المكابرة لا تُجدي صاحبها نفعاً سوى البعد عن الحقيقة والتوهان في دهاليز الشبهات ولابد من ذكر الحقيقة وإن لم تعجب البعض.
الكلام مع العقول التي تُفكر وتُدبر وتُحلل وتؤمن بالحقيقة وإن كانت مرّة بالنسبة لهم.
امريكا تحت ذريعة امنها القومي تأتي بجيوشها واساطيلها عبر ألوف الكيلومترات تُحارب في افغانستان والعراق وسوريا وتُحاصر فنزويلا وكوبا وإيران واليمن تقتل وتنهب وتبتز.
فلا أحدٌ يطرف له جفن لذلك.
السعودية والامارات وقطر والبحرين ترسل مئات الألوف من اخطر المجرمين لإسقاط الأنظمة
ولا منتقد لذلك.
تركيا تحتل مساحة بحجم النجف في شمال العراق، وأسست قواعد لها بحجة امنها القومي.
ثم عمدت إلى سوريا فهاجمتها وادخلت جيوشها واقتطعت مساحة بقدر بيروت بحجة امنها القومي.
مسعود برزاني اخطر رجل في المنطقة صادر ثلث مساحة العراق وسرق نفط كركوك والموصل ويقتطع 24 بالمائة من خزينة العراق ولا احد ينطق بحرف.
إيران ،،، لم تفعل ايٌ من ذلك…
ولكن ألا يحق لها ان تحافظ على أمنها القومي ضد الهجمة الشرسة عليها من قبل ثلاث أرباع العالم من الدول التي تُحاصرها وتخنقها ويُهددون امنها القومي كل يوم؟؟!
ندموا ولجؤوا إلى إيران
نبدأ من صدام حسين الذي حارب إيران ثمان سنوات وكان يطلق عليهم “الفرس المجوس” وأطلق على حربه معهم “القادسية” وهي إشارة إلى حرب عمر بن الخطاب ضد كسرى.
فاعتبرهم بذلك كفار
ولكن، بعد أن أنتهت الحرب عرف أن اصدقاء الأمس هم الأعداء الحقيقيين، وأن أعداء الأمس هم الاصدقاء.
فلجأ إلى إيران وأرسل ابنه قصي إلى ايران والتقى برفسنجاني.
ولما كانت إيران بلد مبادئ ولا تخون كلمتها، وافقت على حفظ اموال العراق واسلحته المهمة لكي لا تضربها أمريكا مع أن هذه الأسلحة نفسها كانت تضرب إيران.
وهكذا ارسل صدام امواله واسلحته وفتح الحدود مع إيران للتجارة والزيارة ثم خرج على العلن في التلفزيون العراقي ليقول: نحن والإيرانيين اخوة حاول الاعداء تحريضنا على قتال بعضنا البعض وأن إيران ليست سيئة.
ولم توافق إيران على مرور الصواريخ الأمريكية عبر اجوائها لضرب العراق.
وهكذا تكرر مسلسل الارتماء بحضن إيران.
فلجأ الأكراد إلى إيران عندما هاجمت داعش شمال العراق وطلب مسعود برزاني العون من إيران فجاء قاسم سليماني والحرس الثوري ودفعوا داعش عن أربيل.
وهكذا استنجدت قبلها بغداد ودمشق ولبنان ثم اليمن ثم لجأت السعودية إلى إيران بعد ان خذلتها امريكا .
ثم لجأت الإمارات وقبلها الكويت وقطر وأخيرا تركيا وآذربيجان، وعقدت روسيا والصين وفنزويلا والبرازيل اتفاقيات تجارية مهمة وامتنعت الهند عن الحرب الاقتصادية على إيران وذهب الفلسطينيون إلى إيران، وتوسلت أمريكا بإيران ولو باتصال هاتفي لحفظ مياه الوجه والقائمة تطول.
وابتلعت امريكا إهانة اسقاط افضل طائرة درون (تريتون) تجسسية لديها ولم تجرأ على الرد.
وقبلها انزل الجيش الإيراني طائرة آر كيو-170 الأمريكية ثم قام بصناعة عشرات النسخ منها، ولم تفتح امريكا فمها بكلمة.
وابتلعت السعودية ضرب ارامكو وانقطع ربع انتاجها النفطي ولم تنطق بحرف.
وابتعلت الامارات حرق ناقلاتها وضرب موانئها وخرس لسان محمد بن زايد.
وابتلعت بريطانيا الاستيلاء على ناقلة نفطها العملاقة .
وسكتت إسرائيل على ضرب الصواريخ الايرانية لقواعدها في أربيل وشمال إسرائيل وفي الجولان ردا على قصف إسرائيل للقواعد الإيرانية في سوريا، ولم تجرأ إسرائيل على الرد.
ولا زال الاسرى الأمريكيون منذ سنوات في السجون الإيرانية ولم تجرأ امريكا المطالبة بهم.
وتم إعدام الجاسوس الأمريكي وسكتت أمريكا.
أما الحمقى.
فهم يحملون الحقد على إيران لسببين،
إما طائفيين حمقى نواصب بغضا منهم للشيعة.
او الهمج الرعاع المخدوعين والذين ينعقون مع كل ناعق او ممن باع ضميره بأبخس الأثمان وجعل من تمزيق الآخرين تجارة.
ولكن إيران وصلت إلى مرحلة الاقمار الصناعية فصنعت اقمار ( والفجر، وأميد، ورصد بمحرك شركة سمند) وكذلك تقدمت في مجال التصنيع النووي والصاروخي واكتفت ذاتيا من التجهيزات العسكرية وعلى رغم الحصار فإن إيران ارخص الدول المحيطة بها.
والسؤال هو: إلى أين وصل أعداء إيران؟
المقال ليس دفاعا عن إيران، بل هو استجلاء للوقائع والحقائق التي لا ينكرها عاقل.