الأحد , 24 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

(نوّرت مصر): زيارة رئيس…بقلم عمرو الشوبكي

أحسنت القاهرة استقبال الرئيس التونسى قيس سعيد، الذى يمثل حالة فريدة ومميزة بين القادة العرب، وأضافت تحركات الرجل الشعبية فى قاهرة المعز، من زيارة ضريح جمال عبدالناصر والجندى المجهول، إلى سيره على الأقدام فى خان الخليلى وسط الناس العادية (كما يعتاد أن يفعل فى تونس الخضراء) على مضمون الزيارة كثيرًا من الحيوية والبعد الإنسانى.

وقد أعلن الرئيس قيس سعيد، أثناء المؤتمر الذى عقده مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قصر الاتحادية، دعمه الكامل لموقف مصر وحقوقها المائية، ومؤكدًا على ما ذكره السيسى من أن الأمن المائى لمصر جزء من الأمن القومى العربى.

والمفارقة أن البعض روج لدعاية كاذبة عن توجهات الرجل (أنه إخوانى وغيرها) رغم أنه رجل غير حزبى وأقرب للتيار القومى العربى، ويحمل تقديرًا كبيرًا للزعيم جمال عبدالناصر مثل معظم أبناء جيله.

وتبقى مشكلة النظام السياسى التونسى فى أنه أقرب للنظام للبرلمانى، وأن الرئيس الذى انتُخب فى انتخابات حرة ديمقراطية بنسبة 76% غير قادر على أن يمنع تعيين 4 وزراء رفضهم فى الحكومة الأخيرة كما تنص دساتير كل النظم الرئاسية، فالرئيس يختار والبرلمان يؤيد أو يرفض تعييناته. صحيح أن فى النظم شبه الرئاسية مثل فرنسا يكون رئيس الحكومة معبرًا عن حزب أو أحزاب الأغلبية، إلا أن الرئيس يكون له حق الفيتو على أداء الحكومة فى حال اختلافها معه.

وعطلت بعض نصوص الدستور التونسى النظام القائم ومصالح العباد (تتمسك بها حركة النهضة) بأن أصبحت هناك ثلاث سلطات متنازعة، أى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان، وليس ثلاث سلطات منفصلة التشريعية والقضائية والتنفيذية.

إن أى قارئ للفصول من 77 إلى 82 ومن 87 إلى 89 من الدستور التونسى سيكتشف أن صلاحيات الرئيس المنتخب من الشعب مقيدة ومحدودة إلا فى مجال السياسة الخارجية.

وحتى فى مجال السياسة الخارجية حاول رئيس البرلمان راشد الغنوشى التغول عليها، وسعى لجر تونس إلى المحور التركى، وزار عددا من البلدان دون الرجوع له.

ومن هنا تأتى أهمية زيارة الرئيس التونسى لمصر وقبلها ليبيا وكافة تحركاته الخارجية، فهى ليست زيارات يقوم بها رئيس جمهورية فى بلد حُددت فيه صلاحيات الرئيس بشكل نهائى، إنما هو يخوض معركة داخلية يسعى فيها لتعديل أوضاع كثيرة ومنها انتزاع صلاحياته التى أعطاها له الدستور التونسى فى السياسة الخارجية.

زيارة الرئيس التونسى لمصر مهمة للجميع تعزز موقفه فى جانب، وتفتح عليه انتقادات فى جانب آخر (حركة النهضة وحلفاؤها)، ولكن الرجل أقدم عليها بشجاعة، وكون تونس عضوًا غير دائم فى مجلس الأمن فهو أيضًا أمر مفيد لمصر فى معركتها الوجودية حول المياه، كما أن دعم الشراكة على الأقل فى الاقتصاد مفيد لكلا البلدين.

شكرًا قيس سعيد نورت مصر.

amr.elshobaki@gmail.com

شاهد أيضاً

رئيس الجمهورية يلتقي بجدة، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

أجرى رئيس الجمهورية قيس سعيد، صباح اليوم الجمعة بمقر اقامته بجدة، محادثة مع الرئيس عبد …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024