ليس مستغرباً موقف المستوطنين من جرائم جيش كيانهم، مثل عمليات اغتيال الشهداء القادة في سرايا القدس، بالأمس الثلاثاء. فهم بالرغم من كل اعتراضاتهم على حكومة بنيامين نتنياهو، أو على وزرائه من اليمين المتطرف، أو على مشروعه للإصلاح القضائي، تراهم يتوحدون في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية، أو خلال قيام جيشهم وأجهزة أمن واستخبارات كيانهم بأي جريمة واعتداء.
وهذا ما حصل بالأمس، حيث نشرت القناة 13 في الكيان المؤقت، رسالة اعتذار وتوضيح، بعد أن ظهر في النشرة الرئيسية لها عنوان: “بموافقة رئيس الوزراء: قُتل نساء وأطفال في الهجوم الليلي على غزة”.
هذه الحادثة، أدّت الى تأثر تصنيف القناة من بين القنوات الأخرى في المتابعة، بحيث انخفضت إلى 6%، هي نسبة تقلّ عن أفشل قناة إسرائيلية وهي القناة 14. لذلك أصدرت القناة اعتذاراً لتلافي ما حصل، فجاء في بيانها: “العنوان الذي ظهر في النشرة الرئيسية تمت صياغته بشكل غير لائق وبطريقة غير صحيحة ومضللة، نعتذر لمشاهدينا على ذلك”.
تصريحات قادة المعارضة
واللافت أيضاً، تصريحات قادة ومسؤولي المعارضة، بحيث كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن زعيم المعارضة يائير لابيد سيلتقي برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في جلسة إحاطة أمنية اليوم. فيما هنّأت المعارضة قيادة جيش الاحتلال بعملية اغتيال القادة الشهداء لسرايا القدس، وأضاف لابيد بأن “التنظيمات في غزة تعلم أن أجهزة المخابرات والقوى الأمنية تتابع كل تحركاتها، وسيتم تصفيةُ الحساب معها، والردُ الإسرائيلي القوي في المكان والزمان المناسبين لنا هو السبيل للتعامل مع المقاومة في غزة”.
أمّا زعيم رئيس ما يسمى بالمعسكر الوطني بيني غانتس فقد قال بأن “أعداءنا أخطأوا في تقييمهم للوضع، أرحب بالعملية المهمة في غزة، وأدعو للحفاظ على السياسة الهجومية، وسنقدم الدعم الكامل للجيش”.
وفي السياق نفسه، طالب زعيم حزب اسرائيل بيتنا “أفيغدور ليبرمان” حكومة نتنياهو بتحويل مليارات الشواقل لحماية المنازل والبنية التحتية في الجنوب والشمال، خشية تعرضها للصواريخ، مطالباً باستهداف قادة حماس كما الجهاد الإسلامي، لأنه بحسب ليبرمان إذا كان الجهاد مصدر إزعاج، فإن حماس مصدر تهديد، مضيفاً بأن “من يطلق النار علينا في الجنوب والشمال هي حماس، ومن يوجه النشاط المسلح في الضفة الغربية هي حماس”.
والمقاومة الفلسطينية أيضاً موحّدة قولاً وفعلاً
وفي المقابل، أكّدت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، على أنها موحّدةً من خلال المواقف وكذلك الإجراءات الميدانية، بحيث تحركت جبهة الضفة بالرد الأولي، بينما كان قطاع غزة يعمل وفقاً لأسلوب “الصمت الإستراتيجي”، الذي أربك حسابات الكيان، إلى حين الردّ الذي حصل اليوم. وحول هذا الرد، ستعلن غرفة العمليات المشتركة تفاصيل مرحلة الرد على العدوان، والتي ستشهد تطورات أولى من نوعها.
كما أن هناك العديد من المؤشرات على نجاح فصائل المقاومة بالردّ الذي حصل من خلال:
1)تثبيت الوحدة ميدانياً، بحيث عجزت طائرات استطلاع الكيان طوال فترة ما بعد عملية الاغتيال من رصد واستهداف أي مجموعة للمقاومة، أو استفزاز الفصائل والمجموعات الأخرى، وهذا ما يدلّ على إدارة الميدان بحكمة ومسؤولية عالية، من خلال غرفة العمليات المشتركة.
2)عجز منظومة القبة الحديدية عن اعتراض الكثير من صواريخ المقاومة، خاصة ذو النوع الثقيل الذي أصاب أهدافاً في تل أبيب وما بعدها.
3)الارتباك والذعر الواضح والمستمر لدى أوساط الكيان السياسية والإعلامية.