قد لا تؤدي المظاهرات التي تشهدها شوارع الكيان الاسرائيلي منذ منتصف نيسان ابريل الماضي ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على خلفية فشله الذريع في إدارة ملف كورونا وما نجم عن ذلك من مشاكل اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة وتصدي رجال الشرطة العنيف للمتظاهرين الى اندلاع حرب اهلية في اسرائبل،هذه المرة ،كما حذر اكثر من مسؤول إسرائيلي مؤخراً.
ولكن المسألة المؤكدة بأن تلك المظاهرات التي تطورت شعاراتها مؤخراً من مطلبية حياتية إلى سياسية ووصلت إلى حد المطالبة بإستقالة نتنياهو من منصبه وإجراء انتخابات كنيست جديدة وإحتمالية استعانة الاخير بجمهوره من القوى الاكثر تطرفاً ويمينية في المجتمع الصهيوني في التصدي للمتظاهرين إلى بدخول تجمع المستوطنين الصهاينة في دوامة من العنف السياسي لم تكن موجودة ولا مألوفة منذ انشاء اسرائيل عام ١٩٤٨قد تصل في مرحلة ما الى الحرب الأهلية.
ولكي أوضح معنى ما اقول فإن المجتمع الصهيوني لم يكن منذ إنشاء النظام السياسي الكولنيالي في فلسطين التاريخية بمنأى عن الصراعات الطبقية والاجتماعية كما أن نظامه السياسي الذي كان ولا يزال يعبر عن مصالح الراسمالية اليهودية الاشكنازية كان يمارس سياسة تمييز عنصري ليس ضد الفلسطينيين فقط بل ضد اليهود من أصول شرقية وإثيوبية.
ولكن كان هنالك عاملين تاريخيبن يمنعان تحول تلك الصراعات الاسرائيلية الداخلية إلى صراعات حادة وعنيفة تهدد وحدة المجتمع الاسرائيلي،العامل الأول هو مقدرة المؤسسة الصهيونية الحاكمة على توفير مستوى دخل مرتفع لقاطني الكيان من المستوطنين اليهود والعامل الثاني هو اللجوء لخوض حروب توسعية جديدة ضد العرب .
وبتراجع مستوى دخل المستوطنين المرتفع والذي كان من احد اهم اسباب هجرته إلى فلسطين(ارض السمن والعسل حسب الميثولوجيا الصهيونية) وتنامي البطالة والفقر في اوساطهم لا سيما بسبب جائحة كورونا من ناحية وعجز الدولة الصهيونية عن اللجوء إلى الحرب للخروج من أزماتها الداخلية وهو الأمر الذي يتجلى بوضوح في أزمة اسرائيل الحالية مع حزب الله اللبناني فإن الازمة في إسرائيل لم تعد أزمة حكومة بل أزمة وجودية.
الوسومسجن نتنياهو محمد النوباني
شاهد أيضاً
ماذا بعد قرار تجريم قادة الصهاينة؟…بقلم ميلاد عمر المزوغي
بفعل الجهود الجبارة التي بذلها الحكام العرب على كافة الاصعدة, تبنت الامم المتحدة اواخر القرن …