صرح بتسلئيل سموترتش المًنظر الجديد للصهيونية العنصرية ووزير مالية الاحتلال، في تصريحات له في فرنسا بالأمس أنه “لا يوجد شعب فلسطيني وأن هذا ليس سوى اختراع يعود عمره الى أقل من مائة عام”. وتأتي هذا التصريحات كجزء من الحرب الصهيونية المعممة على الفلسطينيين شعباً وهوية وتاريخاً ولتبرير الممارسات الإرهابية والاستيطانية.
وسنستشهد بنصوص من كتبهم (المقدسة) وهي جزء من الكتاب المقدس الذي يشمل العهدين القديم والجديد وهذا الكتاب موجود في الكنائس وفي المكتبات بكل اللغات بما فيها اللغة العربية، وإن كانت هذه الاقتباسات تؤكد على وجود لليهود في فلسطين القديمة كما كانوا موجودين كديانة في بلاد أخرى ونحن لا ننكر وجود ديانة يهودية، إلا أنها تؤكد أيضاً على أسبقية وجود الشعب الفلسطيني على هجرة اليهود أو بني إسرائيل الأوائل إلى فلسطين.
ففي الكتاب المنسوب إلى نبيهم يشوع بن نون (كتاب يوشع) جاء: ” وقد بقيت أرض كثيرة – لم يدخلها اليهود – وهي : كل دائرة الفلسطينيين وكل أرض الجاشوريين – أمام مصر – وأقطاب الفلسطينيين الخمسة – وهم : الغزي والاشرودي و الاشقلوني والجتي والعقروني …” . وفي عصر (القضاة) الموالي لعصر يوشع جاء في سفر القضاة (10:7) : ” فحمى غضب الرب على بني إسرائيل – وباعهم بيد الفلسطينيين فحطموا إسرائيل ثماني عشرة سنة – في جميع أرض بني إسرائيل ” وفي سفر القضاة ( 13 :1 ) جاء : ” ثم عاد بنو إسرائيل يعملون الشر في عيني الرب – فدفعهم الرب إلى يد الفلسطينيين أربعين سنة ” . وفي العصر التالي – عصر النبي ( صموئيل ) جاء في الكتاب المنسوب إلى هذا النبي : ( صموئيل الأول 4 : 1 ) : ” وخرج جيش بنو إسرائيل للقاء الفلسطينيين – فانكسر ( انهزم ) بنو إسرائيل أمام الفلسطينيين } وتكررت الهزيمة ” .وفي عهد الملك ( طالوت) واسمه في كتابهم ( شاول ) جاء في ( صموئيل الأول 13 : 5 ) : ” واجتمع الفلسطينيون لمحاربة بني إسرائيل أيام شاول الملك : ثلاثون ألف مركبة حربية وستة آلاف فارس وشعب ( جيش ) عدده كالرمل الذي على شاطئ البحر .. فاختبأ اليهود في المغارات والغيامن والآبار .. وكل شعب اليهود ارتعب من الفلسطينيين ” . وفي عهد داوود جاء في سفر ( صموئيل الأول 27 : 12 ) أن داود يهرب للمرة الثانية ويختبئ هو ورجاله عند ملك الفلسطينيين الذي أكرمهم , وظلوا عنده سبعة أشهر ، وفي كتاب (صموئيل الثاني ) جاء أنه بعد أن صار ( داود ) ملكاً على اليهود , قام باسترداد والديه وزوجاته وأولاده من عند ملك الفلسطينيين الذي أكرمهم جداً . وفي عهد سليمان وفي كتاب ( ملوك أول 4 : 24 ) جاء أن حدود مملكة اليهود تنتهي عند حدود مدينة غزة التي لم تدخل أبداً ضمن مملكة اليهود. وظلت بعد ذلك ملكاً للفلسطينيين. وفي كتاب (أخبار أيام ثاني 17 : 11 ) صار ملوك الفلسطينيين أصدقاء لملوك بني إسرائيل الذين ملكوا بعد موت سليمان)
لو لم يكن هناك شعب فلسطيني فلماذا سميت فلسطين تاريخياً بهذا الاسم فالدول تسمى باسم الشعب الذي يسكنها؟ حتى وعد بلفور نفسه وقبل أكثر من مائة عام نص على “إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين” وليس في (إسرائيل).
إن لم يكن الفلسطينيون الذين يعيشون في وعلى أرضهم منذ آلاف السنين وتجمهم نفس اللغة والعادات والتقاليد والهوية والثقافة شعباً فهل اللقطاء الذين جمعتهم الحركة الصهيونية من كل أصقاع الأرض ومن كل الأعراق: عرب وروس وفرنسيين وأثيوبيين وأمريكيين الخ يشكلون شعباً أو قومية؟ نعم يجمعهم الدين ولكن الدين ليس قومية أو شعبا، وماذا يقول سموترتش للأمم المتحدة والمنظمات الدولية وغالبية دول العالم التي تعترف بوجود الشعب الفلسطيني بل وبحقه في دولة مستقلة، وفي العالم خوالي 120 سفارة وممثلية لفلسطين؟ فهل كل العالم على خطأ وسموترتش وحده على صواب؟