سيادة الأوطان من الثوابت التي لا يمكن المساس أو المتاجرة بها ، أو الأخذ والرد بشأنها ، أو المزايدة عليها على الإطلاق ، بمعنى أنها ليست خاضعة للرغبات والأمزجة والمصالح الشخصية والمكاسب والصفقات وتصفية الحسابات، ولا يحق لأي طرف كان، التفريط بها مهما كانت المبررات وتحت أي ظرف من الظروف ، فالتفريط بها لا يقل فداحة ووضاعة وجرما عن التفريط بالعرض والشرف والكرامة ، ولهذا تعد خطاً أحمر غير قابل للتجاوز مهما كان الثمن..
للأسف الشديد المعارضة في تونس أصبحت مدخلا للخونة والمرتزقة الذين يصطفون مع الأجندات الخارجية_التخريبية ضد وطنهم وقيادتهم لأهداف خاصة دنيئة، ويسعون إلى تشتيت المجتمع وإضعاف جبهته الداخلية في الأزمات..الخونة العملاء من مرتزقة الداخل الذين تجمعوا و شكلوا النموذج الأكثر قذارة وسفالة وسقوطا ووضاعة على مستوى العالم في الخيانة والعمالة والارتزاق ، أولئك الأوغاد الذين نراهم بين الحين والآخر يتشدقون بالوطنية ويتغنون بالنشيد الوطني، ويتحدثون بكل بجاحة عن حرصهم على الوطن ووحدته ومكتسباته ، وهم من باعوا الوطن وتجردوا من كل القيم والمبادئ والثوابت وأعلنوا العصيان والتمرد و التآمر عليه ، وشرعنوا للتدخل الأجنبي للنهش فيه بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء.. كنا نعتقد، أن الأمر لا يتجاوز حفنة من قليلي الأدب وكثيري الفساد وعديمي الحياء، ولكننا إكتشفنا ، منذ إنطلاق الحملة على الفساد والفاسدين ، أنهم يمثلون جزء هاما في هذه الطبقة السياسية والحقوقجية و دُعاة الثورجية الزائفة التي جاءت بها رياح الرداءة السياسية التي حولت العمل السياسي والحقوقي إلى ضرب من ضروب العهر و قلة الحياء.. لقد عرّت الحملة على الفساد معدنهم الرخيص وكشفت زيفهم وخداعهم ومغالطاتهم طيلة ما يقرب عن عشر سنوات عجاف ، إنّ هذه البطولات الزائفة و النضالات المشبوهة و الأزمات المفتعلة القائمة على الساحة الآن ليست معارضة نزيهة و لا ديمقراطية و ليست صراعاً ولا تفاوضاً أو نوايا صادقة ، وليس هدفه الخوف على الديمقراطيّة و الحريات و حقوق الإنسان ولا حتى على الوطن و لا على هذا الشعب، بل جاءوا بشروط ونية مسبقة لإستمرار الكارثة،. بمؤامرات الغرف المغلقة.. أزلام النظام الساقط لم يعد لهم من حجة يستندون إليها ، أو دليل يتكئون عليه لتبرير خيانتهم ، إصرار الطغمة الفاسدة و الخونة المؤلفة قلوبهم على خيانة الوطن بإسم الدفاع عن الديمقراطيّة و عن قضية الشعب التونسي , وهي حجة أهون من بيت العنكبوت … كل أوراقهم أحترقت !!! ولم يتبقى منها سوى ورقة واحدة ، هي خيانة الوطن و الشعب.. رأينا كل أشكال الخنوع والانبطاح والإذلال، فالخيانة لم تعد عارا أو مدعاة للخجل بل صارت لدى البعض مدعاة للتفاخر والتباهي ، لقد سقطت كل أوراق التوت وبانت عوراتهم ، وما عليهم سوى ان يوقفوا مسلسل الكذب على الناس، وادّعاء حرصهم عليهم و على الديمقراطية المزعومة ، ويتوقفوا عن البكاء وذرف الدموع على ما هم سبب فيه، إنّ أفضل الحلول واسلمها هو ؛ ان يخجل هؤلاء إن كانت لديهم ذرّة حياء ويطمروا أنفسهم في التراب، لا بل في الوحل.. من الوقاحة أن نجد من يُهلّل لمطالب الإستقواء بالخارج و يتآمرون وينفقون الأموال ضد إرادة الشعب… يستقصون أي حوار أو تصريح من شخوص نافذة في العالم، فيهلّلون ويطبلون ويستبشرون بكل قول وموقف يمس من تونس وسيادتها ويهدد أمنها واستقرارها… إنّ الإستقواء بالتدخل الأجنبي عرّى عوراتهم وكشف خياناتهم وأسقط اقنعتهم وهدّد عروشهم ومصالحهم، طابور الضباع و الثعالب السياسية يتهمون الرئيس قيس سعيّد بالدكتاتورية و الإستبداد وهو بصدقه ووطنيّته أشرف من أشرفهم، وهو أبعد ما يكون عن مستنقعهم، أساليبهم الماكرة و عناوين الإستقواء بالتدخل الأجنبي لم تتغيّر و لكن الشعب من تغيّر بعد عشريّة الخراب سيئة الذكر و لن يلدغ مرتين ، و لن نرضخ ولو كانت أرواحنا ثمنا لذلك مثلما عارضنا النظام السابق الساقط وهزمناه بظهور عارية وبوجوه مكشوفة ولا سند لنا إلاّ وعي شعبنا الذي لم يستسلم و لن يستسلم..
على هؤلاء الضباع السياسية الذين يعيشون البطالة السياسية ويسعون الى جلب الانظار والاهتمام الى انفسهم بأي وسيلة ان يعرفوا ان الشعب التونسي يحتقرهم وانهم اصبحوا مدعاة للسخرية والاستهزاء وان احتقارهم حتى من الجهات الخارجية التي توظفهم في هذه المهمة القذرة… و أنّ الحقيقة التي يجب قولها دون مواربة، وتدعو تلك الفئة المارقة على وطنها وعلى قيادتها أن تصحح من موقفها وتعرف أن الدولة التونسية بلدها وأنّ من الخطأ أنها اختارت أن تكون في صف المتآمرين ضد بلدها الذي تتنفس هواءه، وتشرب ماءه، وتمشي فوق ترابه، وتأكل من خيراته، وارتضّت أن تتحول إلى أدوات غدر وخيانة في خاصرة الوطن الذي احتضنها وقدم لهم الأمن والعيش ، واصطفت في صف الأجندات الداخلية و الخارجية بدلا من الاصطفاف مع شعبها وقيادتها.. إنه من الطبيعى جدًا أن تقف خفافيش الظلام من قوى الشر فى الداخل والخارج ومن ورائهم من القوى الدولية الغاشمة المتآمرة في وجه كل هذه الإنجازات و الإصلاحات السياسية بالإنكار تارة وبالتشويه والتحقير تارات وتارات، حتى يوقفوا مسيرة البناء والإصلاح ، ويكملوا مخططهم الخبيث في محاولة هدم الدولة التونسية والعمل على تعطيل مسيرتها نحو التقدم التي تسعى إليها تونس .. بات من الضروري العودة للإمساك بزمام الأمور مرة أخرى قبل فوات الأوان و الحذر من مؤامراتهم الخبيثة والمسمومة من خلال الصف الخلفي لأذرع اللاعبين في المشهد السياسي التونسي بمسميات براقة وثورية وليبرالية يزج بها هنا وهناك، والحذر كل الحذر من الفوضى والتحريض المتواصل،. حيث يتم خلف الستار الإخراج والإنتاج لسيناريو ماكر وخبيث من سيناريست طالما نجح بتقديم أبطال جدد بمهارة عالية في إتقان الأدوار، بالتالي يتم صناعة أرضية وقبول من المجتمع، وهنا تعود تونس لدوامة الفساد والتيه الذي لازمها منذ سنوات ، لأن إنتفاضة الخامس و العشرين من جويلية خرجت رافضة للكل ولن ترضى إلا بإسقاط الكل.. الان يسعون لتبييض وجوههم القبيحة بهدف ان تقبلهم الجماهير وللاسف يجدون من يطبل لهم لقد أصبحنا في زمن الذل الذي تُمنح فيه الثقة لمن يتطاول على مقدرات الوطن وحقوق الشعب و يخون ويخدم أجندات الخارج بكل وقاحة وبلا حياء وسوف تسفر الايام المقبلة عن المزيد من الخونة فقد سقطت الأقنعة و أصبح الانذال يخرجون من جحورهم ويبدون وقاحة لم نرى لها مثيلاً وصاروا لا يجدون أي حرج في التعبير عن انحطاطهم وخيانتهم وحقارة نفوسهم لقد اصبحنا في زمن الرويبضة الذين تحدث عنهم رسول الله صلى الله عيه وسلم لقد انقلبت وتغيرت المفاهيم واختلت القيم وأصبحنا نتلقى الطعنات المتتالية في الظهر ممن كان يجدر بهم حماية الوطن وحماية الشعب ونضاله من أجل الحريات.. لكن نحن و الوطننين الأحرار لن يضرنا من تآمر علينا او من خذلنا او من خاننا او من إستخف بتضحيات شبابنا نساء ورجال.. سنظل نناضل وسوف نواصل هذا النضال المشرف و مسار الـ 25 جويلية سوف يزداد وهيجه ويبلغ غاياته النبيلة وسوف ننتصر وتزيل كل تراكمات الفساد وتُهدم كل جحور المفسدين وانها معركة تحرير وطني حتى النصر..
بالمختصر المفيد: المعركة التي يخوضها الرئيس قيس سعيّد و أبطال مؤسسات الدولة -بالنيابة عن أبناء شعبنا التونسي الأحرار- هي معركة تحرير وطني للحفاظ على الدولة، معركة الانتصار للسيادة والكرامة ، معركة الانتصار للوطن ، معركة التحرر من الوصاية والتبعية للخارج ، معركة الانتصار للقرار التونسي المستقل وللإرادة التونسية المستقلة ، معركة الانتصار لتونس ضد مشاريع العمالة و الخيانة .. تونس اليوم بحاجة إلينا أكثر من أي وقت مضى و بحاجة لقلوب شجاعة لتطهير البلاد ولتجتث كل المأجورين الذين يعملون على بث الفتن وخلق الأزمات خدمة لأجندات خارجية تخريبية تستهدف الوطن ومواطن القوة فيه ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. فهذا الوطن باق عزيزا أبيا محصنا بمقاومته وبإرادة الشعب التونسي الراسخة لدى كل ابنائه..ففي الأزمات تظهر معادن الرجال التي تمثلت في الوقفة الصادقة من قبل الشعب التونسي الأبي الذي وقف بالمرصاد أمام كل من يريد لبلادنا “الشر” ، وكشفت أيضا القناع عن وجوه الخونة والمرتزقة، الذين اصطفوا مع العدو ضد وطنهم وتخلوا عنه في أصعب المواقف ولم يعد لهم مكان بيننا بعد تلك الخيانة العظمى..المرحلة الراهنة تعكس إحدى أخطر المراحل المصيرية بتاريخنا الحديث، وقد تكون أخطرها على الإطلاق، وواجبنا جميعاً أن يعلو مستوى وعينا بالخطر الجاثم و ضرورة الالتفاف حول مؤسسات الدولة والوقوف صفًا واحدًا لدحر المؤامرة المتعدّدة الرؤوس..تونس تعيش مرحلة دقيقة و خطيرة و لم يعدّ مبررا الوقوف على الحياد فإمّا أن تتحدّث عنّا الأجيال بفخر أو أن نكون سطرا مُخْجِلا يُدرّسونه في كتب التّاريخ.. فإمّا أن تكون مع الوطن و إلاّ فأنت ضده..
عاشت تونس حرّة مستقلّة
عاش الشعب التونسي العظيم