في الخامس والعشرين من شهر جوان 2006 نفّذت الفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية، كتائب القسّام، ألوية الناصر صلاح الدين، ومجموعات جيش الإسلام عملية إغارة والأسر ضد موقع الإسناد والحماية التابع لجيش الاحتلال عند معبر “كرم أبو سالم” جنوب قطاع غزّة، أدّت العملية الى أسر الجندي جلعاد شاليط ودخول الساحة الفلسطينية مرحلة جديدة من الصراع ضد الاحتلال حمل العديد من التداعيات.
أطلق على العملية اسم “الوهم المتبدّد” وقد اختارت حركة حماس هذا الاسم لأن العملية “بددت وهم الصهاينة بتحقيق الانتصارات وأربكت حسابات الاحتلال وأكدت على هشاشة أمنه”. من خلال أسر الجندي تمكّنت حماس بعد فترات طويلة من المفاوضات غير المباشرة وعبر الوسطاء الى إجبار الاحتلال على تنفيذ صفقة تبادل حملت اسم “وفاء الاحرار”. وقد أطلق الاحتلال بموجبها سراح أكثر من 1000 فلسطيني أسير بينهم أصحاب الأحكام الصعبة والمؤبدات وقادة من مختلف الفصائل.
من ناحية ثانية، كانت العملية فرصة لتطوير هيكلية كتائب القسّام لتشمل وحدة جديدة هي “وحدة الظل” مهمتها تأمين حماية أمنية لجنود الاحتلال الأسرى الى حين إتمام صفقات التبادل. لكنّ البُعد الاستراتيجي الذي مثّلته هذه العملية الى تحوّل عمليات الأسر الى مسار لدى المقاومة الفلسطينية، فبعد 3 سنوات فقط من عملية التبادل، تمكّنت الكتائب القسّام من أسر 4 جنود، وهي تضع الأسرى وتحريرهم على رأس الأولويات.