أشار مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” إلى أن حلف شمال الأطلسي تم تشكيله أساساً لحماية أوروبا الغربية، لكن اليوم، فإن ترامب ومؤيديه من المحافظين الجدد يعملون على توظيف (ناتو) كنوع من القوات الأجنبية الأمريكية في حروب ضد العالم الثالث في إفريقيا وآسيا.
وجاء في المقال: حتى لو سلمنا جدلاً بأن ترامب محق في زعمه بأن حلفاء أمريكا في حلف شمال الأطلسي، ولا سيما ألمانيا وكندا، لا ينفقون ما يكفي على “الدفاع”، ولكن من حق الأوروبيين أن يسألوا: “الدفاع ضد من؟”، فقد كان الاتحاد السوفييتي يمثل “تهديداً كبيراً” أيام الحرب الباردة، عندما كان الجيش الأحمر القوي يضم 55000 دبابة، أما اليوم فأن ميزانية روسيا العسكرية لعام 2018 لم تكن سوى 61 مليار دولار، حيث انخفضت فعلياً بنسبة 17 ٪ عن العام الماضي، وهو ما يعادل 4.3 ٪ من ناتجها المحلي الإجمالي، وقد تراجعت روسيا إلى المركز الرابع في الإنفاق العسكري بعد الولايات المتحدة والصين والسعودية.
ولفت المقال إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأثرياء يمثلون نحو ثلثي الإنفاق العسكري العالمي، وفي الواقع، يبلغ إجمالي ميزانية الولايات المتحدة العسكرية، بما في ذلك المخصصة للأسلحة النووية والحروب الأجنبية، حوالي تريليون دولار، أي ما يعادل 50٪ من مجموع الإنفاق التقديري للحكومة الأمريكية.
وأشار المقال إلى أن ميزانية ترامب العسكرية الإضافية هذه السنة، نحو 54 مليار دولار هي تقريباً نفس ميزانية روسيا العسكرية لعام 2018 بأكملها، أما بالنسبة لادعاء ترامب بأن أوروبا لا تدفع نصيبها العادل من نفقات حلف (ناتو)، فنجد أن بريطانيا وفرنسا مجتمعتين تنفقان على قواتهما العسكرية أكثر مما تنفقه روسيا.
وأضاف المقال: في أوروبا، هناك قلة ممن لا زالوا يعتبرون أن “روسيا تشكل تهديداً” باستثناء بعض الدنماركيين المخمورين، والسويديين اليمينيين، والأوربيين الشرقيين ممن أصابهم “رهاب روسيا”، ويبدو أن الخوف الرئيسي من روسيا يتركز في أذهان المحافظين الجدد والإعلاميين ومناصري ترامب في واشنطن، وجميعهم ضحايا الهستيريا المعادية لروسيا التي استحوذت على الولايات المتحدة.
ترجمة وتحرير – راشيل الذيب