ثلاثة احداث متزامنة شهدتها المنطقة الاول : الاعتداء على ناقلة النفط الايراني في البحر الاحمر قبالة ميناء جدة السعودي واحداث اضرار فيها والثاني : اعلان البيت الابيض ارسال قوات امريكية اضافية الى السعودية بذريعة حمايتها والثالث :زيارة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لطهران مع الحديث عن وساطة باكستانية بين ايران والسعودية .
كيف يمكن الربط بين هذه الاحداث والى ماذا تؤدي في مضامينها وتوقيتها خصوصا اذا ما نظرنا للهجوم العسكري التركي على الشمال الشرقي لسورية .
ماجرى لناقلة النفط الايرانية هو عمل مخطط ومدروس وهناك من يحاول من خلاله توتير اوضاع المنطقة والحيلولة دون حصول التهدئة خاصة وان ايران استبقت زيارة رئيس الوزراء الباكستاني لتذكر بمبادرتها للسلام الاقليمي وانها مستعدة لمد يد الاخوة للجميع , وبالفعل فقد حذرت أوساط إيرانية من وجود أياد خفية تعمل على إفشال أي محاولة لخفض التوتر في منطقة الخليج الفارسي ، بينما اتهم آخرون الكيان الصهيوني بالوقوف وراء حادث استهداف الناقلة الإيرانية سابيتي.
فعشية زيارة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى طهران بهدف خفض حدة التوتر مع الرياض، تعرضت ناقلة النفط الإيرانية إلى هجوم مزدوج أصاب هيكلها وبعض مخازنها على بعد 60 ميلا من ميناء جدة السعودي، وهو ما وصفته طهران بالعمل الخطير.
وبينما أعلنت وسائل الاعلام في طهران ان عمران خان يقوم بزيارته هذه لمتابعة الوساطة التي يقوم بها بين طهران والرياض،كما ان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي اكد هو الاخر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طلب رسميا من عمران خان التوسط لعقد محادثات مع الطرف الإيراني.
وقد اعتبر الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني البارز حشمت الله فلاحت بيشه أن الهجوم على الناقلة الإيرانية مشبوه للغاية، مشيرا إلى أن الحادثة جاءت عشية الوساطة الباكستانية بعد مواقف بناءة عبّر عنها الجانبان الإيراني والسعودي لخفض حدة التوتر.
ومع وقوع هذه الحادثة المشبوهة على الناقلة سابيتي جاء الموقف الامريكي ليكشف الكثير من الالغام المزروعة في المنطقة حيث اعلنت واشنطن ارسال قوات اضافية للرياض كما ان ترامب اعلن ان بلاده سترسل مزيدا من الجنود للسعودية لمساعدتها مؤكدا ان الرياض وافقت على دفع مستحقات هذه الحماية.
اذن هناك طرف او اطراف لاتريد اي استقرار في المنطقة وهي تبحث دائما عن اثارات وتوترات لاستغلالها لاستحلاب دول المنطقة وتمرير اجنداتها ومصالحها على حساب هذه البلدان والا لماذا جاءت الموافقة الامريكية على حماية النظام السعودي بعد ان تخلت واشنطن عن حلفائها الاكراد في سورية , ولماذا تزامن الموقف مع التحرك الباكستاني لراب الصدع بين طهران والرياض , والسؤال الاهم هل فعلا الرياض جادة في هكذا وساطات ام انها تحاول استثمار الوقت لصالحها خاصة وان بعض وسائل الاعلام كشفت مؤخرا عن مراوغة سعودية بخصوص محاولتها توسيط رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي الذي خططت لاسقاط حكومته من خلال اشغاله بالزيارة للرياض بذريعة رغبتها التوسط بينها وبين طهران ولولا افتضاح هذه المحاولة من خلال المخابرات العراقية لكانت اوضاع المنطقة قد اخذت بعدا جديدا وخطيرا , وبالتالي فلايمكن التعويل على الموقف او الخطاب السعودي الذي هو بالمحصلة مرتهن للامريكان وللقوى الاخرى التي تصوغه وتتعهده من اجل خلط اوراق المنطقة والقفز على الحقائق القائمة .