أعرب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، عن غضبه الشديد برأي كل من الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، ومظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والداعية الإسلامى خالد الجندى، بسبب اجتهادهم الدينى حول الطلاق الشفوى ووجوبه من عدمه.
ونشبت مشادة كلامية بين الدكتور أحمد كريمة، ومظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بسبب حديث الأخير عن الطلاق الشفهى، وتأكيده على أن هذا الطلاق عرفيا وليس شرعيا، ويفكك الكثير من الأسر بالمجتمع.
بدوره انفعل، الدكتور أحمد كريمة، خلال حواره مع الإعلامى وائل الإبراشى، ببرنامج “التاسعة” المذاع عبر القناة الأولى المصرية، بسبب حديث مظهر شاهين على الطلاق، حيث رد عليه قائلا: “يا دكتور مظهر تقدر تقول لمراتك أنتى طالق على الهواء دلوقتى؟”، فرفض مظهر شاهين وبرر أن “كريمة” لم يفهم كلامه عن الطلاق الشفوى.
وطالب مظهر شاهين، الدولة المصرية بضرورة سن تشريعا لتحويل الطلاق إلى نص مكتوب كما يتم فى الزواج، وإلغاء الطلاق الشفوى، فيما قال كريمة فى رده عليه بالقول: “الطلاق لا يسقط بمجرد وقوعه وخروجه من الفم، وبلاش كل من هب ودب يجتهد فى الدين”.
وتابع الدكتور أحمد كريمة قائلا: “إذا طلق زوجا زوجته شفهيا، وأرادت الزوجة أن تثبت الطلاق أمام المحكمة، فعليها أن تطالب بتحليفه أمام القاضى”.
وأوضح أن الحالف بالطلاق لا يقع فى هذه الحالة، قائلا: “إذا قال زوج لزوجته عليا الطلاق لو ماجبتيش الفول دلوقتى فانتى طالق، هنا الطلاق لا يقع” مردفا: “نحن لا نمنع التوثيق فى الطلاق كما يتم فى الزواج ولكن نحن نتحدث عن الجانب الدينى”.
وأكد كريمة أنه ليس ضد توثيق الطلاق رسميا كما يتم فى الزواج، ولكن يتحدث من الجانب الدينى الذى يؤكد أن الطلاق الشفوى يقع فور نطقه، وتابع بالقول: “الطلاق فى مصر سببه رجل ضعيف الشخصية وامرأة عنيدة”.
وفى وقت سابق، الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، قال إن الله عز وجل خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم، في بداية سورة الطلاق في قوله “إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة”.
وأضاف الجندى، “لهذه الحسابات أنا أقول عن الطلاق الشفوي كلام فارغ، لا قيمة له، لأن من يطلق شفويا لا يحصي العدة، فشرط إحصاء العدة أن تكون الزوجة بمنزل زوجها، وهو ما لا يحدث مع الطلاق الشفوى، فغالبا ما ينفصل الزوجان عقب وقوع الطلاق الشفوى بينهما”.
وتابع “الجندي”، أن الله خاطب سيد وأشرف الخلق، في بداية السورة وما جاء بها من آيات ليؤكد، أنه لا يوجد طلاق عشوائي، ولا يوجد طلاق وليد اللحظة أو بالصدفة، وإنما الطلاق يكون بخطة ودراسة، فالزواج لا يحدث بالصدفة ويحتاج إلى خطة واستعداد وتجهيز، وهو ما يحتاجه الطلاق أيضا، ومنه حساب فترة العدة بعد الطلاق، لأنه خلال فترة العدة تكون المرأة على ذمة زوجها”.
أما الدكتور سعد الدين الهلالى، فقال عن الطلاق الشفوى مسبقا، إن رأى الأزهر الشريف الصادر فى 5 فبراير 2017 والذى يقول بوقوع الطلاق الشفوى، يعد رأيا فقهيا وليس شرعيا ويقابله رأى آخر من أهل العلم الكبار يقول بعدم وقوعه، وتابع:”رأى الأزهر له اعتباره وهو رأى فقهى وليس شرعى والقائلين به من أهل الذكر لكنهم ليسوا ربنا ..فيه رأى آخر من أهل الذكر يقول بأن المتزوجين رسمياً يطلقون رسمياً مثل الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق”.
وأضاف “الهلالى”، أن الطلاق فى حالة الغضب لا يقع عند ابن تيمية والمذهب الظاهرى وبعض الحنفية بينما الأئمة الأربعة يقولون بوقوعه،لافتاً إلى أن ضرورة أن يظهر أهل العلم هذا للناس ولا يكتموا الرأى الآخر أو يقللوا منه.
وأكد أستاذ الفقه المقارن، أنه فى حال قال الرجل لزوجته لو خرجتى من البيت فأنتى طالق لا يقع عند الظاهرية كونه لغو، وكذلك الأمر فى حال طلق رجل زوجته وهو فى حالة سكر الظاهرية قالوا بفرض عقوبة عليه دون وقوع الطلاق، بينما الجمهور أقر الطلاق لتأديبه وردعه، وتابع:”والظاهرية وابن تيمية وابن القيم قالوا بعدم وقوع الطلاق عندما تكون المرأة فى فترة الحيض بل يكون لغواً”.