الإثنين , 25 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

معركة التحرير الوطني..لا تقل أهمية عن معركة الإستقلال !!..بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

الحقيقة التي لا يختلف عليها إثنان هي أنّ تونس قد تعرضت إلى ظلم أبنائها من المحسوبين على المعارضة، بالقدر الذي تعرضت فيه إلى ظلم قوى خارجية، وقد تحالف عليها الطرفان، لكن غالبية التونسيين واثقون أن بلادهم تسير على الطريق الصحيح.. و كأن هؤلاء المتباكين على حقوق الإنسان و حرية التعبير في تونس والمحذرين من تحطيم المؤسسات الدستورية، لم يتعلموا من أبسط أبجديات الديمقراطيات الغربية ألاّ تستقوي المعارضة بقوى خارجية، في هذه الظروف واستغلالها لصالح قوى أجنبية متربصة لها أذرعتها في الداخل، فهذا أمر غير مقبول بل ويرتقي إلى درجة الخيانة الموصوفة وما دور المعارضة في الديمقراطيات السائدة إلاّ النقد بقصد التقييم و التقويم وتقديم البدائل، أما الاستقواء بالأجنبي لأجل التخريب والتدمير و حتى التآمر ، فهذا لا يمكن قبوله إطلاقاً..

 

غريب أن يذرف البرلمان الأوروبي دموع التماسيح على ما يدعيه ويُصدر بياناً بشأن ما أسماه بانتهاك حقوق الإنسان في تونس تلك الدولة المسالمة التي تحترم حقوق الإنسان في عدة مجالات، منها التعبير عن الرأي ويشتمل دستورها بكل ما تعنيه الكلمة من معاني حقوق الإنسان، وتوفر لشعبها ولمن يقيم فيها بيئة آمنة؛ لذا كان حقاً مشروعاً عليها، تكفله لها القوانين الدولية ودساتير العالم أجمع.. كان الأجدى ببرلمان الاتحاد الأوروبي أن يصدر بياناً يدافع فيه عن حقوق الإنسان في دول تُنتهك فيها حقوق الإنسان بالفعل.. الغريب و ليس غريباً أن البرلمان الأوروبي تداول مسألة داخلية للدولة التونسية دون توفره على الوسائل اللازمة للتحقق من ادعاءاته، بخلاف تقارير تأتي نتيجة لإستجداءات مغرضة ولا وطنية من شخصيات وأطراف اتخذت العمالة والارتباط بالأجنبي منهجاً للممارسة السياسية ضدّ سيادة تونس و شعبها.. البرلمان الأوروبي يكيل بمكيالين و يستمرّ في تسليط الضوء على بعض المواضيع الحقوقية بالبلدان العربية ، فيما توجد قضايا مشابهة لا يتم الحديث عنها بالبلدان الأوروبية نفسها.. و على البرلمان الأوروبي ألاّ ينصب نفسه حكماً أو وصياً على تونس ،والكف عن تسييس قضايا الحريات و حقوق الإنسان لخدمة أجندات معينة داخلية وخارجية ،تونس ومؤسساتها لن تحتاج إلى وصي عليها في شئونها الداخلية ،ولن تقبل مثل هذه الأمور التي تعد تدخلاً سافرًا في شئونها الداخلية..على المجتمع الدولي أن يحترم التعامل مع الدولة التونسية بنديّة بعيدا عن الاملاءات و التدخل في شؤوننا.. تونس سيدة نفسها وهي التي تقرر ما سيصدر عنها وليس أي دولة أو أي طرف آخر مثل ؛ الإتحاد الأوروبي الذي نصّب نفسه وصياً على الشعب التونسي و على الدولة التونسية.. و من المعلوم أنه لا يحق لأية دولة أن تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، ولأي سبب كان، في الشؤون الداخلية والخارجية لأية دولة أخرى وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، و حق الدولة التونسية وفي ممارسة سيادتها الدائمة وفقاً لإرادة شعبها دون تدخل أو تداخل أو تخريب أو تهديد من الخارج بأي شكل من الأشكال.. الوضع السياسي بتونس بكل ما يتضمنه من خلافات وصراعات ينبغي أن يبقى شأنا داخليا .. و إن سدّ المنافذ أمام هذا التدخل الخارجي يكون بالتمسك بالسيادة الوطنية ورفض التدخلات الخارجية.. و على القوى الوطنية المؤمنة بتونس و سيادتها ألاّ تسمح بأي تدخل أجنبي مهما كان نوعه و مهما كان مبرره، و رفض كل أشكال التدخل الأجنبي في الشأن الوطني الداخلي و المسّ من السيادة الوطنية من دول أجنبية.. سيادة تونس غير قابلة للنقاش.. و بوحدة الشعب التونسي سوف تتحطم جميع المؤامرات الداخلية و الخارجية وسوف تفشل، و إن الشعوب هي من تحدد مستقبلها وليس التدخل الاجنبي، هذه هي بعض الازدواجية، الكيل بمكيالين لدى الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية..

كثيرون شككوا في قدرة الرئيس سعيّد على الذهاب بعيدا في مشروعه الإصلاحي، لكن الرجل أظهر تدبيرا وتنسيقا كبيرين من خلال التحركات التي رسمها والأشواط التي قطعها، وبدا متماسكا في لحظات القوة وفي لحظات الشدّة، وحده الرئيس قيس سعيّد منْ فتح ملف المحاسبة، وبدا مصمّما على الذهاب في هذا الطريق إلى النهاية، رغم كثرة التعرجات والمطبات التي وضعت فيه تعطيلا للمسار الديمقراطي وتماشيا مع خيارات الأحزاب التي تدّعي معارضتها لخطوة الرئيس لا أكثر ولا أقل.. اختار الرئيس قيس سعيّد المواجهة على أكثر من جبهة، وكان الجميع يظن أن الوقت لا يسمح وأن ظروف البلاد لا تقتضي الذهاب في هكذا اتجاه، لكن الرئيس سعيّد الذي أبدى مرونة في التعامل مع خصومه، كان في كل مرة يقلب الطاولة على الجميع .. اليوم تونس في حالة حرب حقيقية مع الفساد ورموزه المتسللة إلى كافة المؤسسات، بالإضافة إلى ما تعانيه من انعكاسات وارتدادات لأزمة عالمية، ثم يأتي من يريد أن يجهز عليها ويسمّي ذلك فعلا وطنيا، و لا شك و أن جميع أو غالبية الذين يقفون في مواجهة الرئيس قيس سعيّد، هم من الذين تورّطوا خلال العشرية السوداء في سياسات مرتبكة و فشلوا في إدارة البلاد و اليوم يتحدثون عن الإنقاذ..

اليوم البلاد تسير على الطريق الصحيح و الرئيس قيس سعيّد يتحرك بشجاعة و بخطوات محسوبة ، و التماسك بين الشعب ومؤسسات الدولة هو صمام أمان وصخر متين ستنكسر عليه كل المحاولات البائسة لضرب استقرار البلاد.. و إن التفكير في تقسيم الوطن أو التشكيك في وحدة الشعب أو المساس بالأمن القومي ،هو ضرب من ضروب الخيال والجنون ، لأن هؤلاء الحمقى والخونة يجهلون التاريخ ويجهلون طبيعة الشعب التونسي ولا يُقدّرون ردّة فعله إن حاولت النفوس المريضة المساس بمثقال ذرة بتونس..

فرصة التصحيح قائمة لتعود لتونس عافيتها و معركة التحرير الوطني متواصلة ولا عزاء لمن يريد العودة بالدولة إلى الوراء..

عاشت تونس حرّة مستقلّة
عاش الشعب التونسي العظيم

شاهد أيضاً

القضية الفلسطينية.. بين الصمت والتآمر والتضليل!!…بقلم الناشط السياسي محمد البراهمي

يرى كثيرون ان أصل الشرور في الشرق الاوسط في المائة سنة الاخيرة هو (اغتصاب فلسطين) …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024