اعتبر الكاتب الأمريكي ساري مقدسي أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تكشف حقيقة عارية “هي أن الناخب اليهودي يؤيد سياسات نتنياهو الممعنة في التطرف اليميني”.
ونبه مقدسي – في مقال نشرته صحيفة (لوس انجلوس تايمز) الأمريكية – إلى أن نتنياهو خاض حملته الانتخابية تحت شعار واضح العنصرية، متكاتفًا مع سياسيين مصرّحين عن رغبتهم في طرد الفلسطينيين من الدولة، ومتعهدًا بضم أجزاء من الضفة الغربية، على نحو كفيل بنسف حل الدولتين المتهالك بالأساس.
وقال الكاتب “إذن فإن ما يريده الناخب الإسرائيلي هو أمر واضح: مزيدٌ من التجريد للفلسطينيين؛ مزيدٌ من هدم البيوت؛ ومزيدٌ من حملات القصف العشوائي؛ ومزيدٌ من إطلاق النار على المتظاهرين؛ ومزيدٌ من المستوطنات؛ ومزيدٌ من القيود على غزة وعلى حياة الفلسطينيين بالعموم؛ وإمعانٌ في عدم المساواة بين اليهود وغير اليهود في إسرائيل والأراضي التي تبسط سيطرتها عليها”.
ولفت الكاتب إلى أن التكتل الذي قاده الجنرال المتقاعد بيني جانتس، لم يطرح في حملته الانتخابية ما يمكن اعتباره مغايرا لما طرحته حملة نتنياهو؛ فلقد اعتمدت حملة جانتس في دعايتها على سلسلة من المقاطع المصورة يتفاخر فيها الجنرال بعدد الفلسطينيين الذين قتلهم إبان خدمته، وبقصفه أجزاء من غزة وإعادتها إلى “العصر الحجري”، باستثناء مقطع واحد يقول فيه “ليس عارا أن نناضل من أجل السلام”.
وتابع: لم تكن ادعاءات القسوة التي روج لها الجنرال غانتس كافية لإقناع الناخب الإسرائيلي بالتحول عن نتنياهو صاحب الماضي الطويل في إخضاع الفلسطينيين والذي يزكيه لاستكمال ذات النهج في المستقبل.
ورصد الكاتب إعلان نتنياهو – في مارس المنصرم – أن إسرائيل “ليست دولة لكل مواطنيها، وإنما للشعب اليهودي وفقط”.
ونبه الكاتب الأمريكي إلى أن أدبيات القانون الدولي تشتمل على كلمة تصف تلك الحال التي تميز فيها الدولة بين مواطنيها على هذا النحو بـ “الأبارتهيد” أو سياسة الفصل العنصري.
وأكد الكاتب أن المستخلَص من الانتخابات الإسرائيلية هو أن حل الدولتين قد “مات”، وبقيتْ دولة واحدة عنصرية؛ فيها المستفيدون راضون عن حكومتها، أما الضحايا فساخطون متطلعون إلى شيء جديد: هو انتقال من دولة عنصرية إلى أخرى ديمقراطية يُعامَل الفلسطينيون فيها على أنهم مواطنون مساوون لليهود الإسرائيليين، وليس على أنهم همج مجردون من حقوقهم.