#الناشط_السياسي محمد إبراهمي |
الوضع المعقد الذي تشهده الشقيقة ليبيا هو نتيجة أجندة الخارج وهشاشة الداخل وعجز الدول العربية عن حمايتها واكتفائها بدور الوساطات دون خلق قوة ردع عربية لحمايتها وتمهيد الطريق أمام حل سياسي، للتوصل إلى تسوية شاملة للوضع في ليبيا بأبعاده الأمنية والسياسية والاقتصادية والإنسانية.
في تسليط الضوء على حقيقة الصراع الإقليمي الدائر في ليبيا وتأثير ذلك على السلم والأمن الإقليمي. كما الإصطفافات في صراع المحاور في ليبيا تكشف الأهداف الحقيقية للدول الإقليمية و الدولية المشاركة في هذا الصراع، سواء بطريقة مباشرة أم غير مباشرة. إضافة إلى ذلك الأساليب التي تستخدمها القوي الخارجية ، ومن تلك الأساليب تغذية الصراع من خلال دعم أطراف النزاع، و بالتالي أصبح العنف هو الوسيلة الوحيدة لبعض القوى لتحقيق أهدافها الاستراتيجية والاقتصادية والأيديولوجية،
وقد تحولت ليبيا إلى ساحة قتال شرس بين طرفين رئيسيين تدعم كلا منهما دول إقليمية ودولية وهي ( الإمارات ومصر وروسيا وفرنسا) المصطفة في صف حفتر في مقابل ( تركيا وقطر وإيطاليا ) المساندة لقوات الوفاق التي تحظى باعتراف دولي. ورغم الحظر المفروض على شحن الأسلحة إلى ليبيا والدعوات إلى وقف التدخل الخارجي و رفض الدول المتدخلة تدخلها في الشأن الليبي إلا أن رقعة المعارك بين كل هؤلاء الفاعلين تزداد حجما ما يصعب الطريق إلى الحل السياسي المنشود ويبدو انه لا يوجد حل جذري في الأفق القريب..
الملف الليبي لايزال رهين التجاذب السياسي في تونس
بعد ان أسقط مجلس النواب مشروع لائحة تقدمت به كتلة الحزب الدستوري الحر، تنص على رفض البرلمان التدخل الخارجي في ليبيا ومناهضته تشكيل قاعدة لوجستية على الأراضي التونسية، بعد رفض غالبية الكتل ما جاء في مضمون اللائحة الذي وصفته بأنه اصطف مع دول على حساب دول أخرى. والمفروض أن يكون الأساس في بناء المواقف السياسية والديبلوماسية هو مصلحة البلاد وسيادتها واستقلالها و المرجعية الديمقراطية في تحديد موقفها من صراع المحاور القائم في الشقيقة ليبيا و خصوصا حول التدخل الخارجي في الشأن الليبي، و لا يصح أن يبرز في تونس انقسام عميق في قضية دولة هي أكثر من دولة جارة إذ هي الجار الشقيق و لا يليق ذلك بتونس ولا يساعد ليبيا في تجاوز صعابها و أزمتها الراهنة..
على إثر التجاذبات السياسية الضيقة حول الملف الليبي و التدخل العسكري لابد من تحديد موقف واضح و تدخل ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻭﺑﺼﻔﺘﻪ ﺍﻟﻀﺎﻣﻦ ﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﺗﺮﺍﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻭﺍﺿﺢ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، وبغض النظر عن من إصطف مع من، يبقى القرار الصائب و السلمي و السليم هو رفض أي تدخل عسكري أجنبى في ليبيا..
ولا شك في أن أي تدخل عسكري أجنبي ستكون عواقبه وخيمة على الشقيقة ليبيا و حتى إقليما ودوليا.. في مقابل ذلك ظلت القوى العربية في سبات عميق وتنظر في أغلب الأحيان بعين الإعجاب لتلك التحالفات التي يقودها الغرب.. هل تنتظر القوى الإقليمية و الدولية سقوط ليبيا في مربع الفوضى والحرب الأهلية و تكتفي بالإستنكار و التنديد؟ و متى تستعيد الشعوب العربية شعورها بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟ و متى ﺗﻨﺠﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻤﺔ ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻷﻣﺔ العربية.. ؟و هل إتفق العرب ان لا يتفقوا؟