محاولا أن يكفكف دموعه، يروي مهدي لـTRT عربي مأساة هذه العائلة الموسعة و القاطنة بمنوبة، في أواخر مارس أحس الحاج إبراهيم بضيق تنفس، وهو الذي يشكو سابقا من أمراض في القلب، ليقع نقله لإحدى المصحات الخاصة، ويتم إخبار العائلة بعد يومين بتعكر حالته الصحية، ثم وفاته متأثرا بفيروس كورونا. كانت الصدمة كبيرة على العائلة، حسب ما يروي نجله مهدي بايونس، الذي حالفه الحظ ليكون أحد الناجين من فيروس كورونا ولم يتلق لا هو ولا زوجته ولا أبناءه العدوى، لكن حسرته وألمه على فراق والديه مضاعف، حيث لم يتسنى للعائلة والأبناء أن يلقوا على والديهم نظرة الوداع الأخيرة، ولا أن يمشوا في جنازتهم ويصلوا عليهم. مأساة عائلة بايونس مع عدوى فيروس كورونا لم تقف عند هذا الحد، إذ تعكرت الحالة الصحية لرفيقة درب الحاج إبراهيم، الحاجة فطيمة، بعد أيام قليلة من وفاته، لتُنقل إلى أحد مستشفيات العاصمة،ثم تلتحق بزوجها إلى الرفيق الأعلى.
السلطات الجهوية والصحية بمنوبة أجرت التحاليل على عائلة بايونس الموسعة من الكبير إلى الصغير، بعد أن تفشت العدوى في هذه المحافظة، لتكون النتيجة صادمة للجميع حسب ما أكدته المديرة الجهوية للصحة لـTRT عربي إيمان السويسي، بعد أن أظهرت التحاليل إصابة 19 فرداً آخر من العائلة بفيروس كورونا بينهم طفل لم يتجاوز السابعة. كإجراء احترازي اتخذته السلطات الصحية في البلاد، نقل جميع أفراد العائلة ممن ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، إلى أحد مراكز الحجر الصحي الإجباري بمحافظة المنستير شرقاً، حيث يخضع جميعهم للرعاية الطبية اللازمة وحالتهم مستقرة، باستثناء أحد أبناء المرحوم إبراهيم الذي يتلقى العلاج في أحد مستشفيات العاصمة.
يحرص مهدي الذي كان أوفر حظاً من باقي أفراد العائلة على اتباع إجراءات السلامة والتزام الحجر الصحي المنزلي في بيته برفقة زوجته وطفله، مكتفياً بالسؤال عن باقي أفراد العائلة عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي. تلهج ألسنة عائلة بايونس من صغيرهم إلى كبيرهم عبر صفحاتهم الشخصية على فيسبوك بطلب الرحمة والغفران للوالدين إبراهيم وفطيمة، وبالدعاء ليخفف الله مصابهم الجلل، وعزاؤهم في كل ذلك أن ينزاح هذا الكابوس وأن تتوقف سلسلة الموت، بشفاء الـ19 فرداً من الفيروس.