الناشط السياسي محمد إبراهمي |
أرى ان المساعدات التي أقرتها الحكومة لإعانة العائلات المعوزة ومحدودة الدخل في ظل الظروف الإستثنائية التي تعيشها البلاد وحالة الحجر الصحي العام الذي تم إقراره توقيا من فيروس “كورونا” المستجد، قد أثار حفيظة العديد من الأطراف التي سارعت إلى إتهام الحكومة ووزارة الشؤون الإجتماعية.. يراها البعض كسرا للحجر الصحي ولكنهم لا يرون معاناة الفئات الإجتماعية الهشة، هم بحاجة لحلول سريعة وعاجلة جراء البطالة بسبب تداعيات أزمة كورونا٠٠
أولا لست هنا لأدافع على الحكومة أو لألقي بلومي على الشعب لعدم إحترامه للحجر الصحي وخاصة وان هذه الفئة بالذات هي في أحوج الظروف من أي وقت مضى للمساعدات الإجتماعية الظرفية الإستثنائية.
و بالتالي نحن نحتاج لطرح حلول على الحكومة وطرح طرق و إجراءات إستثنائية تقي الشعب من التجمعات والإكتضاظ امام مكاتب البريد، وفي نفس الوقت تتمتع الفئات المعنية بمستحقاتها وليس بالوقت المناسب لمحاسبة الحكومة او الدولة على هذه الإجراءات السريعة والعاجلة لمعالجة الأزمة الإجتماعية جراء الأزمة الوبائية، وبالتالي لا يمكن ان نحارب كورونا فقط و ننسى او نتناسى محاربة الفقر الذي قد يؤدي إلى حالة غليان شعبي وربما يدفع إلى كسر الحجر الصحي، وبالتأكيد هذه الإجراءات كانت بالسرعة الكافية لتقينا من قنبلة ستنفجر في اي وقت، و دورنا الآن لنضع أيدينا بيد الحكومة للخروج بالبلاد من عنق الزجاجة ومن جائحة كورونا ونخرج بالوطن لشاطئ الأمان و عندها يأتي دورنا لنراقب الحكومة و ننقدها و نتابع ادائها ،
بعيدا عن أي اعتبارات واي مصالح، حكومة الفخفاخ في الوقت الحالي تسير في الطريق الصحيح الذي يساهم في إنقاذ البلاد والعباد من وحش فيروس كورونا ، وقد قدمت إقتراحات واضحة وجريئة و هامة تستوجب الدعم من كل الأطياف السياسية و المجتمعية..
في الحقيقة أرى الكثير من الأسئلة و الإتهامات ولا أرى حلولا جذرية في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد لوحدة وطنية صماء، لابد أيضا من حالة وعي من الشعب بخطورة الوضع و الإلتزام بالتعليمات الوقائية و تجنب التجمعات والتدافع امام مكاتب البريد، وكذلك لابد أيضا من تدخل المنظمات والجمعيات و الأحزاب للتحسيس ومعاضدة مجهودات الدولة ودورهم في التنظيم و المراقبة امام الأماكن المتواجدة فيها التجمعات،
ضروري جدا وضع إجراءات تمنع التجمعات و تقي من العدوى في ظل الإكتضاظ امام مكاتب البريد و إقامة الحواجز أمام الأماكن المعنية بالتجمعات لفرض اجراءات الوقاية، و أدعو مختلف الأحزاب و المنظمات الوطنية و الجمعيات للمزيد من التحسيس والوقاية و المراقبة لمعاضدة مجهودات الدولة في مواجهة و التصدي لهذا العدو المشترك ،
نحن اليوم أمام معركة موحدة و لندع السياسة جانبا و نعمل جميعا لمصلحة البلاد و إستقرارها ٠
ان الوطن و الشعب فوق كل إعتبار لا للخلافات و لا للإختلاف، كلنا في مركب واحد فاتقوا الله في البلاد و العباد