الجمعة , 27 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

متغيرات الخريطة الحزبية في تونس …وخلفياتها على المشهد السياسي 

بقلم محمد ابراهمي |

متغيرات المشهد السياسي تندفع نحو إصطفافات جديدة و تغيير في الخريطة الحزبية و صعود بعضها و تأرجح أخرى و إندماج ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ،فإﻥ ﺍﻧﺪﻣﺎﺝ هاته ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ المتقاربة ، سيساهم ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و يقلص من التشتت، فكثرة الأحزاب تنجر عنها فوضى سياسية و يقل الفعل و الجدية .. فالعزوف الإنتخابي أول أسبابه فقدان الثقة بين الشعب و الأطياف السياسية ثم الصراعات الحزبية و التشتت و الممارسة السياسية الهجينة لبعض الأحزاب السياسية التي تفتقد لأي مرجعية أو برامج حزبية او خطة سياسية و إقتصادية للخروج من هاته الأزمة دون متاجرة بآلام الشعب ..و نلاحظ صعود أحزاب و تأرجح أخرى من خلال إستطلاعات الرأي أو وسائل الإعلام ربما بوعي الشعب بالحياة السياسية أو من خلال تلاعب وتداخلات لتوضيف إستطلاعات الرأي و توجيهها لمآرب مضرة بالأخلاقيات وقواعد الإنصاف و النزاهة ..ربما قد تخلق ضبابية و تغيير للرأي العام و تضع الشعب في فوضى سياسية جراء طبقة سياسية مفلسة و عدم الثيقة ولا أحد يعرف إلى أين يسير !!

عن أي ديمقراطية تتحدثون ..

سؤال أرى من الضروري طرحه

ﻣﺎﻫﻲ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﺪﻣﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺗﻤﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ في ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ..

البلاد في حاجة لأطياف سياسية فاعلة و برامج جدية و واقعية و كفاءات قادرة فعلا على الإضافة للخروج من عنق الزجاجة المتعفنة،

مرت 8 سنوات على الثوﺭﺓ و تأزمت الأوضاع جراء ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﻓﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺌﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺎﺕ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ . ﻭﻗﺪ ﻋﻄﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻋﻄﻠﺖ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺗﻠﺒﻴﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭﺍﺕ و تحقيق المطالب ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ

ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻇﻞ ﻳﺮﺍﻭﺡ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺗﻐﻠﻴﺐ المصالح الشخصية على مصلحة الوطن و أولويات المصلحة العامة للخروج من الأزمات الخانقة ..

فمن القادر اليوم على إعادة المشهد السياسي لمساره بعد ان أخذ منحى ضبابيا و معقدا..

بعض الأطياف السياسية و الحزبية تعمل على توحيد صفوفها قبل الانهيار التام نتيجة الانقسامات التي لحقت بها جراء الحسابات السياسية و صراع الزعامة.. و بعضهم يستعمل عنصر المفاجئة لصيد “عصفور نادر” لضمان بقائهم في المشهد السياسي و يكون مرشحهم في الإنتخابات الرئاسية ليكون مشهد جديد يتوافق مع تتطلعاتهم و لايغرد خارج سربهم و البعض الآخر يسعى للم شمل العائلة الوسطية بحثا عن مزيد من التقارب لبعث روح جديدة في المسار الإنتقالي ﻧﺤﻮ ﺑﻨﺎﺀ ﻧﻈﺎﻡ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ، ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﺇﺳﻨﺎﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ و دفع الشعب للمشاركة في الحياة السياسية ليكون عنصرا فاعلا في إختيار بديلا للمشهد السياسي و تغيير مساره نحو الريادة و الخروج بتونس لبر الأمان ..

كل هاته المتغيرات ربما ديمقراطيةتشمل مشاركة كل الأطياف السياسية بمختلف إيديولوجياتهم، وكما أنها حرية حقيقية ممنوحة لكل الشعب بفضل ثورتهم المجيدة ..

و على الشعب الإستفاقة و يقرر مصيره دون وصاية من أحد فزمن الوصاية قد ولى و يتحمل مسؤوليته في إختيار الأفضل للبلاد و لا يترك المجال للإنتهازيين لشرﺍﺀ ﺃﺻﻮﺍتهم المتاجرة الرخيصة السياسية بألامهم و يبقى مجرد سلعة إنتخابية ،

تونس في حاجة لراحة سياسية و إقتصادية

و يجب على الشعب معاقبة الساسة الإنتهازيين من خلال صناديق الإقتراع فالصندوق هو الفيصل

ولا مجال للخطأ ..

عاشت تونس

عاشت الجمهورية

 

شاهد أيضاً

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024