الإثنين , 25 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

ماهو عمق المشكلة في ليبيا من وجهة نظر وطنية ومقاومة؟ كذب المتمحورون مع الوكلاء ولو زعموا…

صلاح الداودي: المنسق العام لشبكة باب المغاربة |

1- بعد أن دمر حلف الناتو ليبيا بالاشتراك مع الصهيونية العربية وكيلة الاستعمار وتم استخدام كل أدوات الإرهاب والجريمة لم يعد هناك أي نظام يبنى عليه

2- لم ينتج فعل التخريب والتدمير بغاية الاحتلال والتقسيم والنهب والتطبيع، مهما كانت أشكال الانتداب الجديد والوصاية الجديدة، لم ينتج جهة حكم أو معارضة تتبنى خيار المقاومة بشكل صريح وقوي وتضحي من أجل ذلك، مع احترامنا الكبير للوطنيين الموجودين والذين كبرت عليهم الأمور بالنظر إلى حجم التدخل الكبير جدا أيضا

3- لم تنشأ مقاومة صلبة في حينها ومنذ بداية التدمير

4- ان كل ما سبق وان كان يعني نفس الشيء فهو الشرط الموضوعي الوحيد لنهوض واستنهاض أحرار وشرفاء الشعب الليبي الشقيق من أجل استعادة وطنه ودحر الاحتلال وتحقيق التحرير والسيادة بنفس طويل وتضحيات جسيمة

5- ان لليبيا القذافي شركاء وحلفاء لم يستطيعوا لأسباب يطول شرحها التدخل في الوقت المناسب

6- ان كل المتدخلين في ليبيا الان وخاصة المحور الإخواني (تركيا وقطر) والمحور الوهابي (الإمارات السعودية) على ارتباط عضوي بالمنظومة الصهيوأمريكية ولن يتركوا ليبيا الا في حالة إحراق تام واستعمار متعدد واقتتال طويل الأمد

7- نستثني مصر بحكم كونها بلد جوار وبحكم انها لم تتورط في الإرهاب لا في سوريا ولا في العراق ولا في السودان ولا في تونس ولا في اليمن (عسكريا على الاقل) وليس بحكم مقاومتها للإرهاب فقط فذلك عامل لا يكفي لوحده في ظل البنية الصهيوامريكية المستحكمة في الموضوع الليبي والتي تشترك فيها كل المحاور الدولية والاقليمية بما في ذلك مصر، ماعدا روسيا بالمقام الأول والصين لاحقا

8- نستثني روسيا التي تعتبر محورا بذاته ولا تخضع للسياسات الصهيوأمريكية ولا تتجاوز سياستها توازن النفوذ وتوازن المصالح دون استعمار ودون إخضاع

9- الجزائر قامت بما في وسعها ومرت بصعوبات كبرى باعتبارها انها مستهدفه هي بدورها ولم تقع في كماشة محورين عميلين مجرمين، مع انه يمكن توجيه عدة ملاحظات قاسية إلى الأخوة في الجزائر لان إمكانياتهم اكبر ودون ادعاء ان سياسة عدم التدخل العسكري التي اعتمدوها كانت خاطئة، بل نحن نراها صحيحة في ظل كل الظروف المعروفة وفي ظل مخاطر الساحل والصحراء وفي واقع جوار لا يعول عليه من أي جهة كانت

10- وفي الخلاصة، وهذا كلام مكرر صرحنا به سابقا ومرارا، يستحيل علينا المفاضلة بين وكلاء الاستعمار ويستحيل علينا تصور ليبيا حرة مستقلة موحدة مقاومة وذات سيادة في الظرف الحالي. ونرى ان الحل الأوحد للأخوة الليبين هو المضي في معادلة المقاومة الشعبية والمسلحة بترتيبات واضحة مع الأطراف المحلية التي يمكن التعامل معها وباهداف واضحة وتكتيكات مرحلية محددة. وان يجدوا معادلة دعم في الجوار وفي الإقليم وفي العالم من طرف كل من يدافع عن وحدة واستقلال ليبيا وحق الشعب الليبي لوحده في تقرير مصيره بالمقاومة. وعليهم استغلال حقيقة الدعم الشعبي العميق في تونس والجزائر للتحرر الليبي من كل استعمار بعقيدة تاريخ وروح مقاومة الاستعمار في المغرب العربي. وإيجاد معادلة دولية داعمة غير طامعة (دون نفي حقيقة توازن المصالح ضمن قيم مضادة للهيمنة) تضم روسيا والصين أساسا ومحور المقاومة (مع ضرورة إجراء تسويات وتوضيح رؤى مشتركة للمستقبل في إطار استراتيجيات تحررية وتعاونية، وهو المحور الوحيد في العالم المنشغل حقيقة بمقاومة الإرهاب والصهيونية والاحتلال الأمريكي والاطلسي وسياسات أوروبا وهو الوحيد الذي سوف تستفيد منه ليبيا على المستوى البعيد، إذ كل دحر للإرهاب والاحتلال وكل اضعاف لتركيا وقطر والسعودية والإمارات من سوريا إلى اليمن مرورا بلبنان وفلسطين والعراق…، وان كان بعيدا عن ليبيا فهو يصب في مصلحتها) زائد كل أحرار المجتمع الدولي والعالم.

هذا ولم يعد خافيا على أحد لماذا دمرت ليبيا وما هو الوضع الحالي الذي أصبحت عليه وكيف هي البيئة الاستراتيجية المرتبطة بها وما هي الأهمية الجيوسياسية لها والتحولات الكبرى والمصالح الجيوستراتيجية التي أدت إلى حرق الأخضر وأكل الاكباد وابادة جزء من الأبرياء.

بهذا الأفق أعلاه المكثف في الخلاصة أي في النقطة العاشرة فقط لن تذهب دماء وعذابات ملايين الإخوة الليبين الذين هجروا وعذبوا وتم تذبيحهم وتشريدهم وتفقيرهم وافتكاك بلدهم وسائر المآسي التي إن رويت تشل العقل وتدمي القلب وتفقد الوعي.

دون ذلك فإن تقاسم النفوذ والوصاية حقيقة واستعباد الأشقاء الليبين حقيقة وكل المخاطر الأخرى على التونسيين والجزائريين حقيقة مهما كذب المتمحورون مع الوكلاء منذ سنوات وبشروا كل على طريقته بعدة تخمينات وأوهام وزعموا ما زعموا.

شاهد أيضاً

كتب صلاح الداودي: ندعو الغنوشي للاستسلام الهادئ

  كان الغنوشي وأتباعه ينوون دفع النهضة إلى النهاية في الشارع أو عن طريق الشارع …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024