السبت , 23 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

لا بُد من فصيل عربي مُقاوم…بقلم بسام ابو شريف

يجب ألا يساور أحد منا شك بأن المؤامرات والحروب التي تخطط لها واشنطن وتل ابيب ضد أمتنا العربية هدفها الأساسي، هو السيطرة على حقول النفط والغاز ونهبها، ولزيادة مخزونها من الاحتياطي تحسبا لأي طارئ مستقبلي، ولذلك على محور المقاومة أن يرسم استراتيجية خاصة بتحرير حقول النفط، ومنع نهبها والتصدي لأي محاولة لتسويق منتجاتها النفطية والغازية .

واذا كانت هزيمة داعش الأولية قد أفشلت استخدام هذا التنظيم الاميركي الصنع في السيطرة والنهب النفطي والغازي، فان هذا الفشل لايعني أن واشنطن وتل ابيب قد وضعتا جانبا أهدافهما، بل دفعهما فشل داعش للتحول لاستراتيجية اخرى عنوانها: (السيطرة العسكرية الاميركية المباشرة على حقول النفط والغاز)، وذلك بالتعاون مع كل عملاء واشنطن وتل ابيب في المنطقة، وهذا الأمر مثبت بالوقائع والحقائق وينطبق على حقول النفط والغاز في العراق وسوريا .

وحلفاء تل ابيب وواشنطن في هذه اللصوصية العلنية هم بعض قيادات الأكراد، والاستهداف هو حقول النفط والغاز شمال العراق ومن ضمنها كركوك ( التي خططت واشنطن وتل ابيب مع البرازاني لمعركة السيطرة عليها )، وكذلك الحقول السورية في شمال شرق سوريا حيث أرسلت واشنطن قواتها لاحتلال حقول النفط، ولتمكين شركات ذات صلة بدونالد ترامب تحديث وتصليح الأدوات لاستخراج النفط والغاز، وتسويقه عبر تركيا لاسرائيل وبيعه في الأسواق .

وكما أعلن ترامب ستستخدم واشنطن جزء من الدخل لتمويل قسد وانسلاخ شمال شرق سوريا عن الوطن، وتمويل الاحتلال التركي للشريط الحدودي، وما تسميه تركيا ” تكاليف اللاجئين السوريين ”، و(ما اللاجئين سوى ضحايا العدوان الاميركي الاسرائيلي التركي على الأرض السورية)، وتركيزنا على العراق وسوريا في هذا التوجه لايعني أن معركة السيطرة الاميركية الاسرائيلية على النفط والغاز محصورة بالعراق وسوريا، بل هنالك الهدف الكبير الذي شن العدوان على اليمن لتحقيقه، وهو السيطرة على نفط وغاز اليمن ( التي تختزن كميات ضخمة منه وهو غير مستخرج تحت حضرموت وسوقطرة وصحراء ميدي )، ويقدر الخبراء أن مخزون اليمن أكبر من مخزون السعودية .

وكذلك نفط ليبيا الثمين جدا، وهو أساسا من النفط الخفيف المرغوب به، ومخزون ليبيا وبحرها ضخم يتصارع عليه الاميركيون والاوروبيون، وكانت ثروة مصر قد طمست بقرار اميركي، وذلك لدفع مصر للاعتماد على ما تستورده من غاز من المنتوج الاسرائيلي ( الغاز الفلسطيني المنهوب ) .

اقامة دولة الخلافة في العراق وسوريا، كان الاطار الذي رسمته واشنطن للسيطرة الكاملة على الحقول النفطية، وتثبيت اسرائيل كلاعب أساسي في الشرق الأوسط ( لذلك لم يرد على لسان داعش أي موقف مناهض لاسرائيل، واحتلالها للأراضي العربية، وكذلك فعل الاخوان المسلمون )، واذا كانت استراتيجية واشنطن عبر داعش وحدت سوريا والعراق، فان مقاومة مخطط السيطرة على النفط تتطلب توحيد الجهد المقاوم والمتصدي للمخطط في العراق وسوريا، وتأسيس حركة مقاومة شعبية سورية عراقية لجعل مخطط واشنطن وتل ابيب مخططا معرقلا وغير قابل للتطبيق .

لن يخرج العسكر الاميركيون من منطقتنا الا اذا ثبت أن بقاءهم سيكلف واشنطن ثمنا باهظا وهذا يذكرنا بليلة عيد الميلاد التي أحياها جنود الاحتلال الاميركي في لبنان، ونسفتهم المقاومة وهم يحتفلون .

لن يفهم ترامب تماما كنتنياهو الا عندما يلمس الثمن الباهظ والمكلف للاحتلال .

 

شاهد أيضاً

التجديد لاردوغان، ام للشعب التركي راي اخر؟…بقلم ميلاد عمر المزوغي

حكم البلاد لما يقرب من العقدين ،احدث بها إنجازات في مختلف المجالات، ازدهر اقتصاد البلاد، …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024