إن امريكا الدولة السارقة المارقة التي تفرض حصارا اجراميا على جمهورية كوبا الاشتراكية منذ اكثر من ستين عاما وعلى جمهورية ايران الاسلامية منذ اكثر من واحد واربعين عاما وعلى جمهورية فنزويلا البوليفارية منذ اكثر من عشرين عاما وتدعم بكل ما أوتيت من قوة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وتشارك بشكل غير مباشر في الحرب الظالمة التي تشنها السعودية والامارات على اليمن وتحتل العراق وتسيطر على منابع النفط والغاز في شرق سوريا هي العدوة الأساسية لكل احرار ومظلومي العالم. ويمكن القول ان رئيسها العنصري دونالد ترامب الذي رفع حتى قبل وصوله الى البيت الابيض عام 2017 راية العداء للاسلام والمسلمين واتخذ منها اديولوجية لأدارته بعد وصوله، هو الذي اطلق العنان لكل الاتجاهات الشعبوية والعنصرية في العالم بمن فيهم الهندوس المتطرفين في الهند للانقضاض على المسلمين والتنكيل بهم وقتل اعداد منهم وتدمير منازلهم ومساجدهم، ولذلك قد اصاب الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني كبد الحقيقة عندما وصف في تصريح صحفي ادلى به أمس الاثنين الامبريالية الأمريكية بانها اخطر على البشرية من فيروس كورونا المستجد(كوفيد 19) . ففيروس كورونا لم يقتل لغاية الآن سوى عشرات الآف الاشخاص في مختلف انحاء العالم في حبن قتلت الامبريالية الامريكية المتوحشة التي جاءت الى العالم ويداها تقطران دما عشرات ملايين الابرياء ابتداء من ابادة الهنود الحمر سكان امريكا الاصليين مرورا بالعبيد الذين كانت تشتريهم من اسواق افريقيا وتقوم بنقلهم بالسفن عبر المحيط الى العالم الجديد لكي يعملوا بالسخرة في مزارع المستعمرين البيض في العالم الجديد وتلقى بمن يمرض منهم في قعر المحيط لان لا وقت لديها لعلاجهم… وهي المسؤولة عن قتل مئات الاف اليابانيين في ناغازاكي وهيروشيما عندما القت عليهم قنبلتين ذريتين فتاكتين من دون ان يكون لذلك اي ضرورة عسكرية وانما لتجربة السلاح الذري على البشر وكذلك عن قتل ملايين الناس في الحروب العدوانية التي خاضتها ضد الشعب الكوري وشعوب الهند الصينية الفيتنامي والكمبودي واللاوسي في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي وعندما نظمت الانقلابات العسكرية واطاحت بانظمة وطنية وتقدمية في اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية وفيما بعد في حروب افغانستان والعراق وليبيا وسوريا. وقد صدق الفيلسوف وعالم اللغويات الامريكي ناعوم تشومسكي عندما قال انه هناك اساس قانوني لاتهام كل رئيس امريكي وصل الى البيت الابيض قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية اي منذ هاري ترومان الذي امر بالقاء قنبلتي ناغازاكي وهيروشيما وحتى يومنا هذا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وتحويل من لا يزال منهم على قيد الحياة الى محكمة الجنايات الدولية. وعلى الرغم من ان الرئيس الحالي للولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب يبدو من انه من اكثر الرؤساء الامريكيين اجراما وعنصرية وجشعا وحبا للمال الا انه في الواقع ليس اقل اجراما من هاري ترومان او من لندن جونسون او جورج دبليو بوش او من غيره من الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم البيت الابيض ولا يختلف عنهم الا من حيث كونه اكثر وضوحا في عنصريته واجرامه. بكلمات اخرى فأن ترامب ليس نبتا شيطانيا هبط على البيت الابيض من خارجه حاملا صفات غريبة لا علاقة لها بقيم المجتمع الامريكي أو بنمط الحياة الامريكية كما يروج بعض المدافعين عن نمط الحياة الامريكي بقدر ما هو نتاج لذلك النمط المجرم الضاربة جذوره عميقة في المجتمع الامريكي.. انه بحقارته ونذالته وقلة ثقافته واستهتارة بحياة ابناء شعبه وتحديدا السود وذوي الأصول اللاتينية والمهمشين في بلده هو نتاج للامبريالية الامريكية في مرحلة تعفنها وانكشاف اجرامها لشعوب العالم وربما عن قريب للشعب الامريكي.مما يعني ان لحظة انهيارها وتفككها كما انهار وتفكك الاتحاد السوفياتي السابق لم تعد بعيدة بالمنظار التاريخي. ولا يغير من هذه الحقيقة ان الحاكم الفعلي في بلد مثل امريكا هي الدولة العميقة التي تتكون من احتكارات النفط والسلاح والطغمة المالية والبنكية وممثلي الكنائس ومجموعات الضغط (اللوبيات) الا ان هذه الامبريالية عندما تسلم قيادها لمايسترو احمق ومعتوه وتاجر يعمل لمصلحة شركاته وليس لمصلحة شعبه حتى في الكوارث والازمات الكبرى ويقيل كل مسؤول يخالف معه في الراي مثل ترامب فانها مفلسة ومنحطة وآيلة للسقوط.
وفي الختام فانه يجب ان لا نسقط من حساباتنا ان فشل ترامب في ادارة ازمة كورونا جراء عدم إصغائه للخبراء في مجال الصحة وشعوره ان هذا الفشل قد يؤدي الى خسارته للانتخابات الرئاسية القادمة قد يؤدي به الى اتخاذ قرارات والاقدام على تصرفات قد تشكل خطرا على الامن والسلم الدوليين، فالرجل أحمق وعلى مستوى عالي من النرجسية ومن الصعب توقع ما قد يقدم عليه فبما لو شعر بانه سوف يخسر منصبه. بقي القول بأنه ان كان هناك بقية من عقلاء في امريكا فان عليهم أن يضبوا ترامب قبل فوات الاوان كما نقول نحن باللهجة الدارجة الفلسطينية، فهذا أفضل لامريكا والعالم. .