#الناشط_السياسي محمد إبراهمي |
حالة من التأمل والضبابية تجتاح الحياة السياسية في ظل غياب رؤى واضحة وتماسك وطني قد يقي البلاد تحولات درامية في المشهد السياسي و لا احد يستطيع التنبؤ بسيناريوهاته..
أكدت الأحداث والوقائع الأخيرة أن أزمة البلاد ليست إقتصادية ولاهي إجتماعية ولا حتى سياسية، وإنما هي أخلاقية بالأساس.. الدعوات التحريضية التى قامت بها جماعات ووسائل اعلام خارجية و داخلية و نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ، حاولوا اللعب على وتر أزمة كورونا و معاناتها الإنسانية، قد تدفع بالبلاد إلى فوضى عارمة و الزج بها في مستنقع واضطراب وصراع غير محمود العواقب، ويأتي ذلك بينما البلاد بحاجة إلى كل نفس وطني للخروج من المأزق الوبائي بالتضامن الذى تحتاجه بشدة، حتى تخرج من ازمتها الراهنة، في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، و للأسف لاتزال قوى الشر تريد إرباك المشهد السياسي و إستقرار البلاد بالفوضى التي من شأنها أن تسبب حالة من الإرباك للجميع على جميع المستويات.
في زمن الأزمات كنا نأمل و نتأمل في وحدة وطنية تحصن الوطن و الاصطفاف خلف الدولة، لكن للأسف اننا نتعرض لمؤامرة من أجندات تسعى جاهدة لعرقلة ديمقراطيتنا بالثورة المضادة المتطفلة.. ما حدث خلال الأسابيع الأخيرة، جعل الإصلاح فرض عين على الحكومة وليس فرض كفاية، وعليها الا تتأخر فى تنفيذه، وأن تكون مستعدة لردع المستهترين و الفوضويين من اجل اخراج بلادنا من أزمتها ووضعها على الطريق الصحيحة، حتى تستعيد مكانتها اللائقة و تعيدها لمسارها و تطهيرها من الفساد و المفسدين..
أعمال الفوضى والاعتداء على أملاك التونسيين و مسلسل الحرق هناك و هناك بطرق و اماكن مختلفة و لكن لهدف واحد وهو تشتيت وتسميم الأجواء السياسية والعمل على إرباك المشهد السياسي و إستقرار البلاد ، مكايدات و سيناريوهات كلها أعمال اختلطت فيها السياسة بالعنف و الفوضى ، تستدعي تطبيق القانون على مرتكبيها ووقف النزيف بأي شكل من الأشكال..
لقد بات واضحا وجليا ان البلاد تتعرض لمؤامرة خبيثة خطيرة تستهدف إستقرارها لصالح اجندات خارجية حتى لا تقوم لها قائمة و تظل رهينة الفوضى و الصراعات السياسية العقيمة.. ان تلك القوى الحاقدة تنفذ اجندة رهيبة باغراق تونس بالفوضى المدمرة وافتعال الصراعات والازمات ولا شك وبكل اسف ان تلك الاجندات الممنهجة الرهيبة تنفذ بأيادي داخلية لمصلحة قوى خارجية عابثة تضع مصالحها الشخصية الضيقة فوق المصلحة العامة..
ان استمرار تردي الأوضاع المختلفة في تونس وتفاقمها وانزلاقها نحو الأسوأ في ظل الأزمة الوبائية الخطيرة واغراقها بالفوضى المدمرة تنفيذا لاجندات إقليمية ودولية وهو ما يتطلب اليوم من كل أبناء الوطن وكافة الغيورين على مكانتها تحقيق التلاحم والتضامن لتوحيد الصفوف للتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ببلادنا وحشد الطاقات من اجل رفض خطط التدمير والضغط على كافة القوى العابثة لتغليب مصلحة تونس والنهوض باوضاعها المزرية.. وبدون ذلك فإنها ستظل الدولة العميقة تحت سيطرة قوى التضليل والعبث والتخريب والفساد وساحة لتصفية الحسابات السياسية الداخلية والخارجية… إلى أين هذا الوطن؟؟
في هذا الظرف الإستثنائي جراء الأزمة الوبائية و الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية على التونسيين الاحرار الانتباه جيدا لما يحاك لهم تحت العتمة وتحت غطاء ومظلات الشعارات البراقة , لان الكل من حولنا ينظر لأمننا و ثورتنا ويحسدنا على نعمة المسار الديمقراطي و الثورة التي بناها لنا شهداء ورجال فقدوا ارواحهم من أجل الوطن و من أجل هذه اللحظة التي هرمنا من أجلها..
لا شك وان الدولة العميقة لن تقوم أبدا طالما هنالك إستهتار بسيادتها و غياب للوطنية جراء فئة صغيرة تسعى جاهدة لتقزيم دور الدولة و إرباك مجهودات الحكومة و إلهائها عن أولوياتها في هذا الظرف الإستثنائي للتصدي للجائحة الأشد فتكا بالبشرية..
ولا شك انني لا أعرف من باع الوطن و لكن أعرف جيدا من دفع الثمن باهظا..
فلا عاش في تونس من خانها