في رايي ان رأس السنة هذه المرة لن يكون مجرد ايذان ببدء عام جديد ؛ بل ربما مرحلة جديدة وحقبة جديدة تقود الى تغيير جذري على مستوى العالم ككل . فمن حيث المعطيات لدينا ما يلي:
1- رئيس امريكي مهووس بالسلطة وقد يتسبب في صراع داخلي يؤثر على مستقبل امريكيا ودورها كمهيمن على القرار الدولي.
2- رئيس وزراء اسرائيلي مستعد لفعل اي شيء وكل شيء من اجل البقاء في السلطة لدرجة ان خرجت دعوات في اسرائيل لتجنب الوصول الى حرب اهلية . والرئيسان ترامب ونتنياهو صارا اقرب الى الشخصية الديكتاتورية التي تحكم معظم دول العالم الثالث.
3- رئيس اكبر دولة عربية اقرب الى الدمية وقد اقدم على تنازلات استراتيجية لا يمكن لاي مصري القبول بها مثل التنازل عن مضائق تيران وجزر صنافير وصولا الى تأييد مشروع النقل الاسرائيلي الاماراتي حيفا – العين ما يعني تراجع اهمية قناة السويس ومصر كرابط بين الغرب والشرق اضافة الى سد النهضة الذي يهدد تدفق الدم في شريان مصر ( النيل ).
4- ولي عهد السعودية وملكها القادم وهو شخصية سايكوباتية على شوية جنون عظمة جاهز للتنازل حتى عن مكة من اجل ضمان كرسي العرش لاربعين او خمسين سنة . طبعا خلال هذه الفترة لن يتبقى هناك دولة اسمها السعودية.
5- امراء خليجيون في الامارات والبحرين وقطر وعمان والكويت اقرب الى ملوك الطوائف في الاندلس يبيعون كل شيء ويتحالفون مع اي احد في معارك بينية لا هدف لها ولا جدوى منها.
6- تدمير العراق وسوريا وليبيا كدول ذات ثقل بشري وجيوسياسي واقتصادي على مستوى الاقليم ، ما يترك الساحة مفتوحة امام المزيد من التفتت والاقتتال الداخلي .
7- نظام ايراني عقائدي يتعرض للتصفية والخنق من خلال العقوبات والتضييق ؛ ما يدفعه لفعل اي شيء للحفاظ على بقائه.
8- نظام تركي مغامر يتنقل من معركة الى اخرى ومن جبهة الى جبهة لا يترك نزاعا الا وينخرط فيه بحثا عن طموحات توسعية قد تؤدي الى حروب لا يعرف مدى اتساعها مستقبلا.
9- تحفز روسي صيني في مواجهة لا تعرف حدودها او حتى طبيعة الاسلحة التي قد تستخدم فيها مع الولايات المتحدة . حروب الجيل الخامس ، قد يكون فيروس كورونا مجرد بروفا تمهيدية لما يمكن للتنين ان يفعله مستقبلا.
كل هذه المعطيات في خضم صراع محتدم على المصالح الاستراتيجية ووباء ينخر اسس النظام الدولي وازمة اقتصادية عالمية تلوح في الأفق؛ قد تجعل العام القادم عام الطحن والسحق وربما انهيار اركان النظام الدولي الحالي ومؤسساته بدء من الامم المتحدة وحتى اخر سمسار في وول ستريت.
فهل حقا سنحتفل بعام ميلادي جديد ام بميلاد حقبة تاريخية ونظام عالمي مختلف تماما عن هذا الذي عرفناه حتى الامس ؟؟؟. هذا طبعا في حال كنا محظوظين كي نحتفل اصلا .