الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

كلمة سماحة السيد نصر الله بذكرى استشهاد القائدين سليماني والمهندس

أعوذ باللَّه من الشَّيطان الرَّجيم، بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم، الحمد للَّه ربّ العالمين والصَّلاة والسَّلام ‏على سيّدنا ونبيّنا خاتم النبيّين أبي القاسم محمَّد بن عبداللَّه وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين وصحبه ‏الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. ‏

السَّلام عليكم جميعاً ورحمة اللَّه وبركاته.‏

قبل أن أَدخل إلى حديث المناسبة، والمناسبة هي الذّكرى السّنوية الأولى لاستشهاد القائدين ‏الكبيرين العزيزين الحاج قاسم سُليماني والحاج أبو مهدي المهندس (الحاج جمال جعفر) ورفاقهم ‏من الشّهداء في مثل صبيحة هذا اليوم من العام الماضي.‏

قبل أن أدخل إلى الحديث، أودّ أن أقف بِضع دقائق أمام بعض المناسبات الّتي يجب أن أُعقّب عليها.‏

أوّلاً، هذه الأيّام والأيّام الّتي مضت كانت الذكرى السّنوية أو والمناسبة لاستشهاد الصّديقة الكبرى ‏سيّدة نساء العالمين بضعة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، وزوجة وليّ اللَّه وأمّ الأئمّة ‏عليهم السّلام، السّيدة فاطمة الزّهراء بنتِ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، والّتي يُجمِع ‏المسلمون على تبجيلها وإجلالها وتقديرها ومحبّتها، وعلى مقامها وعَظمتها، وهي مناسبة لتقديم ‏العزاء لحفيدها صاحب الزّمان وجميع مسلمي هذا العالم.‏

ثانياً، فَقدنا في الأيّام القليلة الماضية، عالِماً كبيراً فقيهاً جليلاً مفكّراً بكل ما للكلمة من معنى، في ‏زمن قلّ فيه عدد المفكّرين، مفكّراً إسلاميّاً عظيماً من العُرفاء الشّامخين، من أولياء اللّه الصّالحين، من ‏الأساتذة المربّين، من الحُكماء المخلصين، من المجاهدين الثابتين في صراط الحقّ، وفي نُصرة قضايا الأمّة في ‏هذا الزّمن، أَعني سماحة آية اللَّه الشّيخ محمد تقي مصباح اليزدي( رضوان اللّه تعالى عليه). ‏

وفي هذه المناسبة أيضاً، نُجدّد عزائنا لسماحة السّيد الإمام الخامنئي (دام ظلّه) ولمراجعنا الكرام ‏ولحوزاتنا العلميّة، لأمّتنا الإسلاميّة وبالخصوص لعائلته الشّريفة والكريمة فرداً فرداً ولجميع تلامذته ‏ومُحبّيه، وأسأل اللَّه سبحانه وتعالى له الرّحمة وعُلوّ الدّرجات.‏

أيضاً عندنا في لبنان وبهذه الكورونا وبلائها، فقدنا أخاً عزيزاُ من الرَّعيل الأوّل، من المجموعات الأولى ‏والقادة الأوائل المؤسّسين في مسيرة حزب اللَّه الأخ السّيد أبو أيمن الموسوي (السّيد محمّد ‏عبّاس الموسوي) رحمة اللَّه عليه ورضوان اللَّه تعالى عليه، وهو كان رفيق درب شهيدنا وقائدنا السّيد ‏عبّاس الموسوي (رضوان اللَّه تعالى عليه)، وكان من أوائل وطلائع المؤمنين المجاهدين العاملين ‏والمضحّين في منطقة البقاع خصوصاً، وهو في أوائل المؤسّسين لجمعيّة كشافة الإمام المهدي ‏عليه السلام في لبنان، وكان رئيسها الأوّل أو مفوّضها العام الأوّل في بداية التأسيس. أيضاً أتقدّم من ‏جميع إخوانه وأخواته ورفاق دربه، وبالخصوص من عائلته الكريمة والشّريفة فرداً فرداً بالتّعزية، وأسال ‏اللَّه له الرّحمة وعُلوّ الدّرجات.‏

‏ نَأتي إلى مناسبتنا، عامٌ مضى في مثل صبيحة هذا اليوم، في مثل فجر هذا اليوم من كانون ‏الثاني سنة 2020، كانت هذه الحادثة الكبيرة والمُفجعة والتي سُجّلت في التّاريخ وستبقى خالدة في ‏التّاريخ، بحجمها، بعظمتها، بمظلوميّتها، بالدّماء التي سُفكت فيها، وأيضاً بتداعياتها وآثارها ونتائجها ‏على كل المنطقة.‏

‏ أنا أودّ اليوم أن أتحدّث في عدّة عناوين ذات صِلة بالمناسبة منذ وقوع الحادث إلى اليوم، الذَكرى ‏السّنوية الأولى.‏

العنوان الأوّل، هو عنوان الوفاء للقادة الشّهداء وللشّهداء معهم، طبعاً هنا عندما نتحدّث عن ‏الشّهداء يجب في البداية أيضاً أن نُعيد التّذكير، نحنُ في شهادة العظماء نُبارك، نُبارك ونُعزّي بفقد ‏الأعزّاء، أتقدّم مجدّداً من عائلة الشّهيد القائد قاسم سليماني، ومن الأخوة الإيرانيين من عائلات ‏الشّهداء الإيرانيين الذين استشهدوا معه:‏

‏- الشّهيد حسين جعفري نيا، والذي كان لنا طوال 20 سنة من الأخوة صديقاً وأخاً وحبيباً وظلّاً وملاصقاً ‏للحاج قاسم.

‏- الأخ الشّهيد شهرود مظفّري نيا

‏- الأخ الشّهيد هادي طارمي

‏- الأخ الشهيد وحيد زمانيان

أيضاً أتقدّم بالعزاء والتّبريك من عائلة الشّهيد القائد الحاج أبو مهدي المهندس، الحاج جمال جعفر ‏والشّهداء العراقيين الذين كانوا معه: ‏

‏- الشّهيد محمد رضا الجابري ‏

‏- الشهيد محمد الشّيباني ‏

‏- الشّهيد حسن عبد الهادي ‏

‏- الشهيد علي حيدر ‏

رضوان اللَّه تعالى عليهم اجمعين.‏

الوفاء عنوان الوفاء للقادة الشهداء، الوفاء كما نَعرف جميعاً هو قيمة إنسانيّة وفطريّة، لأن الإنسان ‏بطبيعته مفطور على هذا، وقيمة أخلاقية لا تحتاج إلى إستدلال، وقيمة دينيّة مُجمع عليها، هذا دينُ ‏اللَّه.‏

الوفيّ عندما يمارس الوفاء يعود النّفع عليه، على الوفيّ في الدّنيا والآخرة، من تُعبّر عن وَفائك له ‏قد لا يكون بحاجة إلى وفائك، قد يكون هو في غنىً عن هذا الوفاء، الشّهداء هم في عالمهم العظيم ‏الذي انتقلوا إليه في جوار اللَّه سبحانه تعالى هم في غنى عن وفائنا، ولكن عندما نكون أوفياء ‏لعظمائنا، لشُهدائنا، للمضحّين في أمّتنا، للمدافعين عنّا، للمخلصين في تحمّل مسؤوليّتنا وقضايانا، إنما يعود هذا الوفاء بالنّفع علينا، على شعوبنا، على أولادنا وأحفادنا، علينا في الدّنيا وعلينا في ‏الآخرة.‏

اليوم هناك واجب وفاء اتجاه هذين القائدين الكبيرين، وبالخصوص اتجاه القائد الحاج قاسم سليماني ‏لإمتداده في العديد من السّاحات، ولمن يمثّلون وما يمثّلون، كيف نُترجم هذا الوفاء؟ ‏

أوّلاً، أن لا نُنكر فضلهم ومعروفهم، أن لا نُنكر. ‏

ثانياً، ان نَعترف بفضلهم ومعروفهم، أي عدم السّكوت، لأنّه من الممكن أنّ أحدهم لا يُنكر ولكنه لا ‏يقرّ، ويسكُت! الوفاء أن نعترف بفضلهم ومعروفهم.‏

ثالثاً، أن نَذكرهم، أن نَذكرهم للنّاس، للعالم، لشعوبنا، ولأجيالنا، وللتاريخ، أن نُعرّف بهم وبتضحياتهم، ‏وبإنجازاتهم. من عناوين الوفاء ومن سلوكيات الوفاء تكريم هؤلاء الشّهداء، وتقديم الاحترام لهؤلاء ‏الشّهداء، بالأشكال المختلفة للتكريم وللإحترام

من سلوكيّات الوفاء، ان نَشكرهم على ما قدّموا، وعلى ما ضحّوا، وعلى ما بذلوا، علناً، وأن نقول لهم ‏شكراً لكم، شكراً للحاج قاسم سليماني القائد الشّهيد، شكراً للحاج أبو مهدي المهندس القائد الشّهيد، ‏شكراً للشّهداء، شكراً لكل من يُمثّلهم هؤلاء القادة الشّهداء لما قدّموا لشعوبنا وبلداننا ومنطقتنا ‏وقضايانا من تضحيات، هذا الشّكر واجب. انظروا اللَّه تعالى الغنيّ عنّا وعن عبادتنا وعن شكرنا يُطالبنا ‏بأنّ نشكره، ويقول لنا لإن شكرتم لأزيدنّكم، ولإن كفرتم، الموضوع مختلف.‏

‏ الشّكر، شكر النّعمة وشكر الفضل وشكر المعروف له آثار عظيمة جدّاً حتّى في الدّنيا، من يقف إلى ‏جانبك صحيح هو يقوم بواجبه، ولكن حينما تشكره وعندما يجدك وفيّاً له، صادقاً معه، مُعترفاً بفضله، سوف ‏تكون حماسته وإقدامه وجدّيته واندفاعه لمساعدتك ودعمك والدفاع عنك والوقوف إلى جانبك ‏أكبر، هذه طبيعة البشر.‏

إذاً، عندنا هذا النّوع من الوفاء، طبعاً هناك لوازم أخرى من الوفاء لن أتحدّث عنها الآن، لأنّ هناك أناس ‏لا يمكنهم ان يتحمّلوها.

من السّاعة الأولى للإستشهاد لهذه الحادثة العظيمة التاريخية، وإلى اليوم ‏الذكرى السّنوية الأولى، وهذا اليوم الذي استشهد فيه هؤلاء الكبار، نحن شَهدنا مظاهر كبيرة ‏وعظيمة ومهمّة من الوفاء، مثلاً على سبيل المثال، في الجمهورية الإسلامية في إيران، منذ ‏السّاعات الأولى مستوى التّفاعل الشعبي الهائل والكبير مع الحادثة والتأثّر بها، والاندفاع إلى ‏السّاحات في الكثير من المحافظات والمدن، مراكز المحافظات خصوصاُ، وفي استقبال جثّامين ‏الشّهداء، وفي تشييع الشّهداء، والذي كان تشييعاً تاريخياً، ويُمكن للإنسان أن يقول هو أعظم تشييع ‏في تاريخ البشريّة، أعظم تشييع لجنازة في تاريخ البشريّة، وإذا أراد أن يحتاط يقول لعلّه الأعظم – ‏والذي يريد أن يدقق يمكنه ذلك – لكن هذا تعبير عن الوفاء، منذ اليوم الأوّل الحاج قاسم على لسان ‏الإيرانيين، الكبير والصغير، في كل المناطق وفي كل المحافظات، الدولة، النظام، المسؤولون، طبعاً ‏سماحة السّيد القائد (حفظه اللّه)، الشّعب الإيراني، العلماء، المراجع، أشكال مختلفة من التكريم ‏والاحترام والتقدير ومتنوّعة جدّاً، منذ تلك السّاعة إلى هذه السّاعة، إعلان الجمهورية الإسلامية ‏وعلى لسان سماحة الإمام الخامنئي (دام ظلّه) إعلان الحاج قاسم سليماني بطلاً قوميّاُ لإيران، هذا ‏إعلان رسمي، وبالنّسبة لإيران الدّولة ذات الحضارة القديمة والمتمادية يعني كثيراً عنوان البطل ‏القومي، يمكن بعض البلدان العربيّة قد يعتبرونه شعار، لكن في إيران لا، له معنى مختلف.‏

على كلّ، حتى الآن ما شهدناه هو تعبير عالي عن الوفاء، الحبّ، العاطفة، الشّكر، الذّكر، الاعتراف ‏بالفضل، وفي كل المقابلات التي سُئل فيها الايرانيون كانوا يقولون نحن نفعل ذلك لنعرف ماذا قدّم ‏الحاج قاسم سليماني للجمهوريّة الإسلامية في إيران ، يكفي هذا.

طبعاً، هذا درس لنا جميعاً كيف يجب أن نتعاطى مع شهدائنا ومع قادتنا الشّهداء، كيف يجب أن ‏نُكرّمهم، كيف يجب أن نَحترمهم، كيف يجب أن نُعلي أسمائهم، كيف يجب أن نُمجّدهم، كيف يجب أن ‏نعترف بفضلهم، لا أن نَنقسم حولهم ونتشظّى عنهم. هذا الأمر أيضاً شهدناه منذ السّاعات الأولى ‏في العراق في البلد الذي سقطت فيه هذه الدّماء الزّكية وارتكبت فيه هذه الجريمة الشّنعاء، في ‏اليمن، سوريا، فلسطين، لبنان، البحرين، باكستان، الهند، تركيا، في العديد من الدول الاسلامية، في ‏العديد من الدول الغير إسلامية، في فنزويلا، في عواصم أخرى من العالم.‏

في لبنان هو موضوع حديثي يعني المقطع الأساسي لهذا العنوان، نحن معنيون بأن نَذكر وأن نَعترف ‏وأن نَشكر وأن نُقدّر من وَقف معنا منذ اليوم الأول للإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ميلادي، لأنني سوف أُجيب هنا على بعض الأجواء والمناخات العادية في لبنان ولكم من المفيد أن نُذكر بها، كُلنا يتذكر في تلك المرحلة عندما إجتاحت إسرائيل، عندما إجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي الأراضي اللبنانية، وكان يوجد تهديد أن يُكمل بإتجاه كل الأراضي اللبنانية، وأن يستهدف أيضا دمشق، وكانت إيران مشغولة بالحرب المفروضة عليها من قبل نظام صدام حسين ومن خلفه كل طواغيت العالم والمنطقة، ومع ذلك الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) لم يَترك لبنان ولم يَترك سورية، إذا كنا سنتكلم عن المصالح، مصلحة إيران كانت أن يبقى قادتها وجنودها وسلاحها في جبهة الدفاع عنها، وهي كانت معزولة ومحاصرة من كل العالم، ولكنها لم تترك لبنان، ولم تترك سورية، وأَرسل الإمام الخميني (قدس سره) وفداً رفيعاً جداً من القادة العسكريين، من الحرس والجيش إلى دمشق وإلتقوا بالمسؤولين السوريين، وبعد ذلك أرسل أيضا قوات، ولكن بعد ذلك تبين أن الزحف الإسرائيلي توقف عند الحدود المعروفة، أي البقاع الغربي وجبل لبنان والمناطق التي سيطر عليها في 1982، وبقية لبنان ليس مُهدد، الحرب الكلاسيكية تَوقفت، سورية لم تكون موضع إجتياح، المرحلة المقبلة هي مرحلة مقاومة، فبقي جزء من القوات الايرانية وبالتحديد من الحرس لمساعدة اللبنانيين وتدريبهم وتقديم الدعم لهم لمقاومة الإحتلال، وكانت المقاومة في لبنان منذ عام 1982 أهم داعم للمقاومة في لبنان هي إيران وسورية، وأنا أسأل الشعب اللبناني، نحن عندما نتكلم عن الوفاء ونتكلم عن شكر النعمة ونتكلم عن الإعتراف بالفضل للأخرين، أنا أسألكم من 1982 من هو الذي ساعد لبنان على تحرير أرضه؟ تقول لي الدولة العربية الفلانية قدمت مساعدات مالية، ساعدت بإعمار هنا أو ما شاكل، وأيضاً في السنوات الأخيرة قدمت أموال طائلة لبعض اللبنانيين، لكن ليس من أجل لبنان وإنما من أجل أن يقاتلوا المقاومة ويتآمروا عليها ويحصاروها، هذا بحث آخر، من الذي وقف إلى جانب اللبنانيين وحماهم ودافع عنهم؟ بالدبلوماسية وفي السياسة وفي الإعلام وفي المحافل الدولية وأعطاهم سلاح وإمكانات وفتح لهم معسكرات التدريب ودربهم ومولهم حتى كان تحرير الـ2000؟ ومن الطبيعي جداً أن لا يشعر بالفضل وبالنعمة على تحرير ال 2000 من أبكاه تحرير الـ2000 ومن أزعجه تحرير الـ2000، ومن أذاه تحرير الـ2000، وبعد عام 2000 وإلى اليوم المقاومة هي التي تَحمي لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي ضمن المعادلة الذهبية، المقاومة هي التي تَحمي لبنان وهي التي تُساعد لبنان وهي التي تحافظ على حقوق لبنان وعلى سيادة لبنان، هذا يجب أن نَعترف به، إسمحوا لي هنا بكلمة بين هلالين كونه جاءت في السياق “بالأمس أحد الأخوة الأعزاء في إيران” الأخ العميد الحاج زاده كان لديه تصريح ووسائل الإعلام اللبنانية أخذت التصريح، وقامت بتزويره وتحريفه لأنه في لبنان يوجد أناس أصلاً كل حضورهم السياسي قائم على التزوير وعلى التحريف، أُنظروا في العنوان فوق يَكتبون (الحرس الثوري الإيراني: صواريخ لبنان وغزة كلها من دعمنا وهي خطنا الأمامي لمواجهة إسرائيل) أما في الداخل في متن الخبر وما زلنا في اللغة العربية، ولم نأتِ إلى النص الفارسي، بالعربي يقول: (إن كل ما تمتلكه غزة ولبنان من القدرات الصاروخية تم بدعم إيران وهما الخط الأمامي لمواجهة إسرائيل)، لا يوجد الخط الأمامي لنا لمواجهة إسرائيل، لا يوجد الخط الأمامي للدفاع عن إيران لمواجهة إسرائيل، وإيران عندما أعطت صواريخ لغزة وأعطت صواريخ للبنان من أجل أن يدافع أهل غزة عن غزة وأهل لبنان عن لبنان، لكنكم جماعة مزورين مُحرفين ضعفاء هشين الى حد أنه لا تتأكدوا وتزيدون على كلام أي مسؤول إيراني فقط لكي تفتحوا جبهة إعلامية، ومن نعم الله يعني “عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم”، يوجد أناس منذ مدة طويلة لم نَسمع بهم ولا بتصريحاتهم ولا بأسمائهم وغائبون، في هذين اليومين، في الأمس واليوم ظَهروا لكي يَردوا على هذا التصريح، في نفس التصريح يقول، نحن كل الناس الذين يقفون في وجه الإحتلال نحن معنيين أن نقف لندعمهم ونساعدهم وهذا أمر المرشد الأعلى، أين الخطأ في هذا الكلام؟! نعم نحن أيضا نقول أن الجمهورية الإسلامية هي التي تدعم بالسلاح والصواريخ، ونحن أيضاً نقول نحن جبهة أماميّة وغزة جبهة أماميّة، غزة جبهة اماميّة منذ 1948، لبنان جبهة أماميّة منذ 1948، ولكن منذ 1948 لبنان جبهة أماميّة يتعرض للقتل، وجبهة أماميّة يُهان وجبهة أمامية تُنتهك سيادته وجبهة أمامية يُعتقل الدرك من مخافر الدرك في القرى الحدودية وتُرتكب مجازر في القرى الحدودية، وتُنتهك سيادته في السماء وفي البر وفي البحر، ولكن هو الآن جبهة أمامية مختلفة، وأنا أقول لهؤلاء، اليوم إذا لبنان قوي، إذا يوجد أحد في الكرة الأرضية يسأل عن لبنان، إذا هناك أي أحد يحس أن لبنان له وجود على الخريطة، إذا يوجد أحد في أميركا وفي أوروبا يسأل عن لبنان فهو بسبب هذه المقاومة وهذه الصواريخ ونقطة على أول السطر، وكلنا بتنا نعرف إن شاء الله سأتكلم عن هذا الموضوع في وقت لاحق، كم هي قيمة لبنان وشعب لبنان عند كل هؤلاء، من الدول العالمية ومن الدول الإقليمية، أيضاً أريد أن أقول لهم، إذا في يوم من الأيام يوجد أمل أن في لبنان يتوفر القليل من المال فهو من النفط والغاز، وإذا يوجد أحد يَعطي فرصة لكي يستخرج لبنان غازه ونفطه الذي لديه، خصوصا من البلوكات الغنية والمليئة في الجنوب، فهو ببركة المقاومة وصواريخ المقاومة، وسلاح المقاومة، وهذه الصواريخ التي أعطتها إيران للمقاومة وأعطتها سورية للمقاومة، لذلك أحب أيضاً أن أُضيف وأقول أن كل الدعم الإيراني للمقاومة في لبنان هو غير مشروط وبلا شروط، وكل المعارك التي خاضتها المقاومة في لبنان منذ 1982 إلى اليوم كانت من أجل تحرير لبنان والأسرى اللبنانيين والدفاع عن أرض لبنان ومياه لبنان وسيادة لبنان وستبقى كذلك، وأستطيع أيضاً أن أضيف وأقول لعله من أهم ومن أكثر المقاومات في تاريخ البشرية إستقلالاً في كيانها وفي قرارها هي هذه المقاومة الموجودة اليوم في لبنان، لذلك لا تتعبوا أنفسكم كثيرا يكفيكم هذا القدر، على كل حال عندما نأتي إلى الوفاء فنحن في لبنان هذا واجبنا، ولذلك من الطبيعي جداً أنه نُحيي هذه الذكرى ونُحيي هذه المناسبة، أن نُسمي بعض شوارعنا وبعض مياديننا وبعض ساحاتنا وبعض محمياتنا الطبيعية وبعض مؤسساتنا بإسم الحاج قاسم سليماني، أو بإسم الحاج أبومهدي المهندس، “البعض يستكثر علينا”، في ذاك اليوم إذا كُنا نُريد أن نُسمي شارع بإسم الحاج عماد مغنية أو السيد مصطفى بدر الدين، أو السيد عباس الموسوي، يوجد أناس يعني يتحسسون كثيرا من هذا الموضوع، حسنا، لماذا؟ أي شعوب تحترم نفسها ولديها حضارة ولديها ثقافة ولديها قيم هكذا تتعاطى مع شهدائها ، وهكذا تتعاطى مع المتفضلين، والذين كانوا إلى جانبها ودعموها، أيضاً من الوفاء لأنه أنا من العنوان الأخلاقي أدخل إلى السياسي، ومن الوفاء أيضاً أن لا نُساوي بين العدو والصديق، أو بالحد الأدنى إذا لم نَكن نُريد أن نتكلم عن العدو من تركنا ومن خذلنا ومن تخلى عنّا، يعني يوجد ثلاثة أصناف، يوجد صنف هو عدو ومتآمر وشريك في دمائنا وفي إحتلال أراضينا وفي إنتهاك مقدساتنا، ويوجد صنف ثانٍ يمكن أن لا يكون من الصنف الأول ولكنه يَتركك ويَخذلك ولا يمد لك يد المساعدة ولو بكلمة، ويوجد صنف ثالث هو الذي يُساعدك ويَدعمك ويَقف إلى جانبك ويُدافع عنك ويُعرض نفسه للخطر ويُقدم الشهداء، لا يجوز أن نُساوي بين هذه الأصناف الثلاثة، لا العقل ولا الأخلاق ولا الدين يقبل بذلك، أليس كذلك؟ ولا الفطرة الإنسانية ولا المنطق يقول ذلك، نحن في لبنان لا يمكن أن نساوي بين من دعمنا بالموقف والمال والسلاح واستشهد معنا وحَضر معنا في الأيام الصعبة وأَعاننا لتحرير أرضنا وأسرانا وجَعلنا قوة ردع في مواجهة العدو، ساعدنا لنكون قوة ردع، أن نساوي بينه وبين من تآمر على لبنان في 1982 وهذا كله ظهر بعد ذلك في الوثائق وبين من؟ دعم العدو الإسرائيلي خلال كل سنوات الإحتلال وبين من لم يُقدم أي مساعدة للبنان وبين من وقف في حرب تموز ليقول للإسرائيليين الذين أيضاً أنهكتهم الحرب وأرادوا إيقافها لا توقفوها قبل سحق المقاومة، لا يمكن أن نُساوي بين من فرح لإنتصارنا في حرب تموز وبين من حَزن بسبب إنتصارنا في حزب تموز، واليوم أيضاً لا يمكن أن نساوي بين من يقف إلى جانب لبنان وإلى قوة لبنان ليستعيد نفطه وغازه ويحمي أرضه وسمائه، ويواجه أي أخطار أو تهديدات مستقبلية وبين من يتآمر على لبنان ويحاصر لبنان ويمنع المساعدات عنه، في فلسطين نفس الشيء، لا يمكن لفصائل المقاومة الفلسطينية ولا للشعب الفلسطيني أن يُساوي بين من يقدم له المال والسلاح والخبرة والتكنولوجيا والتدريب والتجربة ويَقف معه إعلاميا وسياسيا وجماهريا وشعبيا ودبلوماسيا وعلى كل صعيد ويتحمل تبعات هذا الموقف، وبين من يتآمر مع الأميركي والإسرائيلي على فلسطين وشعب فلسطين ومقدسات فلسطين واللاجئين الفلسطينيين في العالم وبين من يمنع المساعدات عن الشعب الفلسطيني ويحاصره ويعتقل من يجمع مساعدات أو يتبرع بالمال للشعب الفلسطيني، فضلاً أن يقدم لهم سلاحاً، من الطبيعي أن نجد هذا الوفاء من فصائل المقاومة الفلسطينية ومن الشعب الفلسطيني تجاه الحاج قاسم وتجاه الجمهورية الإسلامية في إيران، في سورية لا يمكن لسورية أن تُساوي بين من كان شريكا وداعما وممولاً في الحرب الكونية عليها لسحقها وتدميرها وتجزئتها وتقسيمها وتحكيم التكفيريين فيها وبين من وقف إلى جانبها ودعمها بالمال والسلاح والرجال والشهداء وقضى زهرة شبابه في ساحاتها وفي ميادينها، مثل الحاج قاسم سليماني وإخوانه، في العراق لا يمكن للعراقيين وللشعب العراقي أن يُساوي بين من إحتل أرضه ودمر العراق وإرتكب المجازر المَهولة في العراق وألحق كل هذه الكوارث في العراق وبين من دعم كل الجماعات التكفيرية ومن أرسل آلاف الإنتحاريين إلى العراق وأرسل ألاف السيارات المفخخة إلى العراق وقدم المال والسلاح لكل هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية على مدى سنوات طويلة وبين من جاء بنفسه وروحه وإخوانه وماله وسلاحه لِيقف إلى جانب العراقيين ويدافع عنهم، ليساعدهم في تحرير أرضهم من الإحتلال، ليساعدهم في التخلص من داعش وخطر الجماعات التكفيرية التي كانت تزيد العراق دمارا وحريقا ونهبا وقتلا ومجازر وفتنٍ، لا يمكن أن يساوى بين هذا وذاك، هكذا الحال أيضاً عندما نتكلم عن أفغانستان وعن اليمن وعن كل الدول الاخرى، إذا مقتضى الوفاء أيضا أن لا نساوي بين هؤلاء وبين هؤلاء، أن نعرف العدو من الصديق ومن الخصم، أن نميّز العادل عن المتخاذل، وهذه من شروط الوفاء، ومن شروط النصر أيضاً، لأن الناس الذين لا يملكون الوفاء الله سبحانه وتعالى قال وهدّد الذين يكفرون النعم، هددهم بإزالة النعم، والذين يشكرون تزيد النعم عليهم، الله يزيد النعمة عليهم، الوفاء هو من شروط النصر، والوفاء هو من شروط الثبات والبقاء والصمود.

اذن هذا هو العنوان الأول، اليوم أستطيع في هذا العنوان أن اقول: نعم، محورنا، أمتنا، شعوبنا، حركات المقاومة، أحزابها، الدول كل الجهات المعنية في هذه المعركة على مستوى المنطقة بشكل متناسب ومتفاوت عبّرت عن صدقها ووفائها ووقفتها وشكرها واعترافها وتجليلها وتكريمها وتقديرها لهذين الشهدين القائدين العظيمين، ويجب ان نواصل هذا، هذا لا يجوز ان ينتهي بإنتهاء الذكرى السنوية الاولى. اليوم الحاج قاسم والحاج أبو مهدي وكل الشهداء هم عناوين، هم مشاعل، هم شموس وأقمار تضيء لنا الطريق ويجب ان تستمر هذه الإنارة وهذه الهداية وهذه الإضاءة.

العنوان الثاني: الذي أُريد أن أتحدث عنه في هذه الذكرى هو قوة حضور هذه الحادثة حتى من اليوم الاول الى اليوم،طول السنة هذه الحادثة حاضرة بقوة، في الوجدان في المشاعر في المعادلات السياسية وفي المعادلات الأمنية والعسكرية اليوم أيضاَ، ونحن نتكلم الآن هناك قلق كبير في المنطقة، في منطقة الخليج و في العراق وفي المنطقة “عندنا، أمس الإسرائيليين أعلنوا انهم رفعوا نسبة الإستنفار والإحتياط في جيشهم إلى أعلى المستويات، كله بسبب الذكرى السنوية لإغتيال الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس، لأن الحادث فرض نفسه ، بحضوره، واليوم المنطقة في حالة توتر شديد ” لا نختبأ وراء إصبعنا”، وأي حادث لا نعرف الى أين يمكن ان يجر المنطقة، الأمريكيون يتصرفون بالحد الأدنى في حالة قلق وخوف وإنتظار، هم يقولون ذلك، والأخوة في ايران أيضاً يفترضون ان ترامب قد يُحضر لشيء ما قبل مغادرته في 20 كانون، والمنطقة كلها في حالة حذر وفي حالة انتباه وفي حالة تحفَظ، هذا بسبب قوة حضور هذه الحادثة وهذه الحادثة لا يمكن العبور عنها، وأنا اقول لكم سوف تبقى هذه الحادثة حاضرة بقوة، وهنا أَود ان أُشير أيضاً الى نقطة مهمة جداً ، لأن بعض الناس عندنا في لبنان وفي غير لبنان يُفكرون بطريقة خاطئة، يعني مثلاً: في موضوع الرد على إستشهاد الحاج قاسم سليماني، البعض يفترض بأن إيران سوف تعتمد على وكلائها كما يسمونهم أو على أصدقاءها أو على أحبائها، إيران لا تطلب لا من وكلائها ولا من أصدقائها ولا من أحبائها شيئاً ولم تطلب منهم شيئاً، إيران عندما تُقرر ان ترد عسكرياً كما فعلت في عين الأسد هي سترد عسكرياً. عندما ترد أمنياً هي سترد أمنياً بما يتناسب مع طبيعة الحادثة، إغتيال العالم النووي الكبير الشهيد الدكتور فخري زاده (رضوان الله تعالى عليه) حصل في عملية أمنية لو كانت إيران تريد القيام برد فعل عسكري لفعلت منذ الساعة الاولى أو منذ الأيام الأولى، كما فعلت في ردها على قاعدة عين الاسد بعد إستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، أصدقاء ايران الأوفياء للجمهورية الاسلامية الإيرانية وللشهداء إذا هم بادروا في هذا الشيء، هذا شأنهم وهذا قرارهم، لكن ما أريد أن يعرفه العدو والصديق والمحلّل كي لا يُحلّل غلط، إيران ليست ضعيفة، إيران قوية، عندما تريد ان ترد عسكرياً في الوقت المناسب كيف وأين ومتى، عندما تريد ان ترد أمنياً في الوقت المناسب كيف وأين ومتى . البعض عندنا في لبنان والمنطقة يَقيسون ايران على بعض اصدقائهم من دول الاقليم، ايران ليست كذلك هنا أتكلم مع بعض اللبنانيين أيضاً. بعض اصدقائكم الاقليميين يقول عنهم سيدكم “ترامب” عندما يتكلم عنهم ان ليس لديهم إلا فلوس ومال ” وكينغ ومينغ وما بعرف شوي”، وأن ” إذا نحن لا نُدافع عنكم انتم في أسبوعين لا تبقوا” ، ” إذا نحن لا ندافع عنكم فإنكم في ثلاثة اسابيع تصبحون تتكلمون اللغة الفارسية”. هؤلاء أصدقائكم ولذلك هم يحتاجون الى اميركا والى غير اميركا والى الجماعات التكفيرية والى تمويل العصابات والى مرتزقة من أجل ان يُدافعوا عنهم وحتى عن حدودهم وحتى عن انظمتهم.

اما ايران، إيران قوية هي لا تحتاج حتى إلى اصدقائها ولا تحتاج حتى الى حلفائها، فليبقى هذا الأمر حاضر بشكل واضح في ذهن كل واحد يُريد أن يُحلل او يُعلق او يُقارب احداث من هذا النوع .

العنوان الثالث: أيضاً في الذكرى اريد ان أؤكد على ان محور المقاومة استطاع ان يستوعب هذه الضربة الكبيرة، نحن نعترف ان الضربة كبيرة جدا،ً الخسارة كانت كبيرة جداً، ولكن المحور استطاع ان يستوعب، هم كانوا يفترضون، الامريكيون يفترضون ومن حرضهم ومن ساعدهم أنه عندما نقتل قاسم سليماني وعندما ابو مهدي المهندس فإن الوضع في العراق سينهار لمصلحتهم، محور المقاومة سينهار، الحاج قاسم الذي كان يمثل الحلقة العاقلة و الحكيمة والشجاعة والجادة والمثابرة، حلقة تواصل بين دول وقوى وحركات محور المقاومة، عندما نقتل هذا الرجل هذه الحلقات ستتفكك، هذا كله تم معالجته وتم استيعابه، ونحن بحسب ثقافتنا وانتمائنا وتاريخنا نَعرف كيف نُحول التهديدات الى فرص، ونَعرف كيف نُحول الدم المسفوك ظلماً، والذي يَتوقع الآخرون ان يؤدي الى إحباط أو يأس أو ترهل أو ضعف أو وهن أو إنسحاب أو تراجع، كيف نُحول هذا الدم الى دافع قوي للإستمرار والثبات ولصمود ولمواصلة الطريق، للإحساس أكثر بالمسؤولية، ولذلك أنا أَقول اليوم في سياق هذه المعركة، للأميركيين وللإسرائيليين ولكل من هو في محورهم، والذين يَقتلون قادتنا ويتآمرون على إغتيال قادتنا وعلمائنا ونخبنا أو على قتل مجاهدينا وشعوبنا ورجالنا ونسائنا، في ” شغلتين اعرفوهم منيح”، الامام الخميني ( قدس سره الشريف) كان يقول” اقتلونا فان شعبنا سيعي أكثر فأكثر”، “عندما تقتلونا يزداد وعي شعبنا”هذه العبارة كان يرددها السيد عباس، أُنظروا في لبنان حزب الله قبل شهادة السيد عباس ماذا كان؟ وبعد شهادة السيد عباس ماذا كان؟ يعني دم السيد عباس وشهادة السيد عباس ما هو الوضع العنوي والفكري والروحي والإرادي والقوة والمدد الذي أعطاها لهذه المسيرة؟ وهكذا عندما نتحدث عن الشهداء.

والأمر الآخر الذي أُريد ان أُضيفه عندما تقتلون قادتنا نزداد عناداً ونزداد تصلباً ونزداد تمسكاً في الحق ونزداد إحساساً بالمسؤولية، لأننا نَعتبر أن الطريق الذي مَشينا فيه فقدنا فيه هؤلاء العظماء وهؤلاء الكبار، كيف يمكن ان نتخلى عن هذا الطريق؟

لذلك من يُراهن أنه بالقتل والإغتيال والحروب والسيارات المفخخة وأيضاً من يُراهن بالحصار والعقوبات على أن يَمس بإرادتنا وتصميمنا وعزمنا هو واهن، ” واختم فيما بعد بالعقوبات”.

العنوان الرابع: نحن اليوم نُقدم الحاج قاسم سليماني، نُقدمه اذا في ايران أعلنوه بطلاً قومياً، في إيران، نحن نُقدمه بطلا ً عالمياً ورمزاً عالمياً وعنوانا عالمياً، رمزاً للتضحية والفداء والإخلاص والوفاء، للدفاع عن المستضعفين وعن المظلومين مسلمين وغير مسلمين، الحاح قاسم سليماني في كل معركته وفي كل حياته لم يُدافع فقط عن الشيعة بل دافع غن الشيعة وعن السنة وعن فلسطين وعن سوريا والعراق وعن افغانستان وعن المسيحيين وعن المسلمين وعن أتباع الديانات والملل الاخرى وعن فنزويلا وعن أي دولة أو شعب يُمكن أن يُحاصر أو يُستضعف أو يُتآمر عليه، وكان حاضراً في الساحات، هذه المميزات الشخصية والمتنوعة والكبيرة والعالية التي تَتوفر في شخصية هذا القائد تُؤهله لأن يكون رمزاً عالميا ً وبطلاً عالمياً، يَحتذي به كل مناضلي هذا العالم ومقاومي هذا العالم ومجاهدي هذا العالم ، وإلى جانبه رموز كبيرة جداً أبو مهدي المهندس في العراق، الحاج عماد مغنية والسيد مصطفى بدر الدين في لبنان وفي سوريا، الشهداء القادة في فلسطين، الشهداء القادة في اليمن، الشهداء القادة في ساحات اخرى، هؤلاء رموز وهؤلاء أبطال وطنيون وقوميون في بلادهم وفي أُمتهم ، لكن عندما يَتقدم الحاج قاسم سليماني، لأنه كان حاضراً في كل هذه الساحات، حاضراً بقوة وفاعلية في كل هذه الساحات، يجب أن يُقدم بحق، نحن هنا لا نُضخم ولا نَعمل أُسطورة ولا شيء، وحتى هذه اللحظة أَقول لكم: ما كُشف عن ما قَام به الحاج قاسم سليماني، عن ما هو في شخصيته، عن جهاده وسهره وتعبه وتضحياته،عن إنجازاته هو وكل الأُخوة الذين عملو معه في كل الساحات، ما كُشف حتى الأن هو قليل، هناك امور قد لا يكون من المناسب الحديث عنها، لكن سَيتم الحديث عنها لاحقاً.

في كل الاحوال في الذكرى السنوية الاولى أنا أدعو أيضا إلى اتخاذ هذا الموقف، التعاطي مع هذا الإسم ومع هذا المشهد ومع هذه الصورة ومع هذه الرمزية بهذا المستوى الأُممي والعالمي .

العنوان الأخير: الذي أَود أن أُشير له، هو فيما يتعلق في المستقبل، بمواصلة الطريق، هذه الحادثة تداعياتها عندما قُلت التداعيات والآثار على درجة عالية جداً من الاهمية:

أولاً: إخراج امريكا من المنطقة، لم يكن هذا الشعار ليصبح شعاراً وليصبح هدفاً معلناً وجدياً يجب ان تَعمل له كل شعوب المنطقة، لولا هذه الحادثة التاريخية وضخامة هذه الحادثة التاريخية، حتى من العراق الأميركيون اخترعوا داعش، ترامب عندما يقول: هيلاري كلينتون وأوباما.. وهو لم يُكمل يعني ال “سي أي إي” والبنتاغون، يعني الأمريكان كلهم، يعني إدارة أوباما أوجدت داعش واخترعت داعش، بالمناسبة أنا أتذكر شيء مضحك، أنه عندما ظهرت داعش بعض الصحف الخليجية وهذه الغرفة السوداء الموجودة في الخليج، اشتغلت على مجموعة مجلات ومقالات ونقلتها بعض وسائل الإعلام، أنه حصل لقاء على الحدود الإيرانية – الأفغانية، حضره ثلاثة أشخاص، أنا العبد الفقير والحاج قاسم سليماني وأسامة بن لادن، وأخدنا قرار أن نُشكل داعش، أُنظروا إلى مستوى الخواء والغباء والضحالة في إعلام المحور الآخر.

في كل الاحوال، عندما ترامب يقول: الأميركان أَوجدوا داعش، أَوجدوا داعش لأنه توجد أهداف لها علاقة بسوريا وأهداف لها علاقة في العراق وفي المنطقة كلها، أَوجدوا داعش بإعتراف أحد كبار الجنرالات الأميركيين وهو موجود على مواقع التواصل، “على طول الشباب يَلحقوا يُطلعوهم”، ويقول – حتى كلينتون بنفسها تعترف لكن الآن أتذكر هذا بالتحديد وهو أميركي متقاعد الآن بمستوى لواء أو عماد أو فريق الله أعلم كان قائد العسكري للناتو – يقول لا يمكننا أن نقاتل حزب الله إلا بداعش، أنشأنا داعش لنقاتل حزب الله، أنشأت داعش ليعود الجيش الأميركي إلى العراق، ليعود الاحتلال إلى العراق ولكن بطريقة مختلفة. هذه الحادثة، هذا الاغتيال دفع بالشعب العراقي إلى الشارع، من أكبر المظاهرات في تاريخ الشعب العراقي هي المظاهرة التي خرجت بعد الاغتيال وتُطالب بإخراج القوات الأميركية، القرار الذي أخذه مجلس النواب العراقي على درجة عالية جداً من الأهمية وهو يتابع الحكومة العراقية لتنفيذه، والآن الحديث أنهم يخرجون بسنة أو سنتين، وأن الأميركيين وعدوا أنهم سيخرجوا بثلاث سنوات هذا تفصيل يعني العراقيين أنفسهم، ولكن الحادثة وَضعت القوات الأميركية على خط وعلى مسار الخروج من العراق وهذا يتابعه العراقيون أنفسهم بكل الوسائل التي يرونها مناسبة، إذاً هذا هدف، هذا عنوان، هذا يرتبط بالمرحلة المقبلة.

اثنين، القصاص العادل، بعدما حدد سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) الدائرة بشكل واضح ومحدد من قتلة الشهيد القائد الحاج سليماني والشهيد القائد الحاج أبو مهدي، من أمر ومن نفذ، هذا أيضاً صحيح هو مسؤولية الإيرانيين بالدرجة الأولى بالنسبة للحاج قاسم والعراقيين بالدرجة الأولى بالنسبة للحاج أبو مهدي، ولكن أنا أريد أن أكرر ما قُلته قبل أيام في الميادين، هذه أيضاً مسؤولية كل حر وشريف ومقاوم ومجاهد ووفي في الكرة الأرضية أن يكون شريكاً في تنفيذ هذا القصاص.

والعنوان الثالث هو مواصلة الدفاع عن دول وشعوب وحركات المقاومة في مقابل كل التهديدات التي قد تَنشأ وهناك نشهد إحياءً جديداً لبعض هذه الجماعات التكفيرية، في العراق من جديد، في سوريا من جديد، في الآونة الأخيرة عمليات خطرة قامت بها داعش، وأيضاً رابعاً فلسطين والقدس والمقدسات وحقوقنا الطبيعية ومواصلة الوقوف إلى جانب هذا الشعب العزيز والكريم.

هذا هو المسار وهذا المحور سَيُكمل هذا الطريق وهذه المعركة، طبعاً كل شخص في بلده بما يناسب بلده، بما يراعي فيه مجموعة المصالح الوطنية، نحن فعلنا ذلك ونفعل ذلك، وهذا المحور يُدار من قبل قادته في البلدان في المختلفة بعقل وبحكمة وبتفهم لظروف البعض للبعض الآخر وبدقة وبمسؤولية وليس كما يتصوره البعض، ولولا هذه الحالة في قيادة المحور عند قادة المحور لما سجلت كل هذه الانتصارات وكل هذه الانجازات ولحقت كل هذه الهزائم بالمشاريع الأخرى القلقة والمتداعية، وإذا كان هناك أفق نحن لدينا أفق الآخرين ليس لديهم أفق وهذا بالمنطق، بالدليل، بالبرهان، بالحجة، ليس بالإدعاء والشعار وبإعطاء المعنويات الفارغة، كلا على الإطلاق.

أنا سأكتفي بهذا المقدار فيما يتعلق بالذكرى السنوية الأولى للشهيدين القائدين العظيمين، فيما يتعلق بالملف اللبناني شَعرت بأنه إذا أنا أتحدث بهذا المستوى وأنا أريد أن أختم قبل الساعة السابعة فمهما كان الملف اللبناني، التفصيل الذي سأدخل فيه سيحتاج إلى وقت، لذلك أنا سأكون إن شاء الله إذا الله أبقانا على قيد الحياة بعد أيام قليلة، خميس أو جمعة نرى، فقط حتى يكون هناك فاصل بين الخطابين، كي أخطب خطاباً لبنانياً بحتاً ولدينا عناوين يجب أن نتحدث بها، موضوع الحكومة، موضوع المرفأ ومستجدات التحقيق بالمرفأ ودخول الأميركيين الآن من جديد على موضوع المرفأ والمستجدات القضائية بهذا الموضوع، الوضع المعيشي والإجتماعي لدي قليل من الكلام أريد أن أقوله، جمعية القرض الحسن، لأنه وفق معلوماتنا أن الأميركيين دفعوا أموال مئات آلاف الدولارات لبعض المحطات التلفزيونية فقط لِيعملوا تقارير عن جمعية القرض الحسن، وحيث أن جمعية القرض الحسن باتت موضع اهتمام رسمي وسياسي وإعلامي فأنا هذا الموضوع أحببت أن أتحدث عنه، المصارف والمودعين، العقوبات، الخيارات السياسية، لأنه الآن نَسمع خيارات سياسية، الخيارات الاقتصادية، فيكون حديثي المقبل إن شاء الله متمحضاً في الشأن اللبناني والملفات اللبنانية، الآن ترسيم الحدود والوضع مع العدو الإسرائيلي والمقاومة والنفط والغاز على كل حال تحدثنا اليوم وتحدثنا من عدة أيام ولكن أنا إن شاء الله أركز على هذه العناوين.

أريد أن أختم فقط بنصيحة وفائدة للذين يُفكرون بالحصار وبالعقوبات، يعني أنا طلبت من الإخوان لائحة أعطوني لائحة ما شاء الله، بالسنوات الماضية وبالسنة الماضية خصوصاً وبالأشهر الماضية الأميركيون باعتبار أنهم يعملون، إدارة ترامب ” شو فيهم يجيبوا دول على التطبيع عم بجيبو وشو فيهم يجيبو دول تضع حزب الله على لائحة الإرهاب والعقوبات” عملوا على هذا الموضوع، إلى حد أن هناك دول إذا لم نَسمع عنها وإذا سمعنا عنها لا نعرف عنها شيء وما قيمة هذه الدولة مثل سلوفينيا لا أريد أن أستهين بأي دولة، لكن سلوفينيا ولبنان يعني الآن إذا سألت الشعب اللبناني من هي سلوفينيا؟ يُمكن أن يُخمن إسم سفينة، إسم جزيرة، إسم أوتيل أو إسم شيء ما مع احترامي للدولة ولكن أتحدث عن واقع الحال، أو مثلاً هناك دول صغيرة في آخر الدنيا لم يَسمع بها أحد ولا أحد يعرف عنها شيئاً تعلن أنها صنفت حزب الله على لائحة الإرهاب، طبعاً من أين نعرف؟ نعرف من الأميركيين، يخرج بومبيو ويتصل ويشكرهم، أحسنتم، بارك الله فيكم، ما القصة؟ وضعوا حزب الله على لائحة الإرهاب، طبعاً هو يعرف هذا لا يقدم ولا يؤخر، ولكن هذا هدفه نفسي، أن اللبنانيين يشعروا أو حزب الله يشعر أنه محاصر، العالم يحاصره، العالم ينبذه، العالم يضعه على لائحة الإرهاب، لأن هذا جزء من المعركة للإخضاع.

أنا أريد أن أختم بكلام معنوي، أُنظروا نحن في ثقافتنا نُؤمن بالله عز وجل وأن الله سبحانه وتعالى بيده ملكوت السماوات والأرض وكل شيء في يد الله سبحانه وتعالى ونحن نَعتبر أننا نقوم بتكليفنا نحن عباده ونعبده، نعبده في الصلاة ونعبده في الجهاد وعندما نُطيعه ونَعبده نكون جُنداً له وعندما نكون جُنداً له نُصبح جزءاً من جنوده في هذا الوجود وفي هذا الكون، ” وما يعلم جنود ربك إلاّ هو”، حتى لو حاصرتمونا بقطعة أرض صغيرة، نحن الذي نَشعر فيه، لِتعرفوا من تُقاتلون ومن تُحاصرون، نحن الذي نَشعر فيه أننا نحن لسنا محاصرين، نحن مَعنا الأرض والجبال والوديان والتراب والأنهار والبحار والمحيطات والسحاب والرياح والشمس والقمر والنجوم والسموات السبع والملائكة وما خَلق مما نعلم ومما لا نعلم ونَشعر أنكم أنتم محاصرون، أميركا وعظمتها محاصرة، أعداؤنا كلهم محاصرين، ليس نحن المحاصرين، من يُؤمن بالله لا يمكن أن يَشعر بأنه مُحاصر ولو أُقفلت عليه كل الجغرافيا التي يتواجد فيها. أنتم تخوضون معركة خائبة، فاشلة لن تؤدي إلى أي نتيجة، القتل يَزيدنا وعياً وعناداً وإصراراً والحصار يَزيدنا ثقةً وتوكلاً واتصالاً بمصدر القوة الحقيقي الذي يَصنع النصر “وما النصر إلا من عند الله”. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاهد أيضاً

تبقى النجوم وتسقط الاقمارُ…شعر ميلاد عمر المزوغي

الحَسَنُ استشهدَ وارتقى السنــوارُ جــيلُ الخـــنادق يأخـــذون الثأرُ ابــن هنــية قـــد تقـــدم للوغــى الكــل يشــهدُ …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024