واشنطن العاصمة السياسية للولايات المتحدة تحولت الى ثكنة عسكرية بكل معنى الكلمة بعد دخول قوات من الحرس الوطني وعناصر من الجيش على خط قمع المحتجين وها هو رئيس اكبر دولة في العالم يضطر الى ان يساق الى سراديب البيت الابيض تحت الارض لضمان سلامته من الغضب المتأجج من قبل الجماهير المنتفضة وخوفا وتحسبا من إمكانية إقتحام اسوار البيت الابيض قام الحرس الوطني وعناصر الجيش بإخلاء المحتجين السلميين بالقوة حتى يتمكن المعتوه ترامب من الخروج من بوابة جانبية من البيت الابيض لاخذ صورة تذكارية مقابل احدى الكنائس القريبة ورفع الانجيل كاشارة الى القاعدة الانتخابية له وهم في غالبيتهم من الانجيليين الصهاينة (تيار الصهيونية المسيحية) الذين يقدمون كل الدعم للكيان الصهيوني وذلك لايمانهم بخزعبلات وهلوسات مفادها أن قيام دولة اسرائيل وبقائها هو مقدمة لعودة المسيح الى الارض وشنه حربا ضد قوى الشر في معركة هرمجدون وبعد تحقيق الانتصار يحكم العالم لفترة طويلة قد تصل الى 1000 سنة أو اكثر. وكل هذا ما هو الا هراء وشطحات فكرية ضالعة في الخيال.
لقد كتب الكثير للان حول ما جرى ويجرى الان في الولايات المتحدة ولكن ما اود ان الفت النظر هو المفارقة الكبيرة بين تصرف هذا الرئيس الذي يأمر بإخلاء المحتجين ليأخذ صورة وهو محاط بما يقرب من 40 نفر من الحرس الخاص دون ان يتواجد اي مواطن ولو بالغلط قريب من المكان بينما كان الراحل الرئيس فيديل كاسترو يذهب لمشاهدة مباراة كرة السلة ويجلس بالقرب من الناس العاديين وكانت مثل هذه التصرفات عادية جدا ويشهد لها كل من زار كوبا في عهده. وكذلك الرئيس الراحل شافيز نراه بين الجماهير يحتضن الاطفال ويرقص معهم ويطمئن على العجائز ويسأل عن صحة فلان او فلان تصرف طبيعي ايضا ولم يكن حوله رجال الامن المدججين بالسلاح لحمايته ولم يرسل الجيش لاخلاء المنطقة مسبقا فلم يكن هنالك داعي لذلك لانه كان يعتبر انه فرد من العائلة الكبرى اي شعبه وكذلك الامر بالنسبة الى شعبه. وكذلك الرئيس الدكتور بشار الاسد يفاجيء الناس وهو يتمشى في الاسواق العامة أو يقوم بزيارة عائلة ويجلس على الارض ويتناول الاكل معهم. شتان ما بين الجبان الذي يطمئن لا ندري من من خلال تصريحاته بأنه وعائلته بخير لان حرسه الخاص وأفراد الحرس الوطني يحمونه ويضمنون سلامته وسلامة أفراد عائلته, هذا في الوقت الذي يقوم بًدار الاوامر بقتل شعبه واحتجازهم وملاحقة “المشاغبين” و “المحرضين” وتصنيف كل من يخالفه في الراي من المحتجين بانه ارهابي.
نقول في النهاية اين الثرى من الثريا. أين الشجاعة من الجبن؟ أين الاطمئنان للشعب من هؤلاء القمم لانهم عملوا ويعملون من أجل شعبهم من أجلهم ومن من يختبئ تحت الارض في الخم خوفا من شعبه ونقمته؟