أن يسلخوننا عن قيمنا بتغيير مفاهيمنا، ولا يتم ذلك إلا بغسلِ أدمغتنا وإن سُلخنا عن قيمنا ومبادئنا سنهزمُ للأبد ،،، ولنُحافظَ على هذه القيم علينا ان نواجههم بكلِ ما نملك من فكرٍ وتراثٍ حضاريٍّ كنّا قد خرجنا بهِ مع الرسول الأكرم والمسلمون الأوائل، لهذا يجب أن نُسخرَ كلَّ الأقلام وأن نتحوّلَ لخليةِ نحلٍ لا تهدأ.

وبينما تساءل الدكتور علي خليل الحاج علي عن اهميةُ المواجهة الفكريةِ في هذا البحر الهائج، في إشارة الى جائزة فلسطين العالمية للآداب، تابع موضحاً: جوابي هو أنّ الصراع أيُّ صراعٍ في العالم مالم يكن محصناً بعقيدةٍ يسقط عند أوّلِ مواجهة، العقيدةُ تُجسدُها الكلمة، والكلمة هي الحصن الحصين لنا ولأجيالنا القادمة، ولنعلم أنّ البندقية لا تنتصر إذا لم تكن منطلقةً من فكرٍ وعقيدةٍ، من هنا نقول أن الإعلام سلاحٌ فتاكٌ والإعلام ليس نقل الخبر فقط، الإعلام عمليةٌ متكاملةٌ يتداخل فيها الشعرُ والأدبُ والمسرح والمرئي والمسموع وكلّ انواع الفنون.

شاهد أيضاً

ارزة لبنان…. تعانق زيتون فلسطين…بقلم ميلاد عمر المزوغي

ما يجري على الساحة العربية مخطط له منذ عقود, فأمريكا كانت تحارب حلف وارسو الذي …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024