لم تعد مقبولة ولا محتملة ممارسات واشنطن تجاه بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بعد أن تجاوزت الخطوط الحمراء في قواعد التعامل الدبلوماسي الدولي وفي انتهاك ميثاق المنظمة الدولية وصكوكها المرعية، وباتت تحجب تأشيرات الدخول عن وفود هذه الدولة أو تلك وتفرض قيوداً وتقييدات، حيث أضحى مقر المنظمة الدولية في نيويورك بمثابة سجن للعديد من وفود الدول.
وكشفت مجريات الدورة الـ74 الحالية للأمم المتحدة عن تصرفات غريبة ولا قانونية للسلطات الأمريكية إزاء بعض الدول، فقد منعت عدداً من الدبلوماسيين الروس من دخول أراضي الولايات المتحدة لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وطال القرار العشرات من موظفي وزارة الخارجية، ورئيسي لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي الدوما والاتحاد، والمدير العام لمؤسسة «روس كوسموس» ومعظمهم شارك سابقاً في اجتماعات عقدت تحت قبة الأمم المتحدة.
وكانت واشنطن قد تلكأت حتى اللحظة الأخيرة في إعطاء الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته تأشيرات دخول إلى نيويورك، وامتنع الرئيس الفنزويلي مادورو عن الحضور لعلمه أن الإدارة الأمريكية لن تعطيه التأشيرة وفي تصرف أرعن وغير إنساني منعت السلطات الأمريكية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من زيارة سفير بلاده الذي يعالج من مرض السرطان في أحد المشافي على بعد أمتار من إقامة الوزير في نيويورك.
أمام هذه التصرفات الهوجاء وعلى خلفية منع الولايات المتحدة، للدبلوماسيين الروس من حضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: سنضطر على ما يبدو لطرح مسألة مقر الأمم المتحدة عموماً للنقاش، مضيفاً: إن اقتراح الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين إقامة مقرها في مدينة سوتشي جنوب روسيا، كان مبادرة صائبة وبعيدة النظر.
وفعلاً على مدى 74 عاماً عانت كثير من الدول من التحكم الأمريكي بمكان الأمم المتحدة وقامت واشنطن بأفعال فظة ومشينة تجاه وفود عديدة ولم تحترم المواثيق الدولية مستغلة وجود المقر على أراضيها، وقد آن الأوان لنقله إلى دولة أخرى وفك حبس المنظمة الدولية من الطغيان الأمريكي السافر.
tu.saqr@gmail.com