الإثنين , 25 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

ليلة القبض على الأمير…بقلم د. أنور العقرباوي*

ما أن تناهى إلى مسامع الناس، نبأ الإعتقالات الموسعة في الأردن، وفي مقدمتها وضع ولي عهد النظام الهاشمي السابق، الأمير حمزة رهن الإقامة الجبرية، وفي غياب الشفافية وشح البيانات على تضاربها وضبابيتها، حتى رحنا في طرح التحليلات والتكهنات، وإن كان ذلك لا يمنع في تقدير ما قد حصل!

بالأمس وقع ما كان في الحسبان منتظرا ولكنه محظور للبيان، حين خرجت إلى العلن وبرزت على الملأ، الخلافات داخل الأسرة الهاشمية الحاكمة، التي دشنها الملك عبد الله الثاني قبل يومين من الحدث، عندما تحدث إلى جمع من أعوانه، وقد بدت على وجهه ونبرات صوته وهو يرتدي البزة العسكرية، علامات التوتر والغضب وعدم الثقة، وهو ينحى باللائمة على البعض، ممن وصفهم بالإنتهازيين الذين يسعون إلى كسب الجماهيرية، على حسب إستقرار الوطن وأمنه على حد زعمه، دون التطرق إلى العوامل التي أدت ولا تزال، إلى حالة عدم الإستقرار المعيشي والصحي وغيرها الكثير، الذي كان واضحا الغرض منها، إستنهاض الفزعة العشائرية والقبلية إلى جانبه!

ولم يكد يمضي القليل من الوقت، حتى حفلت وسائل التواصل الإجتماعي قبل الرسمي، على وقع ما قيل من إخماد محاولة للإستقرار الأمني في البلاد، التي أسفرت عن إعتقال المشبوهين المفترضين فيها، وفرض الإقامة الجبرية على شقيقه، الذي لم يتوانى بدوره عن نفي أي دور له فيها إن وجدت، والذي استغل المناسبة في توجيه كلمة من خلالها إلى الأردنيين، وهو يبدي استيائه ويعبر فيها عن آلامه، نتيجة استشراء المحسوبية والنهب والفساد، التي أكسبته المزيد من التعاطف معه وما بدا للمواطن من مصداقية لا تحتاج إلى برهان، في ظل إنتشار الفساد وتفاقم الوضع المعيشي في الأردن، الذي تمتد جذوره منذ تولي الحكم، عبد الله الثاني الذي يبدو واضحا، أنه قد خسر الكثير من النقاط، في إقناع العشائر والقبائل الأردنية في صحة مزاعمه، على الرغم من ردود الأفعال الدولية والعربية التي أعلنت مساندتها له، وما كانت ستتردد في الوقوف إلى جانب الأمير المحتجز جبريا، لو كانت هنالك حقا محاولة ناجحة إنقلابية، على ضوء شرعيته التي جردت منه وليا للعهد، ناهيك عن اطلاعهم ومعرفتهم بحقيقة الوضع، رغم تغاضيهم عن المسؤول عنه!

وعليه في غياب الشفافية وعلى ضوء ما نسمعه ونقرأه أقله، فإنه من الظاهر أن ما يدور على الساحة الأردنية، أنها لا تتعدى كونها خلافات داخل أروقة النظام نفسه، على حد ما نعرفه حتى الآن، الذي يبدو فيه كل طرف وهو يحاول، شد الحبل إلى جانبه طمعا في إستمالة العشائر والقبائل لصالحه، غير أنه من الواضح تماما، أن من يعزف على وتر أوجاع ومطالب الناس، أنه ربما في النهاية سيكون هو من يحظى بعقولهم وقلوبهم، مالم تعقد الجماهير الأردنية المغلوبة على أمرها العزم، على مختلف منابتها ومشاربها، على ضرورة العمل المنظم والجاد “السلمي”، حتى تتمكن من أن تحكم نفسها بنفسها، إلا إذا ارتأت في مبايعة حمزة ملكا عليها إذا اطمأنت إلى نواياه، كما يبدو عليه الحال من خلال تعاظم التعاطف والتظافر معه، التي تعكسها وسائل التواصل الإجتماعي، وإن كان ذلك بحسب الوصاية الإستعمارية من المستبعد تماما، ويكفينا حينها أن نتذكر ما آل إليه، مصير جده المرحوم الملك طلال، وربما ما قد يؤول إليه حاله في العيش بالمنافي، وهو ما قد يخطط له عبد الله الثاني!

وحتى تنجلي الأمور على حقيقتها، التي في النهاية قد لا تعني أحد فينا، فإننا نبتهل إلى العلي القدير، أن يحفظ الأردن وشعبه اليعربي الطهور الصبور، من كل سوء وأذى وغيور، وأن يمده بعونه في ظل هذا النظام الجائر، الذي حصد الفقر والجائحة معه، أرواح الكثيرين من أعز الأهل والأحبة والأصدقاء، رحمات الله تنزل عليهم وغفرانه ورضوانه.

*فلسطيني واشنطن

شاهد أيضاً

الناخب المسلم والعربي وحسن الاختيار في سباق الرآسة الأمريكي…بقلم د. أنور العقرباوي*

يشكل السباق للوصول إلى البيت الأبيض وما يتخلله من جدل ومناظرات، الذي عادة ما ينحصر …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024