الخميس , 19 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

كتب الأستاذ بولبابه سالم: الدرس الايراني و خيبة ترامب

ايران تنتصر مجددا بعد تهديدات ترامب بمعاقبة الدول التي تستورد النفط الايراني و انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي .. الرد الايراني كان ذكيا من خلال التواصل مع بقية القوى الغربية التي رفضت قرار ترامب و التزمت اليوم بمواصل استيراد النفط و بالاتفاق النووي ،، لكن متى ؟ بعد ان قرر الحرس الثوري الايراني منع عبور ناقلات النفط من مضيق هرمز ،،، المصيبة ان ترامب دعا السعودية قبل اسبوع الى زيادة الانتاج لتعويض النفط الايراني في السوق العالمية والملك سلمان استجاب بسرعة .. اليوم ، و بعد مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي ، ايران تطالب الدول الغربية بالتعويض عن الضرر الذي لحقها بفعل تخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي باعتباره ملزما لكل الاطراف الموقعة عليه .

الفرس علموا العالم السياسة ، و ايران تدرك جيدا انزعاج اوروبا من ترامب الذي ضيّق الخناق على الشركات الغربية ، لذلك تسعى اوروبا الى خلق بدائل جديدة و ابرام اتفاقيات صناعية و فلاحية مع دول الجنوب ( مثلا مفاوضات التبادل الحر و الشامل مع تونس ،؛ الاليكا ) و غيرها من الدول. ايران استثمرت الغضب الاوروبي لوقف العقوبات الامريكية و تفعيل الاتفاق النووي .. الصفعة الاولى تلقتها السعودية التي وافقت على امر ترامب بتعويض النفط الايراني في السوق العالمية ،، و الهدية الايرانية كسبتها تركيا التي اعلن وزير الطاقة في انقرة عدم التزام بلاده بالقرار الامريكي و مواصلة استيراد النفط الايراني فيعلن وزير التجارة الايراني عن صفقة ضخمة مع تركيا ..ايران في انتصارات سياسية متتالية و لا تستغني على احد في السياسة و زار مبعوث روحاني رئيس دولتنا للغرض نفسه .. السياسة نتائج و انجازات .. معجب بالسياسة الايرانية و لم آكل الفستق الايراني و لا تسلمت الاوروات من السفارة لاني لست من رواد السفارات ،، لكني اسجل اعجابي دائما بنجاح الناجحين ، و أكره لطميات الفاشلين .

يقال ان الفرس هم الذين علموا العالم السياسة و ابدعوا لعبة الشطرنج وهاهم يمارسونها بذكاء ،، السياسة ليست عنتريات خطابية و تبهبير ، السياسة نتائج ..
من المفارقات العجيبة و وسط اختلاط الاوراق و تشابك الاهتمام بين المحلي و الدولي اجد نفسي استمع الى قاسم سليماني فتنتشي نفسي ، و اسمع احيانا بنت الحطاب او فاطمة المسدي فادعو لنفسي بالصبر ..
*كاتب و محلل سياسي

شاهد أيضاً

حرب من ضدّ من !؟

حين تسارع “محميات” الخليج، التي تنتشر على أراضيها وفي موانئها عشرات القواعد العسكرية الأمريكية والبريطانية …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024